ما هو التناجش ولماذا حرمه الإسلام؟

السوسنة - الكثير من الناس لا يعرفون معنى التناجش، أو حكمه في الدين الإسلامي، على الرغم من انتشارها بصورة كبيرة.

أجاب الكثير من الفقهاء وأهل العلم على هذا السؤال، واوضحوا معنى التناجش، من بينهم:

يقول الإمام الشافعي -رحمه الله-: «النجش: أن يحضر الرجل السلعة تباع، فيعطي بها الشيء، وهو لا يريد شراءها ليقتدي به السوام، فيعطون بها أكثر مما كانوا يعطون لو لم يسمعوا سومه». (فتح الباري: 4/ 417).

ويقول الإمام الترمذي -رحمه الله-: «النجش هو أن يأتي الرجل الذي يفصل السلعة إلى صاحب السلعة. فَيستام بأكثر مما تسوى، وذلك عندما يحضره المشتري، يريد أن يغتر المشتري به (أي بما قاله ثمنا للسلعة) وليس من رأيه الشراء، وإنما يريد أن يخدع المشتري بما يستام». (سنن الترمذي: 3/ 588).

وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: « النجش: هو الزيادة في ثمن السلعة ممن لا يريد شراءها ليقع غيره فيها، وقد سمي تناجشاً؛ لأن الناجش يثير الرغبة في السلعة، ويقع ذلك بِمواطأة البائع فَيشتركان في الإثم». (فتح الباري: 4/ 416).

قال الجرجاني -رحمه الله-: «النجش: أن تزيد في ثمن سلعة، ولا رغبة لك في شرائها». (التعريفات: ص 259).

وبناء على تعريفات اهل العلم، فال نجش يعني "أن يقوم شخص بالمغالاة في سعر سلعة ما لا يريد شرائها لإغواء المشتري بشرائها، سواء بعلم البائع أو بدون علمه.

حكم التناجش شرعاً

التناجش محرم شرعاً، وذلك بناء على ادلة في القرآن والسنة، أي أن مَن يفعله آثم وعاصي وسوف يحاسبه الله في الدنيا أو في الآخرة.

أدلة تحريم النجش من القرآن الكريم والسنة:

قال تعالى:

﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [آل عمران: 77].

أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يبيع حاضر لباد، (ولا تناجشوا، ولا يبيع الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه، ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها)».

أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إياكم والظن. فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا –أو لا تحسسوا -، ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا».





آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة