شبهات حول زيجات الرسول تم تفنيدها

السوسنة - أباح الإسلام للمسلمين تعدد الزوجات، فيستطيع الرجل المسلم أن يتزوج من أربعة نساء، بشرط أن يعدل بينهن، ويكون قادراً على أداء حقوقهن جميعاً، وذلك لحكم كثيرة تقتضيها مصلحة المجتمع الإسلامي كاملاً، قال تعالى:" وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا * وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً" النساء: 3-4 

  ومع أن الدين حدد عدد الزوجات الأقصى بأربعة زوجات، إلا أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم خصوصية في هذا المجال، فلقد أحل الله له أن يتزوج عدداً أكبر من النساء، ولكن زواجه منهن -رضي الله عنهن- لم يكن زواجاً عادياً، بل إن لكل زواج للرسول صلى الله عليه وسلم حكمة وهدفاً خاصاً به اقتضته الحاجة ومصلحة هذه الأمة.

فزت ورب الكعبة .. من الصحابي الذي قالها ولماذا ؟

- إدعاء المشككين:
استغل الكثير من أعداء الإسلام مسألة زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بأحد عشر امرأة ليشككوا في الدين، وليطعنوا في شخص الرسول صلى الله عليه وسلم، ويلمحوا إلى دوافع شهوانية دنيئة خلف هذا العدد من الزوجات.

- زواج سعيد وأسرة سعيدة:
 إن الناظر في الأمر بتمعن يرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تزوج من أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها  في بداية حياته، كما يفعل أي شاب عادي، فهو لم يكن نبياً، ولم يكن يعلم أنه سيصبح نبياً، فحتى عمُر الأربعين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيش حياته كأي إنسان عادي، وقد تزوج بأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها عندما كان في الخامسة والعشرين من العمر، وكانت تكبره بخمسة عشر عاماً، كما أنها هي من أرسلت إليه أولاً من يفاتحه في موضوع الزواج، لما رأت من أمانته وحكمته ورجاحة عقله عندما عمل لديها في تجارتها، وعاش معها - رضي الله عنها - خمسة وعشرين عاماً، وكانت حياتهم حياة الأسرة السعيدة المتكاملة، فكان جميع أولاده وبناته صلى الله عليه وسلم منها (إلا إبراهيم، فقد كان من أم المؤمنين مارية القبطية رضي الله عنها)، ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم بامرأة أخرى طوال هذه الفترة، إلى أن ماتت السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها.

-  بدء تعدد الزوجات بعد سن الخمسين:
حين ماتت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها،  كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمسين من العمر، أي أنه تزوج بقية زوجاته في الفترة العمرية بين 50 و 63 عاماً(وهو عمره صلى الله عليه وسلم عند وفاته)، وهذا يعني أن التعدد في زوجاته كان بعد بعثته صلى الله عليه وسلم، مما يبين أن هذا التعدد مرتبط بحياته الجديدة كنبي وأن بعثته وتكليفه بأداء الرسالة هو السبب الحقيقي لزواجه بأغلب زوجاته رضي الله عنهن.

- أحد عشر زوجة، وبكر واحدة فقط: 
كانت جميع زوجاته صلى الله عليه وسلم إما أرامل أو مطلقات ما عدى السيدة عائشة رضي الله عنها، فلقد كانت البكر الوحيدة في زوجاته، وفي هذا أيضاً رد على من يقول أن زواجه منهن رضي الله عنهن كان بدافع شهواني، فمن يكون لديه هذا الدافع، سيختار الزواج بالنساء الصغيرات الجميلات، ولن يتزوج الأرامل والمطلقات، وهذا في حد ذاته نفي قاطع لأن يكون دافعه صلى الله عليه وسلم في هذه الزيجات هو الدافع الشهواني والعياذ بالله.

- عرض قريش السخي:
من الثابت تاريخياً أن قريش عرضت على الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية بعثته المال والنساء مقابل ترك الدعوة لدين الله، فلو كان حب النساء دافعه، لوافق على هذا العرض السخي، وتمتع بالمال والنساء معاً، بدل أن يعيش حياته التي عاشها مع زوجاته رضي الله عنهن، إذ كان يمر الشهر والشهران لا يوقد في بيوت النبي صلى الله عليه وسلم نار للطبخ، وإنما كان يعيش هو وأهل بيته جميعاً على التمر والماء فقط.

- تعدد الزوجات لم يكن الخصيصة الوحيدة:
ليس تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا العدد هو الحكم الوحيد الذي اختص به صلى الله عليه وسلم عن سائر المسلمين، فلقد كان هناك أحكام أخرى في الدين تخصه وحده صلى الله عليه وسلم، وأكثرها واجبات لا يقوى عليها غيره، ففرضت عليه وحده دوناً عنهم، ومنها:
* أن التهجد وصلاة قيام الليل واجبة عليه.


* أن أموال الزكاة محرمة عليه وعلى آله.

* أباح الله له أن يواصل الصوم دون الفطر لأكثر من يوم، صياماً متتالياً.

* أباح الله له أن يتزوج من نساء المسلمين ما شاء، حتى نزلت الآية: " لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا" الأحزاب 52
وكما نرى فقد حرم عليه صلى الله عليه وسلم حتى استبدال الأزواج بعد نزول هذه الآية، واستبدال الأزواج هو الزواج بامرأة بعد تطليق أخرى، وهذا مباح لسائر المسلمين، فقد يتزوج الرجل عشر نساء، ولا ضير في ذلك ما دام لا يجمع بين أكثر من أربعة نساء، أي أنه يجوز له إن طلق واحدة من نسائه الأربعة أن يتزوج واحدة أخرى مكانها. 

المصادر : الموقع الاسلامي اسلام ويب
أ. د. مصطفى مسلم




 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة