فضل ماء زمزم

السوسنة - " رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37  ، ورد في جامع البيان للطبري تفسير الآية السابقة وجاء:  "عندما أمر الله تعالى سيدنا إبراهيم أن يضع ابنه اسماعيل وأمه هاجر في مكة وكانت عند إذ صحراء قاحلة ولم تكن الكعبة مبنية في ذلك الوقت سألت هاجر إبراهيم عليه السلام : إلى من تكلنا ؟ إلى طعام أم إلى شراب ؟ فسكت عليه السلام , فقالت : آلله أمرك بهذا ؟ قال : نعم .

قالت : إذا لن يضيعنا ." ومضى إبراهيم عليه السلام وهو يدعو الله أن يحفظ زوجته وابنه  وقفل راجعًا إلى بيت المقدس .


ومضت الساعات ونفذ الطعام والشراب الذي كان مع أمنا هاجر وبدأ رضيعها بالبكاء وباتت ترقى أعلى الهضاب لعل قافلة تجار تأتي أو يأتي الله بفرج من عنده ؛ مرة كانت تصعد الصفا فلا تر أحدًا، ثم تأتي المروة تنظر فلا ترَ أحدًا حتى أتمت سبع مرات - وهذا السعي الذي يسعاه المسلم في العمرة بين الصفا والمروة-،   فبعث الله تعالى بجبريل - عليه السلام -  فضرب عند قدم اسماعيل - عليه السلام  - وتفجر نبع ماء من عند قدمه حتى سكت إسماعيل - عليه السلام- ، فظنت أمه أنه مات فجاءته على عجل وإذ بالماء يسري من تحت قدمه ، فجعلت تأتي بالرمال وتحيط بالماء حتى لا يذهب وهي تقول : زمي زمي ، فشربت وأرضعت صغيرها ومن هنا سمي هذا النبع المبارك ماء زمزم.

ورد عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "   رحم الله أُمَّ إسماعيل لو لم تفعل لكانت زمزم عَيْنًا مَعِينًا  
فضل زمزم عن باقي الينابيع العذبة 

ورد في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب من ماء زمزم وقال : " إنها مباركة، إنها طعام طعم وشفاء سقم " حديث صحيح.أي من يشربها لجوعٍ أشبعته ومن شربها في مرضه شفته وكله بفضل الله تعالى الذي فضّل زمزم عن سائر المياه

ولا يتوقف الأمر عند المسلمين بل إن الجاهليين قبل بعثة محمد - صلى الله عليه وسلم - كانوا يسقونها لأطفالهم ،  وعن العباس رضي الله عنه قال :كانت تسمى في الجاهلية " شبّاعة ".

كما أن الصّحابة - رضوان الله عليهم - والتابعين من بعدهم والمسلمين إلى يومنا هذا لا يذهب أحدهم إلى بيت الله الحرام إلا وشرب من ماء زمزم واغترف منه .

وفي ما يروى عن ابن المبارك ( عالم من علماء الدولة العباسية ) أنه كان يقول عندما  يشرب من ماء زمزم : اللهم إنه وردنا عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم  - أنه قال " أن ماء زمزم لما شرب له " اللّهم إني أشربه لعطش يوم المحشر .

ويسن للمسلم عند شربه ماء زمزم أن يدعو الله تعالى بما شاء من خيري الدنيا والآخرة .