الوسواس في شهر رمضان

السوسنة

يعاني بعض الناس من الوساوس القهرية في شهر رمضان المبارك، كأن يشكون بأنفسهم انهم أفطروا عمدا في الشهر الكريم ويلومون أنفسهم على ذلك رغم انهم لم يفطروا، ولم يعصوا الله بهذا.

ويؤثر هذا الشك والوسواس كثيرا على نفسية الأشخاص، فما سبب هذه الوساوس وما رأي الشرع بها وما علاجها؟

الشك الذي يحصل عندك هو وسوسة من الشيطان ، ولا يلزمك شيء ، وقد ذكر العلماء قاعدة وهي : أن المسلم إذا فعل عبادة ثم شك بعد الانتهاء منها هل فعلها صحيحة أم لا؟ فإنه لا يلتفت إلى هذا الشك ، ويكون فعلها صحيحة.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "هذه قاعدة مهمة جداً ، الشك بعد فراغ العبادة لا يؤثر في العبادة ، بعض الناس إذا انتهى من الصلاة وسلم جاءه الشيطان : ما قرأت الفاتحة ، ما سجدت إلا مرة . يُطرح الشكُ هنا ؛ لأن الشك بعد فراغ العبادة لا أثر له .

وكثير من الناس كثير الشكوك ، لا يكاد يفعل عبادة إلا شك ، هذا أيضاً يطرح الشك ، ولا يلتفت إليه لأن هذا هو وسواس" انتهى .

وعلى هذا ، فإذا جاءك الشيطان يوسوس لك أنك كنت أفطرت ، فلا تلفت إلى هذا الشك ، ولا تشغل نفسك به.

ومن طرائف ما يذكر في ذلك ما ذكره ابن الجوزي رحمه الله ، قال:

"وبلغنا أن رجلاً جاء إلى أبي حازم فقال له : إن الشيطان يأتيني فيقول : إنك قد طلقت زوجتك ، فيشككني . فقال له : أو ليس قد طلقتها ؟ قال : لا ، قال : ألم تأتني أمس فطلقتها عندي ؟ فقال : والله ما جئتك إلا اليوم ولا طلقتها بوجه من الوجوه ؟ قال : فاحلف للشيطان إذا جاءك كما حلفت لي ، وأنت في عافية" انتهى.

وخير علاج لهذا الوسواس هو كثرة ذكر الله تعالى ودعائه والاستعاذة به من الشيطان ، ثم بعد ذلك : الإعراض عن هذه الوساوس وعدم الالتفات إليها ، فلابد من قطع هذه الأفكار ، وعدم الاسترسال والتمادي معها ، وهذا وإن كان صعباً على النفس إلا أن هذا هو العلاج.

إسلام ويب





آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة