ما حكم الدعاء على النفس ؟

السوسنة - أم عماد تقول إنها وعند غصبها تقوم بالدعاء على نفسها أو أولادها وتسأل عن حكم هذا الفعل . وأمجد يشتكي ويقول بأنه يطلب من الله الهلاك والموت أثناء دعائه الله عز وجل واستعجال الأجل للتخلص من الحياة الزائلة الفانية فهل يجوز هذا في الإسلام ؟ 

يقول الشيخ محمد صالح العثيمين أن دعاء الإنسان المسلم على نفسه حرام ولا يجوز شرعًا لقول الرسول –صلى الله عليه وسلم - "لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به"، ودعا بالصبر على المحن والمصائب ، وليسأل الله العفو والعافية . 

وقال الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي أن الدعاء على النفس مكروه مثل الدعاء بالبغي أو قطع الرحم ، كأن يقول أحدهم : اللهم ما كنت معذبي به في الأخرة فعجله لي في الدنيا ، فقد نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : "لا تدعوا على أنفسكم إلا بخيرٍ؛ فإنَّ الملائكة يؤمِّنون على ما تقولون"، وفي الحديث الآخر قال صلى الله عليه وسلم: "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم؛ لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاءً؛ فيستجيب لكم" [رواه مسلم].


وقول الله عز وجل في محكم كتابه : {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [يونس: 11] ، والمعنى أنه لا يستجاب الدعاء على النفس بالشر كالاستجابة في الدعاء بالخير . وأضاف الرفاعي أنه نهي عنه خوفًا أن يصادف الدعاء ساعة استجابة فيستجاب . 

وقال الله تعالى : ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون {يوسف:87}. وهنا يدعو الله عباده عدم اليأس من رحمته، لأن من أخطر ما يمكن أن يصيب العبد هو اليأس .

قال صلى الله عليه وسلم: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد فاعلا فليقل اللهم ‏أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي. متفق عليه. 

ويجب على العبد الذي دعى على نفسه أو أولاده الاستغفار والتوبة ، فقد قال الله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم { الزمر:53}.

أما بالنسبة لعلماء آخرين اختلفوا في هذا الموضوع وقالوا أن الدعاء على النفس من اللغو ، فقد قال ابن كثير : " يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم في حال ضجرهم وغضبهم، وأنه يعلم منهم عدم القصد بالشر إلى إرادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم والحالة هذه لطفاً ورحمة كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأموالهم أو لأولادهم بالخير والبركة والنماء، ولهذا قال: ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم.


وقال ابن عباس : " هذا في قول الرجل عند الغضب لأهله وولده: لعنكم الله، ولا بارك الله فيكم، قال قتادة: هو دعاء الرجل على نفسه وأهله وماله بما يكره أن يستجاب.