حكم صلاة التراويح في البيت

السوسنة - تشهد أغلب الدول العربية والأوروبية خطرا بانتشار فيروس كورونا القاتل، وتعليق الصلوات في المساجد هو إجراء وقائي ينسجم مع مقاصد الشريعة الإسلامية في الحفاظ على أرواح الناس، حيث يقلل من اختلاط الناس ونشرهم للعدوى، والالتزام بالتعليمات الصادرة هو واجب شرعي وقانوني بما فيه مصلحة للعباد والبلاد.
 
 
وإن مخالفة التعليمات والاتجاه وراء العواطف من خلال التجمعات في أداء صلاة الجماعة هي مخالفة شرعية، بما فيها عصيانا لولي الأمر وعدم الالتزام بالقرارات، وفاعلة "آثم شرعا" لنشره العدوى بين الناس، والله تعالى يقول:}وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ
كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا{ ]النساء:29[ ولقول النبي صلى الله عليه وسلم ]لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَار[ رواه مالك.
 
 
وصلاة الجمعة وإن كانت فرض عين تسقط بالعذر الشرعي في مرض أو سفر أو مطر، أما عن صلاة التروايح في شهرنا الكريم من لم يستطع صلاتها جماعة فتجوز صلاتها فرادى، وقال شيخ الإسلام الإمام النووي: (وَتَجُوزُ مُنْفَرِدًا وَجَمَاعَةً وَأَيُّهُمَا أَفْضَلُ فِيهِ وَجْهَانِ مَشْهُورَانِ كَمَا ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ وَحَكَاهُمَا جَمَاعَةٌ قَوْلَيْنِ (الصَّحِيحُ) بِاتِّفَاقِ الْأَصْحَابِ أَنَّ الْجَمَاعَةَ أَفْضَلُ، وَهُوَ الْمَنْصُوصُ فِي الْبُوَيْطِيِّ، وَبِهِ قَالَ أَكْثَرُ أصحابنا المتقدمين (والثاني) الِانْفِرَادُ أَفْضَلُ) (المجموع شرح المهذب 4 / 31).
أما صلة الرحم في رمضان فيكتفى فيها بالاتصال الهاتفي والرسائل، حرصا على عدم الاختلاط والتباعد لعدم نشر العدوى.
 
والالتزام بصلاة التراويح في البيت هو "واجب شرعا"، ومن التزم بها طاعة لله ولولي الأمر فله أجر الجماعةوهو في بيته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:  (إِنَّ أَقْوَامًا بِالْمَدِينَةِ خَلْفَنَا، مَا سَلَكْنَا شِعْبًا، وَلَا وَادِيًا إِلَّا وَهُمْ مَعَنَا؛ حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ) متفق عليه.