الأحكام المتعلقة للنمص

السوسنة -  كلنا سمعنا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ " ولكن ما تعريف أهل العلم الدقيق للنمص؟ وما هي الأحكام المتعلقة به؟


- معنى النمص وتعريفه لدى الفقهاء:
اختلف أهل العلم في تعريف النمص الذي ورد لعن من تفعله ومن تطلب أن يفعل لها بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال بعض أهل العلم أن النمص هو نتف شعر الوجه عموماً، وقال البعض الآخر أنه نتف شعر الحاجبين خصوصاً، كما خصص البعض النمص بنقش الحاجبين لجعلهما رقيقين جداً، ومن الفقهاء من قال أن حلق الحاجبين نوع من النمص المحرم، بينما قال البعض الآخر بأن النتف محرم ولكن الحلق جائز، ومع اختلاف آراء العلماء، وجب أن نفصل أكثر في حكم نتف شعر الوجه والحاجبين في مختلف الحالات.


- لماذا اختلف الفقهاء في حكم نتف شعر الحاجبين؟
يرجع اختلاف الفقهاء في حكم نتف شعر الحاجبين إلى سببين رئيسيين، وهما:
1- اختلاف مفهوم النمص، هل هو النتف خاصة أم أن حلق الشعر يدخل فيه كذلك.

2- اختلاف آراء الفقهاء في السبب لمنع النمص وتحريمه، فمنهم من قال أنه محرم لأنه تغيير لخلق الله كما ورد بالنص الصريح للحديث النبوي الشريف: " لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ " ومنهم من قال أن تحريم النمص جاء لمنع الغش والتدليس.

- ما الحكم الشرعي لإزالة شعر الوجه عموماً والحاجبين خصوصاً لدى مختلف المذاهب؟
رجح الفقهاء أن النمص المنهي عنه لا يشمل الشعر الزائد في الوجه، فقد أفتى الفقهاء القدماء والمعاصرون بجواز أن تزيل المرأة ما ينمو من شعر زائد في وجهها، كأن ينمو لديها بعض الشعر الزائد الشبيه باللحية أو الشارب، أو أن يكون حاجباها كثيفين بحيث ينزل شعرهما على عينيها فيعيق الرؤية، أو أن يكون حاجباها متصلين مما يجعلها تشبه الرجال، أو أن يكون هناك بعض الشعر الزائد المتفرق المتناثر حول الحاجبين، عندها يجوز لها أن تنتفه بقدر ما تدعو إليه الحاجة، ولا حرج عليها في ذلك، بل إن الأولى لها أن تفعل ذلك خصوصاً إذا كانت متزوجة، فعندها وجب عليها أن تتجمل لزوجها بقدر ما تستطيع في حدود ما سمح به الشرع، فهذا مما يديم الألفة والمحبة بينهما، ولكن ماذا عن نتف شعر الحاجبين وترقيقهما؟

اتفق الفقهاء على تحريم نتف الحاجبين لغير المتزوجة، وللمتزوجة التي لم يأذن زوجها بذلك، ولكنهم اختلفوا في حكمه في حال موافقة الزوج أو رغبته في ذلك، فمن رأى من الفقهاء أن سبب المنع هو الغش والتدليس، أجازه للمرأة المتزوجة إذا كان ذلك مما يعجب زوجها، إذ أن نتف شعر الحاجبين برأيهم من الزينة التي تتزين بها المرأة لزوجها، وقد أشاروا إلى أن اللعن في الحديث الشريف إنما قصدت به من نتفت حاجبيها لتتجمل للأجانب، فهم قد قاسوه على حكم أي نوع من الزينة التي يجوز للمرأة أن تتزين بها في بيتها أمام زوجها ومحارمها، ولكن لا يجوز أن تخرج بها فيراها الرجال من غير المحارم. 

بينما يختلف الحكم من وجهة نظر الفئة التي اعتبرت أنه من تغيير خلق الله، فقد رأوا أنه محرم، بل إنه كبيرة من الكبائر ولا يجوز حتى برغبة الزوج، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وذلك لأن النمص برأيهم تغيير لخلق الله بالنص الواضح الصريح للحديث الشريف، حيث وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمات والنامصات والمتفلجات بـ" المغيرات لخلق الله".


كما اختلف الفقهاء في حكم حلق شعر الحاجبين، فقد أفتى البعض بحرمته واعتبروه نوعاً من النمص، بينما أفتى البعض الآخر بكراهته.
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة