السوسنة
الانتخابات هي عملية رسمية لاختيار شخص لتولي منصب رسمي كرئيس دولة أو نائب وغيرها من المناصب.
ويحق للجميع الادلاء بصوته واختيار الشخص المناسب والقادر على خدمة مجتمعه ودينه، في حال بلغ السن القانوني المحدد في بلده.
أيام وتنطلق عملية التصويت بالانتخابات الرئاسية داخل مصر، حيث ستنطلق من يوم 10 إلى يوم 13 ديسمبر.
أما فيما يتعلق بالانتخابات بحسب العالم الأزهري، الشيخ أحمد المالكى، أكد أن المشاركة في عملية التصويت هو أمر مشروع وحق من الحقوق الدستورية وواجب ووطنى، والانسان امام شهادة لابد ان يؤديها على الوجه الأكمل، يقول تعالى" سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ، مضيفا في تصريحات خاصة أنه على الناخب أن يشارك بايجابية ويختار من يراه انه سيؤدى حق الوطن قبل كل شيء.
من جانبه قال الشيخ خالد الجمل، الداعية الإسلامي والخطيب بالأوقاف، أن الاسلام جعل الله قواعده صالحة للاستخدام في كل زمان ومكان تبعا للمصلحة .. لذلك نجد ان عناصر مقاصد الشريعة الاسلامية تضمن حماية كل من النفس والمال والعقل والدين والعرض ..وزيد عليهم الوطن ولعل هذا العنصر هو أهم ما استحدثه العلماء وما وضحه الدكتور محمد مختار جمعة في سلسلة رؤية الصادرة عن وزارة الأوقاف المصرية، حيث أن استقرار الوطن يعد العنصر الأهم لضمان تحقيق الاستقرار لباقي مقاصد الشريعة الأخرى.
وأضاف، معلوم أن تطبيق القانون والالتزام به يعد من الفروض التي اوجبتها الشريعة الإسلامية حيث أن القانون هو الشكل الذي تعارف عليه الناس لتنظيم إدارة شؤون حياتهم في بلدهم .. لذلك قال تعالى: [خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين] .. فكان ماتعارف عليه الناس وما أقروه باتفاق رسمي تحت مسمي القانون اصبح أمرا واجب التنفيذ متي أُمر به.
لذلك كانت المشاركة في الانتخابات التي تعارف المجتمع عليها رسميا أن تكون وسيلة لتداول السلطة في مجالات كثيرة واجبة علي كل قادر مكلف بها حتي يساهم الفرد في رقي مجتمعه وتأصيل للنظام والتحضر في تداول السلطة.
وعن عدم المشاركة في الانتخابات اقول انها قد تتحول من مجرد مخالفة تنظيمية الي كتمان للشهادة التي اوجبها الله في قوله تعالي (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم) ،لذلك كانت المشاركة في الانتخابات بمثابة طلب للشهادة من ولي الأمر العام (وهو القانون) موجها لكل من كان خاضعا لولايته سواء كان علي أرض الوطن أو خارجه لقول شهادته ورأيه في حق من كان مرشحا لمنصب ما.
وفي وقت سابق، أكد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، أن المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية بشكل عام هي حق للمواطن وواجب تجاه الوطن كونها وسيلة لتحقيق المصلحة العامة للمجتمع، وحماية الوطن، وعلى المصريين أن يتكاتفوا ويتعاملوا بإيجابية مع هذه الاستحقاقات الانتخابية المهمة، وأن يحكِّم كل مواطن ضميره ويختار من تتوافر فيه شروط القيادة والقدرة على إدارة شئون البلاد والعباد، والالتزام بما ستسفر عنه نتائج هذه الانتخابات، وذلك لأن المشاركة في الانتخابات تعزز قيم المواطنة والمشاركة السياسية لدى المواطنين، وتعود عليهم بالنفع في حياتهم، وتساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال اختيار رئيس يهتم بمصالح جميع المواطنين، دون تمييز، بالإضافة إلى أن اختيار رئيس يتمتع بالكفاءة والنزاهة، يساهم في تحقيق مصلحة الوطن خاصة في ظل الأحداث الإقليمية الراهنة التي تطلب مشاركة فعالة في الحياة السياسي.
وفى فتوى سابقة لدار الإفتاء قالت أن الإسلام حث المسلمين في كل زمان ومكان على التحلي بالصدق والأمانة والتخلي عن الكذب والخيانة، وأمر المسلم بأداء الأمانة بكل أنواعها وأشكالها؛ فقال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ [النساء: 58]، ولا شك أن الشورى هي الديمقراطية التي يجب أن يتربى عليها أبناء المجتمع ليكونوا أمناء صادقين، والشورى لازمة وواجبة بين أفراد الأمة لاختيار عناصر سلطتهم التشريعية، ويجب على من توافرت فيه الصلاحية لأداء هذه الأمانة أن يدلي بصوته الانتخابي ولا يتأخر عن القيام بهذا الواجب بصدق وأمانة ونزاهة وموضوعية.
وعلى ذلك: فالممتنع عن أداء صوته الانتخابي آثمٌ شرعًا، ومثله من يدفع صاحب الشهادة إلى مخالفة ضميره أو عدم الالتزام بالصدق الكامل في شهادته بأيِّ وسيلة من الوسائل، وكذلك من ينتحل اسمًا غير اسمه ويدلي بصوته بدل صاحب الاسم المنتحل يكون مرتكبًا لغشٍّ وتزويرٍ يعاقب عليه شرعًا.
"اليوم السابع"