كيف يحسن حفظ القرآن قدرتك على التركيز ؟

السوسنة - هل أنت من الأشخاص ذوي التركيز العالي؟ متى كانت آخر مرة اندمجت فيها في عمل ما لدرجة أنك لم تحس بمرور الوقت، بل متى كانت آخر مرة ركزت فيها على عمل ما لمدة 25 دقيقة متواصلة دون أن تنظر إلى هاتفك.

تتناقص قدرة الناس على التركيز العميق شيئاً فشيئاً، حتى أنها تكاد تصبح مهارة منسية، وذلك لأن طبيعة حياتنا الصاخبة تفرض علينا هذا الشيء، ووفقًا لبعض الدراسات فإن الشخص البالغ يقوم بتفحص هاتفه بمتوسط 150 مرة في اليوم ، ولو وزعنا عدد هذه المرات على ساعات اليوم، سنجد أنه يتفحص هاتفه 10 مرات في الساعة تقريباً .


دائماً ما يخبرنا خبراء التنمية البشرية أن أسرار النجاح تكمن في التركيز على الأهداف طويلة الأجل، والأهداف قصيرة الأجل، والمهمات اليومية المهمة، دون أن يتشتت انتباهنا ونلتفت إلى أشياء أخرى، وفي الحقيقة، ليس المطلوب التركيز على هذه الأمور في العمل فقط، ولكن التركيز مطلوب في جميع جوانب حياتنا الروحانية والاجتماعية والأسرية وحتى في صحتنا ولياقتنا البدنية. لذلك كلما قل تركيزنا في حياتنا وتشتت انتباهنا قلت قدرتنا على الإنجاز في جميع أدوارنا التي نعيشها في الحياة.

-  كيف يرتبط التركيز بالروحانية؟
 من السنن المستحبة التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورغبنا فيها، أن نجلس في مصلانا ونذكر الله بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة" حسنه الألباني في صحيح الترمذي
 ولا شك أن قراءة القرآن الكريم هو نوع من الذكر المشار إليه في هذا الحديث الشريف، بل إنه أفضل الذكر، والناظر في حقيقة هذا الأمر يجد أن الشخص سيجلس ما يقارب 30-40 دقيقة في بداية نهاره مركزاً على قراءة القرآن بعيداً عن الملهيات والمشتتات والأعمال اليومية، وهذا هو العلاج الذي نحتاجه لاستعادة القدرة على التركيز في هذه الحياة الصاخبة، وذلك لأن التركيز على قراءة القرآن وفهمه واسترجاعه لمن يحفظه، أو حفظ بعض الآيات الجديدة، ومقاومة الرغبة في تفحص الهاتف، أو عدم توفره بجوارنا لأننا في المسجد أو المصلى مثلاً سيحسن قدرتنا على التركيز في بقية يومنا، وشيئاً فشيئاً ستتحسن قدرتنا على التركيز على المدى البعيد، وسنكون أقدر على إنجاز مشاريع حياتنا المهمة.

- نصائح لتنشيط دماغك وتعزيز تركيزك:
* كن مخلصاً:
لا تجعل هدفك من قراءة القرآن وحفظه هو تعزيز تركيزك، فهذا العمل في الأصل عبادة نتقرب بها إلى الله، ولتحصل على خير وبركة هذه العبادة وحتى تستمر عليها ولا تتركها بعد فترة قصيرة من الزمن، لا بد أن تكون مخلصاً في عملك هذا لله وحده وتستحضر في قلبك أنه خالص لوجهه الكريم. 

* حدد وقتاً محدداً:
التزم بهذا الوقت (من بعد صلاة الفجر وحتى طلوع الشمس) يومياً، وفرغ نفسك فيه واجعله موعداً دائماً لك مع القرآن.

* أبعد عنك كل المشتتات:
احرص على أن يكون المكان الذي تجلس فيه بعيداً عن المشتتات، وأطفئ هاتفك، وأبعده عنك، فإذا كنتَ ممن يقضون هذا الوقت في المسجد، فلا تأخذ هاتفك إلى المسجد معك، وإن كنتِ تقضين وقتك في المنزل، فضعي الهاتف بعيداً عنك، في غرفة أخرى.

* روض أفكارك:
إذا كنت تسرح كثيراً أثناء القراءة أو الحفظ، فكل ما عليك هو أن تركز من جديد، كلما شردت، أعد تركيزك إلى القرآن من جديد، أما إذا كان لديك موضوع يشغل تفكيرك ويستمر في تشتيت تركيزك، فاجعل بجوارك دفتراً وقلماً لتكتب فيهما ما خطر ببالك وتؤجل التفكير فيه إلى وقت آخر.

* تفاعل مع القرآن بخيالك وبكل حواسك:
أثناء قراءة القرآن أو حفظه، حاول أن تشرك جميع حواسك وذلك بالنظر إلى الآيات، وقراءتها بصوت مرتفع قليلاً لتسمع نفسك، والإمساك بالمصحف وتقليب صفحاته بيديك بدلاً من القراءة على الأجهزة الذكية، واستخدم خيالك لتصور أحداث الفصص ومعانيها، فذلك سيحفز دماغك ويزيد تركيزك.


المصادر: الموقع الاسلامي اسلام ويب
الموقع الرسمي للشيخ ابن باز 
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة