من هو أسيد بن الحضير وكيف أسلم ؟

السوسنة - رجل نزلت الملائكة حتى تستمع لتلاوته , صحابي كان من أشراف العرب في الجاهلية , وعزز مكانته الإسلام فكان زعيم للأنصار في الإسلام , هو من أحسن الناس صوتا في القرآن , جرح سبع جراحات يوم أحد , وكان له موقف مشرف في البقيع عندما فض النزاع الدائر بسبب أحقية الخلافة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين فخليفته إذاً ينبغي أن يكون من المهاجرين ، ولقد كنا أنصار رسول الله ، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته"،  إنه أسيد بن الحضير رضي الله عنه وأرضاه .
 
من هو أسيد بن الحضير وكيف أسلم :
 
حسب ما جاء في كتاب أعلام النبلاء لمحمد بن أحمد الذهبي أن نسب أسيد هو ابن سماك بن عتيك بن نافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الإمام أبو يحيى - ، وقيل : أبو عتيك - الأنصاري ، الأوسي الأشهلي ، أحد النقباء ألاثني عشر ليلة العقبة .
 
كان والده زعيمًا للأوس وكان من أشرافهم قتل قبل الهجرة بست سنوات , فخلف وراءه ولده أسيد الذي كان ذو عقل راجح ورأي سديد واتزان كبير مستنير العقل حتى لقب بالكامل من قبل أهل المدينة , فخلف والده في الزعامة والقيادة .
 
 
عندما بدء الإسلام في المدينة المنورة , أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير رضي الله عنه إلى المدينة ليفقه المسلمين في الدين ويدعو الناس للإسلام فكان مصعب بن عمير ينزل عند أسعد بن زرارة رضي الله عنه وهو خزرجي أنصاري شهد العقبتين، وكان من أوائل المسلمين في المدينة المنورة , وكان في ذلك الوقت سعد بن معاذ صديق أسيد بن الحضير فقال له سعد: اذهب إلى مصعب وازجره , فحمل أسيد حربته وذهب إلى بيت أسعد وعندما وجد الناس ملتفين ويستمعون إلى مصعب حمل حربته واشتدت ثورته و غضبه, فحدثه مصعب وقال له :
 
اجلس وهدئ من روعك , واستمع لما نقول فإذا أعجبك تكن معنا وإن لم يعجبك تذهب , فجلس وأعجبه ما قاله مصعب , فقال : وكيف ندخل إلى هذا الدين؟ فأسلم حينها على يد مصعب بن عمير وأسلم صديقه سعد بن معاذ .
ذكره في الأحاديث النبوية :
 
عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ : اقْرَأْ يَا أُسَيْدُ فَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ .
عرف عن أسيد حبه العظيم للقرآن الكريم ، وفي ذلك الحب له قصة عجيبة  ، ففي إحدى الليالي أراد أن يحييها بقراءة القرآن وبجانبه صغيره "يحيي" وفرسه التي أعدها للجهاد مربوطة بجانبه، وبدأ في قراءة سورة البقرة، فما أن قال: {الم * ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}. حتى هاجت فرسه وجالت حتى كادت تقطع الحبل الذي يربطها، فخاف على ولده يحيى أن تدوسه الفرس فسكت أسيد .. فسكنت الفرس.ثم عاود القراءة: {أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} .. فهاجت الفرس مرة أخرى وجالت أكثر من ذي قبل، فخاف على ولده يحيى فتوقف عن القراءة، فسكنت الفرس.
 
 
وحاول أن يقرأ للمرة الثالثة ، فجرى ما جرى ، راح لابنه الراقد الى جواره وحمله ونظر الى السماء فرأى غمامة كالمظلة لم تر العين أروع ولا أبهى منها قط وقد عُلِق بها ما يشبه المصابيح، فملأت الآفاق ضياءً وسناءً، وظلت تصعد إلى الأعلى حتى غابت عن ناظريه.وفي الصباح ذهب مسرعًا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليقص عليه ما حدث، فطمأنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال له: " وتدري ما ذاك ؟ " قال : لا ، قال : تلك الملائكة دنت لصوتك ، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم " متفق عليه ، واللفظ للبخاري، وفي مسلم .
 
 وذكره أيضا في أحاديث الرسول كانت  أسيد بن حضير رجل من الأنصار قال:  بينما هو يحدث القوم وكان فيه مزاح بينا يضحكهم ، فطعنه النبي صلى الله عليه وسلم في خاصرته بعود فقال : أصبرني ، فقال : اصطبر ، قال : إن عليك قميصا وليس علي قميص، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم عن قميصه فاحتضنه وجعل يقبل كشحه ، قال : إنما أردت هذا يا رسول الله .
 
وفاته : 
توفي أسيد بن الحضير في العام 20 من الهجرة وحمل نعشه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وكان عليه أربعة ألاف درهم دين , فبيعت أرضه سدادا لذلك الدين , فقال عمر: لا أترك بني أخي عالة. فردَّ الأرض وباع ثمرها من الغُرماء أربع سنين بأربعة آلاف، كل سنة ألف درهم.

 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة