حصاد مؤتمر الاعلى للشؤون الاسلامية

السوسنة- اختتم المؤتمر الدولى الثالث والعشرون للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية فعالياته بالقاهرة - والذى عقد على مدى يومين كاملين تحت عنوان " خطورة الفكر التكفيرى والفتوى بدون علم على المصالح الوطنية والعلاقات الدولية"

 
وعلى مدار سبع جلسات ناقش أكثر من 400 عالم بينهم 80 وزيرا ومفتيا من البلاد الإسلامية والعربية خطورة الفكر التكفيرى.
 
وحذر المشاركون من عودة ظاهرة تكفير المخالفين والفتوى بغير علم لما لها من أخطار على المجتمع وما تسببه من تشويه لصورة الإسلام فى العالم وما ينتج عنها من فتن واقتتال بين الناس مطالبين بالتصدى لمثل هذه الدعاوى التكفيرية وظواهر التشدد والغلو.
 
وتوافق الحاضرون على عدد من التوصيات يرونها عاجلة ومهمة منها ما يتعلق بالعالمين العربى والإسلامى ومنها ما يخص مصر وحدها ،وأوصى المؤتمرون العالمين العربى والإسلامى بالتنسيق بين وزارات الأوقاف ومؤسسات الإفتاء والمجامع الفقهية والعلمية فى القضايا الكبرى التى تهم الأمة على مستوى العالم الإسلامى والالتزام بالوسطية والضوابط الشرعية بعيدا عن أية مؤثرات أخرى ومخاطبة وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئى ووسائل التواصل الاجتماعى وغيرها بإيجاد مساحة مناسبة لنشر الفكر الوسطى بعيدا عن كل مظاهر الغلو والتشدد.
 
وأوصى المؤتمر بفتح الأبواب للفكر الوسطى السليم بما يسد الأبواب أمام تيارات الفكر التكفيرى ، وتأصيل وتجديد الفهم الشرعى الصحيح للمصطلحات الشائعة فى المجتمع الإسلامى مثل الجهاد والحسبة والولاء والبراء ودار الحرب ودار الإسلام وطبيعة العلاقة بينهما.
 
وأكد الباحثون ضرورة الاستفادة من التقنيات الحديثة ووسائل  الاتصال المختلفة للرد على الفتاوى والاستفسارات من المواطنين على أن يقوم بذلك العلماء المتخصصون فى هذا الشأن ،وطالب المؤتمرون بتبنى مبادرة شيخ الأزهر حول لإحياء التعارف بين أبناء الوطن وأبناء الأمة وبين الإنسانية كلها ، وضرورة العمل المشترك على محو الأمية الدينية والفكرية لجميع أبناء العالم الإسلامى فى سبيل تحصين شبابنا ضد أفكار الجماعات المتطرفة أو المتشددة أو المغالية فى دين الله أو الملحدة أو المضللة ،والتوصية بوضع المساجد فى جميع الدول العربية والإسلامية تحت إشراف وزارات الأوقاف وما فى حكمها حتى لاتتخطفها أيدى العابثين ،والتعجيل بانطلاق القناة الفضائية المتخصصة للأزهر الشريف باعتبارها رافدا فكريا يعبر عما يحمله الإسلام للعالم من سلام وحرية وترابط بين بنى البشر، وحفظ الأنفس من مقاصد الإسلام الكبرى فلايحل الاعتداء عليها أو استباحتها والتأكيد على سماحة الإسلام وحضارته التى تستوعب بنى البشر جميعا مسلمين وغير مسلمين.
 
وفيما يخص مصر أوصى المؤتمر بتبنى مبادرة للأزهر تكون مهمتها العمل على إعادة دور العلماء المتخصصين فى القيادة الفكرية للأمة وتحرير العقول من كل ألوان الزيع والضلال والانحراف ومنها تفعيل النصوص الدستورية التى أكدت أن الأزهر الشريف هو المرجعية فى الشئون الإسلامية والمسئول عن الدعوة الإسلامية فى مصر .والعمل على جعل التعريف بحقائق الإسلام ومقاصده ووسطيته مقررا جامعيا يجنب الطلاب محاذير التكفير ويبعدهم عن مؤثرات الأفكار المتطرفة ، وعلى الأزهر الشريف جامعا وجامعة ووزارة الأوفاف عقد ندوات علمية للتعريف بدور العلماء والفقهاء المتخصصين وباجتهاداتهم الفقهية ومواقفهم الريادية فى حياة الأمة .
 
كما أوصى المؤتمر بأن يتبنى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سلسلة من الندوات وورش العمل بالتعاون مع الوزارات تستوعب جعرافيا الوطن كله ، ويشارك فيها العلماء فى كل التخصصات لامتصاص ما قد يقع فيه الشباب من أفكار زائفة ورؤى زائغة ومن بين هذه الندوات ما يتعلق بالتفكير ومخاطره وتشجيع الانتماء الوطنى ، وإقامة جسور التعاون مع اتحاد الجامعات العربية للتوافق على هذه الأهداف والعمل على رعايتها فى مناهج التعليم حسب ظروف كل دولة ، ودعوة وسائل الإعلام بكل قطاعاتها سواء الإعلام الرسمى أم الخاص إلى التوازن فى عرض الأفكار والتعامل مع الآراء والالتزام بمهنية العمل الإعلامى حرصا على مصالح الوطن العليا وسدا لأبواب الغلو والتكفير والدعوة إلى ميثاق شرف إعلامى يتبناه الإعلاميون أنفسهم من أجل إعلام أكثر حيدة ومهنية وحرصا على مصالح البلاد .وإيجاد قنوات للتعاون مع الأجهزة المماثلة فى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى لأن قضية التكفير قضية العالم الإسلامى كله وانعكاساتها السلبية تؤثر على صورة الإسلام والعالم الإسلامى .
 
وفوض المجتمعون وزير الأوقاف المصرى محمد مختار جمعة بتشكيل لجنة من أعضاء المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الأساسيين والاستشاريين من مصر وخارجها برئاسته لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات على أن تجتمع هذه اللجنة مرتين فى كل عام وكلما اقتضت الضرورة .
 
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة