السوسنة
تتطلب الدراسة في الجامعات في جميع مراحلها سواء في البكالوريوس أو الدراسات العليا، تقديم أبحاث ورسائل جامعية، يبذل فيها الطلاب جهدا بزيارة المكتبات وجمع المعلومات والتدقيق والطباعة، للحصول على علامات مرتفعة.
لكن يلجأ بعض الطلاب لأشخاص آخرين لكتابة هذه الأبحاث مقابل أجر مادي، وتقديمها لأساتذتهم بأسمائهم الشخصية.
فما حكم كتابة الأبحاث عن طلاب الجامعات مقابل أجر مادي؟
أجابت دائرة الإفتاء العام عن هذا السؤال عبر موقعها الرسمي وتاليا نص الإجابة:
"لحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الجهد المبذول في كتابة الأبحاث ينقسم إلى قسمين:
1- جهد شكلي يتمثل في الطباعة والتنسيق وإعداد الفهارس وجمع المصادر: فهذا لا حرج في تقديم المساعدة للطالب في إنجازه، سواء كان بأجرة أم بغير أجرة.
2- جهد أصلي مقصود لذاته، وهو صياغة المعلومات، واستخلاص النتائج، وترتيب الأفكار، ومناقشة القضايا العالقة: فهذا النوع من الجهد لا يجوز إعداده للطلاب بغرض إيهام المعلم أنه من جهده الذهني، فالأبحاث إحدى وسائل التقييم، كما أن الهدف منها أن يبحث الطالب عن المعلومة من المصادر المعتمدة، ويتعود صياغة هذه المعلومات وترتيبها في البحث لاستخلاص النتائج، فكتابة البحث عنه على هذا الوجه يعود على الطالب بالعلامة التي لا يستحقها، ويساويه أمام المدرس مع الطالب الذي تعب واجتهد وأبدع في بحثه، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَىْ زُورٍ) متفق عليه. إضافة إلى أن الطالب يقدم البحث على أنه جهده الشخصي، وهذا كذب، والكذب من كبائر الذنوب، يقول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) التوبة/119. والله أعلم.