السوسنة
يقوم البعض بالإعلان أو الترويج عن طريق الفيسبوك، سواء لأعمالهم أو لمشاريعهم وصفحاتهم الدعائية، مقابل مبالغ معينة للتطبيق، وذلك بهدف زيادة اعداد المشاهدين والمتابعين.
وقد يسمح الفيسبوك لبعض المروجين بتأخير الدفع لفترة محددة، ولكن يشترط عليهم غرامة تأخير في حال التأخر عن مدة محددة، فهل يحرم الترويج والإعلان على الفيسبوك بسبب وجود هذا الشرط؟
أجابت دار الإفتاء الأردنية عن هذا السؤال عبر موقعها الرسمي، وتالياً نص الإجابة:
"الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
بعد البحث في أنواع الإعلانات وطرق الدفع التي يتيحها موقع "فيسبوك" تبين وجود نوعين من الإعلانات:
الإعلانات المجانية، والإعلانات الممولة، وتبين أن الإعلانات الممولة لها طريقتان: طريقة الفوترة التلقائية، وطريقة الأموال مسبقة الدفع.
ومن خلال الاطلاع على شروط الإعلانات الممولة ذاتية الخدمة على موقع الفيسبوك تبين وجود بند (4/ h) الذي ينص على أنه: "إذا لم تنجح طريقة الدفع التي تستخدمها، أو كان حسابك عليه مبالغ مستحقة متأخرة، فقد نتخذ خطوات إضافية لتحصيل المبالغ المستحقة المتأخرة، توافق على دفع جميع النفقات المتعلقة بهذا التحصيل، بما في ذلك أتعاب المحاماة المعقولة، تستحق على المبالغ المتأخرة والواجبة الدفع فائدة 1% عن كل شهر، أو بالحد الأقصى المسموح به قانونًا، أيهما أقل".
والأصل الشرعي تحريم اشتراط أي غرامة على التأخير في سداد الدين؛ لأنه من باب الربا المحرم، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 278]، جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي الدولي في دورته الثانية عشر: "يجوز أن يشترط الشرط الجزائي في جميع العقود المالية ما عدا العقود التي يكون الالتزام الأصلي فيها دينًا؛ فإن هذا من الربا الصريح".
وعليه؛ فلا يجوز التعامل في نشر الإعلانات الممولة على الفيسبوك إلا بطريقة الدفع المسبقة؛ لخلوها عن الشروط الربوية، أما طريقة الفوترة التلقائية التي يترتب عليها غرامات تأخير فلا يجوز التعامل بها؛ لاشتمالها على شرط ربوي. والله تعالى أعلم.