غزوة بدر .. سببها ونتاجها

السوسنة - غزوة بدر هي الغزوة الأولى في الإسلام، وقد حدثت بعد استقرار المسلمين في المدينة المنورة بوقت قليل، وبالتحديد في العام الثاني للهجرة ، وسبب الغزوة ، إن
قريش كانت قد استولت على ممتلكات المسلمين التي تركوها في مكة عندما هاجروا، ولم تحفظ لهم عهداً أو قرابة، وبحكم موقع المدينة المنورة بين مكة وبلاد الشام، أتيحت للمسلمين فرصة لمهاجمة قافلة قريش التي تمر من الطريق بين مكة وبلاد الشام واسترداد أموالهم التي صادرتها قريش وتاجرت بها، فقد سمع المسلمون بقافلة كبيرة لقريش عائدة من الشام، ولا يحرسها إلا ثلاثون مقاتلاً، ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر عرض الأمر على أصحابه، وكان الخروج لمهاجمة القافلة اختيارياً، فخرج من الصحابة جيش قوامه 319 صحابياً جليلاً، ومعهم سبعون جملاً يركبونها بالدور، ومع أن المسلمين قد خططوا لغنيمة سهلة، إلا أن الله أراد لهذا الجيش الذي خرج من المدينة المنورة أن يخوض أول غزوة في الإسلام.


أحداث الغزوة 
- حنكة أبي سفيان وجهل أبي جهل
وصلت أخبار جيش المسلمين إلى قافلة قريش والتي كان يقودها أبو سفيان، فحاول أبوسفيان بحنكته وخبرته إنقاذ القافلة، فأرسل إلى قريش يستغيثهم ويستنفرهم، وحول طريقه من الطريق الإعتيادية إلى طريق الساحل ( طريق جدة)، ولما وصل الخبر إلى قريش، خرج أغلب فرسانها ولم يتخلف منهم إلا القليل، حتى أن من لم يستطع الخروج أرسل شخصاً ليقاتل عوضاً عنه، وكان عدد المقاتلين في جيش قريش ألف مقاتل يقودهم أبوجهل.

عندما وصل جيش المشركين إلى منطقة يقال لها: "الجحفة" علموا بنجاة القافلة، لكن أبا جهل أصر على أن يكمل الطريق ويقاتل جيش المسلمين ليستعرض قوته ويردع كل من يفكر في مهاجمة قوافلهم.

- تجديد البيعة:
علم النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون بنجاة القافلة وابتعادها عنهم، وعلموا بجيش قريش القادم من مكة، وهنا استشار النبي الكريم أصحابه مرة أخرى، فهم لم يخرجوا للقتال، وإنما خرجوا لمهاجمة القافلة، كما أن في الجيش صحابة من الأنصار الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدفاع عنه ما دام في المدينة،ولم يبايعوه على القتال خارجها، فجمع الصحابة وقال: "أشيروا علي أيها الناس" فقام عدد من المهاجرين يؤيدون قتال قريش، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم استمر بالقول: "أشيروا علي أيها الناس" حتى قام الصحابي الجليل سعد بن معاذ - زعيم الأوس - فقال: "والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ ( يعني الأنصار)  قال: أجل ، قال: فإنا قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق, وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة لك، فامض يا رسول الله لما أردت فنحنمعك، فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً، إنا لصبر في الحرب، صدق عند اللقاء، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك, فسِر على بركة الله". وهكذا أجمع المسلمون على خوض المعركة فكانت غزوة بدر.

- بدر :
التقى المسلمون والمشركون في منطقة تدعى بدر، وقد وصل المسلمون إلى المنطقة قبل المشركين وأحسنوا اختيار مكانهم، فقد كانت هناك بئر ماء وحيدة، عسكر المسلمون أمامها ليشربوا منها ويمنعوا أعداءهم من الشرب منها فيضعفون إذا نفد ما معهم من ماء.

- المبارزة:
بدأت المعركة في السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة، فاصطف الصحابة رضوان الله عليهم صفوفاً أشبه بصفوف الصلاة، ثم بدأت المعركة بمبارزة بين ثلاثة من المشركين وثلاثة من المسلمين، وهذا من عادة العرب في الحروب، وكانت المبارزات كالآتي:
 علي بن أبي طالب رضي الله عنه ضد عتبة بن ربيعة.

 حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ضد شيبة بن ربيعة.

عبيدة بن الحارث ضد الوليد بن عتبة.

وكانت نتيجة المبارزات الثلاثة النصر للمسلمين فيها جميعاً، ثم بدأت المعركة.

- وعد بالجنة
التهبت ساحة المعركة وأقبل الجميع يقاتلون بحماس واندفاع، وعلا صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لاَ يُقَاتِلُهُمُ الْيَوْمَ رَجُلٌ، فَيُقْتَلُ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرٍ إَلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ" فزادت حماسة المؤمنين ورغبتهم في الجنة، ومضوا يقاتلون بلا هوادة، وكل منهم يرى الجنة أمام عينيه.

- جيش تقاتل معه الملائكة
لما كان المؤمنون صادقون في توجههم إلى الله مخلصين في قتالهم، نصرهم الله بالرغم من قلة عددهم، وأرسل الملائكة لتقاتل معهم، قال تعالى: "إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين * وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم " الأنفال:9-10


- نهاية المعركة:
انتهت المعركة بانتصار المسلمين، وبالرغم من أن عددهم كان يقارب ثلث عدد المشركين، إلا أن الله نصرهم، وكان من أهم ما حدث في هذه المعركة قتل عدد من سادة قريش ومنهم: عمرو بن هشام (أبو جهل), و أمية بن خلف ، و العاص بن هشام بالإضافة إلى عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وكان عدد قتلى المشركين سبعين رجلاً، وأسر المسلمون سبعين آخرين، وهرب من تبقى من المشركين وعادوا إلى مكة، بينما بقي المسلمون في بدر ثلاثة  أيام ليداووا الجرحى ويدفنوا الشهداء الذين كان عددهم أربعة عشر شهيداً فقط، ثم عادوا إلى المدينة منتصرين.

وهكذا كانت معركة بدر الفارق الأول بين الحق والباطل، لذا سميت بيوم " الفرقان" وكانت بداية عزة المسلمين وإعلاء شأنهم وانتشار دين الإسلام.
المصادر : الموقع الاسلامي اسلام ويب
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة