مفهوم الدعوة إلى الله في الإسلام

السوسنة - الدعوة إلى الله في الإسلام أن يدعو المسلم الناس إلى عبادة الله تعالى والتصديق برسله وملائكته وكتبه ، وبيان امور دين الاسلام كلها وحكمها وفضلها وكيفية أدائها والحكمة منها ، وتوضيح الأخلاق وصفات التي يتحلى بها المسلم ، وهي واجبة بحسب ابن باز ومن الفرائض ، قال الله تعال: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران:104  .

ويقول الدكتور في الشريعة بلال إبداح أن الوجوب في الدعوة إلى الله سبحانه يحدد بالكثير من النقاط التي تتلخص في علم المسلم ومعرفته والتزامه بالدين ، وطاقته وأوقات فراغه ، الفكرة الرئيسة من وجوبه أن لا مسلم معفى من الدعوة .


ويكمل أن المجتمع الإسلامي متكامل ومتضامن ،ويجب على المسلم أن يوجه اخيه المسلم ويعلمه أمور دينه،  ويذكر إبداح في هذا الصدد أن بني إسرائيل لعنوا بسبب عدم قيامهم على الدعوة والتناصح، حيث يدين الإسلام فكرة عدم الإكتراث إلى الخطأ والابتعاد عن الارشاد والنصح بالخير، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (78)، وبالتالي فإن المسلم ينظر للدعوة إلى الله على أنها واجبة، ويستطيع فعل ذلك بمناصحة وتذكير أهله و أصحابه و أقربائه وكل من يستطيع أن يفعل معه ذلك، حتى تبدأ دائرة الدعوة بالتوسع.

ولا يجوز أن يتخلى المسلم عن هذه المسؤولية بحجة عدم حمل العلم الشرعي أو المعلومات الكافية، حيث أن هذا الوجوب يتحدد بالطاقة والقدرة فقط وذلك بالاستناد إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بلغو عني ولو أية))، وبالتالي فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يترك لأحد من المجتمع الإسلامي حجة أو عذر لترك الدعوة،  إذ يحفظ جميع المسلمين الكثير من آيات القرآن والسنة النبوية وقصص الإسلام والسلف الصالح ويستزيد من ذلك في أي وقت."

ويجب على المسلم أن لا يستهين بالمعلومة التي يمتلكها فمن الممكن للمعلومة التي تتواجد عند شخص يجهلها آخر، فيستفيد منها ويتبعها وبالتالي يحصل على أجر وثواب من الله تعالى. 

ويجب أن يرى المسلم نفسه أنه عنصر مهم و صاحب مسؤولية اتجاه مجتمعه ودينه، سيسأل عنها أمام الله تعالى، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بالْمعرُوفِ، ولَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ" أي أنه من الواجب على المسلم أن يدعو للمعروف وينهى عن المنكر،  وإذا لم تقم الأمة الإسلامية بهذا الواجب يقول  الرسول عليه الصلاة والسلام : ((أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم)))، أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم شدد على الدعوة وحذر من عقاب تركها.


وختم الدكتور بلال إبداح إن الأمة لا تهلك إذا كان فيها مصلحين لأن الصالح في المجتمع لنفسه ولغيره هو سبب لرفع الغمة والظلمة والنقمة والعقاب عن أمة الإسلام.