رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام

السوسنة

المسلم المحب للنبي صلى الله عليه وسلم، مستعدٌ لأن يبذل أهله وماله مقابل أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم، ولأن هذا الأمر مستحيلا في الحياة الدنيا، فأنه يرغب رؤيته في المنام، لأنه لا تستوي مع رؤية غيره من البشر، ومن المبشرات التي تفرح القلب، وتسعد النفس.

ومن فوائد رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام تسكين شوق الرائي لكونه صادقاً في محبته ليعمل على مشاهدته، وإلى ذلك الإشارة بقوله: (فسيراني في اليقظة) أي: من رآني رؤية مُعَظِّمٍ لِحُرْمَتي ومشتاقٍ إلى مشاهدتي، وصل إلى رؤية محبوبه وظفر بكل مطلوبه".

ويقول سيدنا في قول النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا: (أن الشيطان لا يتمثل بي) [متفق عليه]، ففي أي حال يعلم الرائي أنه رآه حقاً، وهل إذا رأى مرئياً ظنّه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أخبره بما يشكل الجمع بينه وبين أصول الشريعة، يطرح ظنه ويعتقد أن المخبر غير النبي أم لا، فقد قال بعض الناس: المعتبر في صحة الرؤيا أن يظن الرائي أنه النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا حصل له ذلك الظن فقد رآه حقاً، ولو أخبره بما يبعد شَبَهُهُ بأصول الشريعة تأول ذلك الكلام ولو على بعد، فهل يصح هذا الكلام أم لا؟

الجواب: يقول الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله 

أما رؤية من يعتقد أنه النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال بعض العلماء رحمه الله تعالى: هذا مخصوص بمن رأى الرسول صلى الله عليه وسلم على صورته التي يعرفها، وأما الصفة فلا تأتي على الغرض من ذلك، والشيطان إنما حُجِرَ عليه أن يتمثل بصورة الرسول وشكله صلى الله عليه وسلم، وإن انضم إلى ذلك أن يخبر بما يخالف الشرع بحيث يكون من مجاز التعقيل، فإن هذا لا يجوز نسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي هذه المسألة كلام طويل. والله أعلم.

"فتاوى العز بن عبد السلام" دار الإفتاء الاردنية





آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة