من هو آخر من مات من الصّحابة الذين بايعوا في العقبة الثانية ؟

السوسنة - الصحابيّ الجليل جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري الخزرجي السُلمي. كان من أهل المدينة من قبيلة الخزرج أسلم - رضي الله عنه - وهو في عمر الثالثة عشرة على يد الصحابي الجليل مصعب بن عمير الذي بعثه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليدعوا أهل يثرب للإسلام قبل الهجرة وكان إسلامه سابقًا لإسلام أبيه عبد الله .

شهد بيعة الرِضوان وكان آخر من مات من الصحابة الذين شهدوا بيعة العقبة الثانية. استقبل الرسول - صلى الله عليه وسلم -  بعد هجرته إلى المدينة مع باقي أهالي يثرب وكان أبوه قد دخل الإسلام .

مآثِره ومواقفه المشرِّفة :
1. كان يلازم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحفظ القرآن الكريم وأكثر من رواية الحديث الشريف .


2. شارك أبوه عبد الله في غزوة أحد ولم يشارك جابر فيها ولا في بدر لصِغَرِ سنِّه ، فأوصاه أبوه بأخواته وكنَّ تسع بنات وهو الولد الوحيد، وكان عليه دين فأمر إبنه جابر أن يؤديه في حال استشهاده في أحد ، فلما استشهد والده في أحد حرص على أداء الدَّين لكنّه لم يكن يملك ما يقضي به دَين أبيه ، فشكى للرسول صلى الله عليه وسلم ما به، فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحاب الدَّين وأمرهم أن يأخذوا من محصول تمر المدينة ما يسقط دَين عبد الله فأخذوا حاجتهم وقضي دينه .

3. وبعد قضاء دَين والده ، لم يضيع وصيته بحفظ أخواته فلم تزوج بكرًا بل تزوج إمرأة ثيّب لتقوم بشؤون أخواته وترعاهن فلما علم الرسول صلى الله وسلم بذلك دعا له بالبركة.

4. ومن مواقفه المشرفة أيضًا ، يوم شارك في غزوة الخندق فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم قد أصابه الجوع فذهب لامرأته وطلب منها أن تصنع طعامًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الطعام قليل فلما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للطعام دعا الرسول بالبركة وأمر النسوة أن تخبز فاقسم جابر أن الطعام أشبع كل من شارك في الغزوة .

5. ارتحل - رضي الله عنه - كثيرًا في طلب الحديث، فقد رحل إلى الشام مسيرة شهر من المدينة ليتأكد من صحة حديث روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم .

6. وقد كان جابر - رضي الله عنه - شديد الحرص على السنة ويحب تطبيق كل ما وصله عن الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ، فقد خرج إلى غزوة في محاربة الروم وكان يملك دابة يركبها لكنه أصَّر أن يترجل عنها ويمشي على قدميه فلما سألوه عن فِعله قال لهم : قد سمعت الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول : "من اغبرَّت قدماه في سبيل الله حرّمه الله على النار" ، فاقتدى به باقي الجيش ومشو مترجلين إلى المعركة.

* وفاته :
فقد بصره في آخر عمره وتوفي - رضي الله عنه - عام ثمانٍ وسبعين للهجرة، وكان عمره حينئذ يقارب التسعين عامًا.


المرجع : أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم للشيخ محمود المصري .
 
 

 





آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة