الشارقة تخاطب العالم عن حقيقة الاسلام خلال عمل مسرحي ضخم

السوسنة- أضاء العمل الملحمي العربي الكبير “عناقيد الضياء”، محطات مهمة من حياة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، مستعرضا أهم المفاصل التي رافقت بعثته وظهور الإسلام كدين محبة وعدل وتسامح.

وخلال زهاء مائة دقيقة، استدعى العمل الملحمي الكبير الذي دشن احتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014 مساء الأحد الماضي وأقيم على مسرح المجاز الذي بني خصيصا للاحتفالية، محطات مهمة في تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام، وصولا إلى مولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام ثم بعثته، والحوادث المهمة التي جرت خلال حياته كنبي مرسل للبشرية جمعاء.
 
العرض الضخم، الذي حضره حاكم الشارقة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ومجموعة من الشخصيات، استطاع أن يحبس أنفاس أكثر من 3500 شخص تابعوه على المسرح، وذلك من خلال تقنيات إخراجية مبدعة، وتنفيذ محترف، ومن خلال تنوع مستويات السرد الذي اعتمد على أكثر من وسيلة، توزعت بين السرد الشعري والغناء والمقاطع السينمائية المعروضة على خلفية المسرح كاملة، والتشكيلات الضوئية فوق خشبة المسرح وفي فضاء العرض المفتوح، إضافة إلى الاستفادة من مسرح الدمى في بعض الثنايا، ما منح العرض بعدا إبداعيا وإبهارا كبيرا.
 
يناجي العمل الملحمي، الذي شارك في تنفيذه أكثر من 750 شخصا، في مستهله فضاء الشارقة الذي تتكشف عناقيد الضياء في ثناياه، ويأخذ الجمهور إلى الأراضي المقدسة، حيث تفتحت شجرة الإسلام المباركة، مروراً بزمن الجاهلية، وزمن الانتصارات والبطولات التي صنعت فجر الإسلام. 
 
ويتطرق في بدايته إلى الواقع الاجتماعي والديني في الجزيرة العربية، متتبعا حال العرب الذين تواطأوا على عبادة الأصنام، فيما أبرهة الأشرم يتأهب لتنفيذ مخططه القاضي بهدم الكعبة، وعبد المطلب يلتجئ إلى الله لحماية البيت العتيق.
وبعد الدقائق الأولى، يبدأ الخط الدرامي بالتصاعد، فبعد أن كان السرد شعريا، يدخل مطربو العرض؛ بدءا بالفنان الفلسطيني محمد عساف، تلاه الإماراتي حسين الجسمي، والمصري علي الحجار، ثم التونسي لطفي بشناق، الذين أطربوا الجمهور وتجلوا في الأداء وملأوا الفضاء بألوان غنائية متنوعة. 
 
وخلال تسع لوحات استقصى فيها العرض مولد النبي عليه السلام وحياته ودعوته، تناوب المطربون الأربعة على غناء قصائد تحكي الحدث بلغة شفافة، من كلمات الشاعر السعودي الدكتور عبد الرحمن العشماوي، ومن ألحان الفنان البحريني خالد الشيخ، فيما سجلت الموسيقى الأوركسترا الألمانية العالمية بقيادة الموسيقار العالمي كريستيان شتينهاوزر، ومشاركة أكثر من 70 عازفا. 
 
وعلى إيقاع الموسيقى وأصوات المغنين والجوقة، تتبدى ملحمة أم القرى التي شهدت ولادة النبي عليه السلام، ليرتبط الجمهور وثيقا بالعرض، وهو يتابع شروق شمس الإسلام في بداياتها. 
وتحاكي الملحمة قلب حراء حيث كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يمكث في الغار ونزلت عليه أولى آيات الفرقان معلنة ولادة الإسلام. 

 

 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة