قصة إسلام وحشي بن حرب

السوسنة - لقد دخل الإسلام في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مجموعة من الصحابة غير العرب، أبرزهم الأحباش الذين كانوا ياتون إلى مكة المكرمة عبيدا، ثم لما جاء الإسلام اعتنق بعضهم الإسلام، ومن أشهر من أسلم من الأحباش أم أيمن بركة وهي حاضنة رسول الله صلى الله وعليه وسلم.

ومن عبيد الأحباش "وحشي بن حرب أبو دسمة" الذي كان في مكة المكرمة حيث كان مولى لطعيمة بن عدي، ويعرف عن وحشي أنه قتل عم رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه يوم غزوة أحد، ويشهد له أنه شارك في حرب المرتدين.


 فلما ارتدت بعض القبائل العربية في عهد أبي بكر الصديق، سيًر أبو بكر جيش اليمامة لقتال جيش مسيلمة الكذاب، فاستغل وحشي بن حرب الفرصة وخرج مع الجيش ليكفر عن نفسه قتله لحمزة بن عبد المطلب، وأثناء حرب اليمامة قتل وحشي مسيلمة الكذاب فكان يقول "قتلت خير الناس في الجاهلية وشر الناس في الإسلام".

وبعد أن تم فتح مكة للمسلمين في السنة 8 للهجرة، هرب وحشي من مكة المكرمة إلى الطائف، ولما سلمت الطائف وخرج منها وفد التسليم إلى مكة المكرمة، ضاقت على وحش الأرض بما رحبت وقال: "لما خرج وفد الطائف ليسلموا ضاقت علي الأرض بما رحبت وقلت بالشام أو اليمن او بعض البلاد فولله إني لفي ذلك من همي".

 ثم سمع من رجلا أن محمدا لا يقتل أحدا يدخل في دين الإسلام، فخرج وحشي للمدينة المنورة ثم دخل على رسول الله، ويقول وحشي في قصة اسلامه: "قدمت المدينة على رسول الله، فدخلت عليه في خفة وحذر، ومضيت نحوه حتى صرت فوق رأسه، وقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، فلما سمع الشهادتين رفع رأسه إلي، فلما عرفني رد بصره عني وقال: أوحشي انت، قلت: نعم، فقال: اقعد وحدثني كيف قتلت حمزة؟ فقعدت فحدثته خبره، فلما فرغت من حديثي أشاح بوجهه، وقال: ويحك يا وحشي غيب عني وجهك فلا أرينك بعد اليوم" والله تعالى أعلم.





آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة