لماذا سمي ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب الفاروق ؟

السوسنة - أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القُرشيّ، لُقب بالفاروق، من كبار أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وثاني الخلفاء الراشدين، وهو أحد أشهر القادة في تاريخ الإسلام ومن اكثرهم نفوذاً وتأثيراً. عمر بن الخطاب، أحد العشرة المُبشرين بالجنة، اُشتهر بالعدل والإنصاف بين الناس، وذلك من أسباب تسميته بالفاروق.

مولده ونشأته:
وُلد عُمر بعد عام الفيل، في عام 584م حسبما ورد في كتاب تاريخ الخلفاء لجلال الدين السيوطي، ونشأ عمر في قريش وتعلّم القراءة، وعمل راعياً للإبل. وكان عمر من أشراف قريش، حيث آلت إليه السفارة، فأصبح سفيرًا لقريش، فإذا وقعت خلافات بين قريش وغيرها من القبائل إبتعثوا عمر سفيرًا عنهم.


أبرز ملامح سيرة عمر بن الخطاب:
أسلم عمر بن الخطاب في شهر ذي الحجة من السنة الخامسة للبعثة، وكان يبلغ الثلاثين من العمر.

وفق أشهر الروايات، فإن عمر حمل سيفه وذهب إلى الكعبة حيث طاف بها سبع مرات، ومن ثم توجه إلى مقام إبراهيم وصلى، ثم قال للمُشركين:«شاهت الوجوه، من أراد أن تثكله أمه وييُتم أولاده فليلقني وراء هذا الوادي»، وكان ذلك قُبيل هجرته إلى المدينة.
في المدينة المنورة آخى الرسول بين عمر وأبي بكر، حسبما ورد في الطبقات الكبرى لإبن سعد.

في غزوة بدر قَتل عمر خاله العاص بن هشام المُلقب بأبي جهل، وفي غزوة أحد كان عمر من الأشخاص الذين اعتقدوا أن الرسول قد قُتل في المعركة، ولمّا علم بأن الرسول ما زال حياً وقد إحتمى بالجبل، سارع ابن الخطاب إلى الرسول ووقف يدافع عن المسلمين حول الرسول، ويصدّ عنهم هجمات المُشركين.

في عام 625م، تزوج الرسول من ابنة عمر حفصة.

وفي صلح الحديبية شارك ابن الخطاب كشاهد.

عاد عمر إلى مكة فاتحاً بعد 8 سنوات من الهجرة، بصحبة المسلمين، دخلوا مكة عام 630م، وفي العام نفسه شارك في حصار الطائف، وغزوة حنين، وغزوة تبوك.

في عهد خلافة أبي بكر، كان عمر مساعده الأول، وكان بمثابة المستشار العسكري الأول، وكان أبو بكر يستشير عمر في تعيين القادة العسكريين وعزلهم.

أشار عمر على أبي بكر بجمع القرآن، بعد استشهاد عدد كبير من حفظته في حروب الردة.

قُبيل وفاته اختار أبي بكر، عُمر ليتولى أمر المسلمين من بعده.

توسعت الفتوحات الإسلامية في عهد عمر بن الخطاب، فتم فتح دمشق بعد حصارها، وفُتحت بعلبك صُلحاً، ومدن صيدا وعرقة وجبيل وبيروت، ونابلس وعمواس ورفح وبيت جبرين وعسقلان، وبقيادة أبو عبيدة وخالد بن الوليد فُتحت حمص، ثم حماة واللاذقية، وصولا إلى حلب ثم أنطاكية في أقصى الشام.

فُتحت مدينة القدس، بعد حصارها لأشهر طويلة، من ثم استسلام واليها للجيوش الإسلامية التي كان يقودها عمرو بن العاص، بعد ذلك قدم الخليفة عمر بن الخطاب ودخل المدينة وأعطى أهلها الأمان، وكتب وثيقة الأمان لأهل القدس، التي عُرفت تاريخياً بـ "العهدة العمرية".

تم فتح العراق وبلاد فارس بأكملها، بقيادة خالد بن الوليد ومن بعده المثنى بن حارثة، ومن المعارك التي خاضها المسلمون في فتح العراق معركة النمارق والسقاطية، ومعركة القادسية التي أدت لهزيمة الفرس وسقوط مملكتهم.

في سنة 639م، حدثت مجاعة في المدينة المنورة، وانتشر الطاعون في بلاد الشام، سُمي ذلك العام بعام الرمادة لأن القحط جعل من لون التراب يميل للرمادي، أما الطاعون فبدأ في عمواس قُرب القدس، فسُمي بطاعون عمواس، ثم انتشر في بلاد الشام، أبرز الذين توفوا من طاعون عمواس القائد أبو عبيدة عامر بن الجراح، ومعاذ بن جبل، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنه.

فُتحت مصر بقيادة عمرو بن العاص، بعد الإنتهاء من فتح الشام، وأول ما فتحه كان حصن الفرما، ومن ثم بلبيس، وأم دنين، وخاضت الجيوش الإسلامية معركة عين شمس، ثم توجهت الجيوش لحصار حصن بابليون الحدودي، واستمر الحصار نصف سنة كاملة، وبعد فتح الحصن بنى المسلمون مدينة الفسطاط، ثم سارت الجيوش للإسكندرية وبذلك انضمت مصر لحدود الدولة الإسلامية، وولّى عمر عليها عمرو بن العاص.

بعد فتح مصر سارت الجيوش الإسلامية إلى إقليم برقة(شرق ليبيا)، وبعد فتح سائر مناطق الساحل الليبي، وتوقف الفتح عند مناطق الزاوية غرب الأراضي الليبية بأمر من الخليفة عمر.

عمل الخليفة عمر على توسعة وترميم كل من المسجد الحرام والمسجد النبوي، لتستوعب إعداد المُصلين الكبيرة.


قسم مناطق الدولة الإسلامية لولايات، وهي:
- ولاية العراق(الكوفة والبصرة والاحواز).

- ولاية فارس(سجستان، مكران، كرمان، طبرستان، خراسان).

- ولاية الشام(حمص، دمشق).

- ولاية افريقية(صعيد مصر، مصر السفلى، غرب مصر، صحراء ليبيا).

ونتيجةً لإتساع الدولة الإسلامية، نشأت الدواوين، ومنها: ديوان الرسائل، ديوان العطاء، ديوان الجند، وديوان الجباية.

يُعتبر عمر أول من سك العملة في الإسلام، وكان ذلك في عام 639م، وبالاعتماد على النقش الفارسي بإضافة الحمد لله ولا إله إلا الله، واسم عمر.

وفاة عمر بن الخطاب :
بعد عودة عمر بن الخطاب- رضي الله عليه - من الحج عام 23 هـ، الموافق لسنة 644م، وفي أثناء صلاة الفجر يوم الأربعاء السادس والعشرين من شهر ذي الحجة، طُعن عمر من أبو لؤلؤة فيروز الفارسي ست طعنات، بخنجر ذات حديّن، توفي بعد حادثة الطعن بثلاثة أيام، ودُفن بجوار الرسول وأبي بكر، في حُجرة زوجة الرسول عائشة بنت أبي بكر.
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة