هل حديث النفس يسقط حق المطالبة بالديون

السوسنة

هل حديث النفس يسقط حق المطالبة بالديون؟

إذا كان رجل له دَين على شخص آخر، فقال في نفسه: إذا أعطاني الدين في الدنيا فهذا حقي، وإذا لم يفعل فقد عفوت عنه في الآخرة، واستمر بالمطالبة بهذا الدين، لكن وجد مماطلة من قبل المدين، فهل يجوز شرعاً أن يرجع عن عفوه في الآخرة، وهو يعلم فضل العفو عند الله تعالى؟

أجابت دائرة الإفتاء العام عن هذا التساؤل، وجاء في ردها عبر موقعها الرسمي:

"الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

حديث النفس: هو أن يُجري الإنسان في داخله كلاماً دون التلفظ به بلسانه، وهو مما عفا الله تعالى عنه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا وَسْوَسَتْ، أَوْ حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ أَوْ تَكَلَّمْ) رواه البخاري.

وحق المطالبة بالدين -في الصورة المذكورة- لا يسقط، بدليل عدم التلفظ بالمسامحة، ولجزم الدائن بنية استمرار المطالبة، يقول الإمام الشافعي رحمه الله: "وكلّ ما لم يتحرك به لسانه؛ فهو من حديث النفس الموضوع عن بني آدم" [الأم 5/ 278].

وعليه؛ فحق المطالبة بالدين لا يسقط، بما أن المسألة مجرد حديث نفس لم يقارنها لفظ. والله تعالى أعلم".





آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة