سعي الفتاة لتزويج نفسها .. بين الرفض المجتمعي و التشريع الديني

السوسنة- انتشرت في الاونة الاخيرة ظاهرة جديدة في مجتمعنا وهي سعي الفتاة الى تزويج نفسها باستخدام التكنولوجيا الحديثة و التطور التقني في عالم التواصل و الاتصال الاجتماعي .
 
ومن ابرز الاسباب التي قد تدفع الفتاة للبحث عن شريك العمر هو الحالة الاقتصادية الصعبة و الوضع المعيشي المترهل ،اضافة الى انتشار المفاتن المحرامات في كل صوب.
 
هذا الاجراء ترك هاجس عند البعض حول جواز ان تبحث الفتاة عن شريك حياتها والسعي لتزويج نفسها ،دائرة الافتاء الاردنية اصدرت فتوى بينت من خلالها الوجه الشرعي حول جواز او حرمة هذا الموضوع الهام.

 السؤال : 

 
أنا فتاة عمري 25 سنة، أنعم الله علي بنعمة الهداية والحمد لله، لكن وللأسف المجتمع الذي يحيط بي فيه الكثير من الفتن والمعاصي، أتمنى أن يرزقني الله بزوج صالح كي ينقذني مما أنا فيه، لكن في بعض الأحيان أحس أنني لا أستحق هذا الزوج لأنني ألوم نفسي وأقول: أنا لست صالحة كي يرزقني الله بزوج صالح، أبكي بشدة وأتحسر على حالي، يا شيخ كنت لا أصلي، لذلك عليَّ دَين الصلاة الفائتة، وكذلك عليَّ دَين في الصوم، وفي المال، فكيف يكون لي زوج صالح والديون ترهقني، لقد سجلت نفسي في أحد مواقع الزواج الإسلامي لأن حاجتي للزوج دفعتني، وها أنا أسألك سيدي هل هذا جائز؟ 
 
الجواب :
 
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله:
 
لا نرى لومك لنفسك وشدة تحسرك إلا سبيلًا لوسوسة الشيطان الرجيم، فهو - أعاذنا الله منه - دائم السعي في تثبيط ابن آدم، وكسر همته وإرادته، وبث اليأس والقنوط في قلبه، كما أخبرنا الله عنه حين قال: ( وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ) الفرقان/29.
 
فإياك أن يقعدك الأسى والندم عن التقدم والعمل، ولتكن هذه الحسرة على ما فات حافزًا للاستكثار من الخيرات والأعمال الصالحات، وقضاء ما فات.
 
وأما سعي المرأة في تزويج نفسها فأمر جائز لا حرج فيه في المجتمع الصالح، وهو من اتخاذ الأسباب الذي أمرنا به، فقضاء الله وقدره لا يتعارض مع اتخاذ أسباب موصلة إليه، والسعي في ذلك ابتغاء مرضات الله من العبادة، لكن المجتمع اليوم تغير، والتي تعرض نفسها للخطاب لو تزوجها أحدهم سيعيرها بذلك يوما ما، لذلك يجب أن يكون سعي المرأة في تزويج نفسها بطريق غير مباشر، بأن تطلب من بعض أوليائها الذين تثق بهم السؤال عن بعض الصالحين الذين يمكن أن يتقدموا لخطبتها، ليزيِّنَ الأمر في نفسه، ويسهل عليه تكاليفه، فإذا وافق فالحمد لله، وإذا لم يوافق فلا يضير المرأة ولا وليها شيئًا، فقد خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابنته حفصة عثمان بن عفان فاعتذر، ثم خطب لها أبا بكر فسكت لِما يعلم من ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لها، حتى تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري، وعلق عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله بقوله: " فيه عرض الإنسان ابنته وغيرها من مولياته على من يعتقد خيره وصلاحه ؛ لما فيه من النفع العائد على المعروضة عليه ، وأنه لا استحياء في ذلك " انتهى.




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة