هل يُحرم المتخاصمان من المغفرة يوم الاثنين والخميس

السوسنة

هناك بعض الناس يقومون بكافة العبادات ولا يقصرون بعمل الفروض، الا انه لديهم خصومة مع اشقائهم او اصدقائهم او مع الآخرين، فلا يتحدثون مع بعضهم ويتجنبون التواصل مع بعضهم البعض.

ويتسائل أحد الأشخاص معنى الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم: تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين يوم الاثنين، ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن، إلا عبداً بينه، وبين أخيه شحناء، فيقال: اتركوا هذين، حتى يفيئا، فأريد أن أعرف ماذا يحدث لأعمال هذين الأخوين، هل تضيع، وإلى الأبد، ولا تحتسب، أم تترك في الأرض، وتتجمع، حتى يتصالحا، فتصعد إلى السماء، وتقبل؟.

الإجابــة

"الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

لا يجوز هجر المسلم فوق ثلاثة أيام، ففي صحيح مسلم عن أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث.

فإن كان الهجر محرما بين عموم المسلمين؛ فأحرى أن يكون محرما بين الأخ، وأخيه من النسب؛ فصلة الأخ واجبة، وقطعه محرم، وإذا كان أخوك يؤذيك؛ فعليك صلته بالقدر، والكيف الذي يجنبك أذاه، وتحصل معه الصلة.

وبخصوص حرمان المتخاصمين من المغفرة يوم الاثنين، والخميس؛ فالظاهر -والله أعلم- أنّ المقصود به حرمانهما من المغفرة التي ينالها كل مؤمن يوم الاثنين، ويوم الخميس، وتؤجل المغفرة لهما، حتى يصطلحا، وليس فيه ما يقتضي بطلان أعمالهما.

قال المباركفوري -رحمه الله- في تحفة الأحوذي: يوم الاثنين، والخميس، أي لكثرة الرحمة النازلة فيهما الباعثة على الغفران، إلا المهتجرين، أي المتقاطعين، يقول: ردوا، وفي رواية مسلم: أنظروا، أي أمهلوا، أي لا تعطوا منها أنصباء هذين المتهاجرين المتعاديين، وأخروا مغفرتهما من ذنوبهما مطلقا زجرا لهما، أو من ذنب الهجران فقط.





آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة