الحكم الإسلامي في مدينة رسول الله

السوسنة - حين وصل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وباشر في بناء أول مسجد في الإسلام وهو مسجد قباء وقام ببناء المسجد النبوي ، حيث تعاون في بنائه المهاجرين والأنصار وجعله النبي - صلى الله عليه وسلم- مركزا للعبادة وتحريك شؤون المجتمع الإسلامي ومركزا لتعليم القراءة والكتابة ، ومركزا للشورى مع صحابته الكرام ،وذلك بسبب عدم وجود مراكز للتعليم والحكم في زمانهم ،كما آخى بين المهاجرين والأنصار حيث أمّن الأنصار للمهاجرين المسكن والمأوى والطعام والأموال وذلك لأن المهاجرين تركوا كل ما يملكون في مكة المكرمة.
 
 كما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - ببناء سوق مستقلا عن سوق اليهود ليكون الحكم فيه خاضعا لحكم الإسلام فيتوسع السوق التجاري للمسلمين، وعمل رسول الله- صلى الله عليه وسلم - على وضع دستور للمدينة المنورة "الصحيفة" وهو أول دستور ينظم شؤون المسلمين، إذ تضمنت الصحيفة تنظيم العلاقات العامة بين جميع القبائل الذين يسكنون المدينة المنورة وتحقيق القضاء ليكون المجتمع المسلم مجتمعا يسوده العدل والمساواة، ومن أهم النقاط التي ركزت عليها الصحيفة :-
 
 
1.الدعوة إلى التمسك بمبادئ الدين الحنيف والسلوك الأخلاقي المنبثق عنه.
2.الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
3. رد الخلافات في ما بين المسلمين إلى الله ورسوله، والاحتكام إلى ما أنزله الله تعالى وما قضى به رسوله صلى الله عليه وسلم.
4. تنظيم علاقات المسلمين بعضهم ببعض، وبالأطراف الأخرى وفق القواعد التي نص عليها دستور المدينة .
5. التعهد بحماية المدينة من أي عدوان خارجي.
6.السماح بحرية العقيدة لجميع سكان المدينة .
7.التأكيد على الحقوق الدينية والسياسية والمالية للمسلمين واليهود .
8.أن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم وأن يناصروا بعضهم في الوقوف أمام من لا يلتزم ببنود هذه الصحيفة .
ومن هنا يتبين لنا أهمية كبيرة للصحيفة حيث جمعت المسلمين في أمة واحدة ، وسمحت بالحرية الدينية في مجتمعها ، وتعد تطورا كبيرا في المفاهيم  الإجتماعية والسياسية في شبه الجزيرة العربية .

 
**مقاومة المشركين للإسلام 
أذن الله عز وجل للمسلمين بالقتال حينما اشتد الأذى على المسلمين، وذلك لنشر الإسلام  والدفاع عن أنفسهم ورد أذى المشركين عنهم، وكان ذلك من خلال إرسال المسلمين السرايا والغزوات، والسرايا هي بعثات للاستطلاع لم يشارك فيها الرسول- صلى الله  عليه وسلم-، هدفها الرئيسي إضعاف المشركين، وكانت أول سرية بقيادة حمزة بن عبد المطلب وكانت عدد سرايا الرسول صلى الله عليه وسلم 38 سرية، أما الغزوات فهي الحملات التي ساهم فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - لرد أذى المشركين وبلغ عدد غزوات الرسول - صلى الله عليه وسلم-  26 غزوة.
 
ومن هذه الغزوات :-
 
1. غزوة بدر "2" هجري 
علم النبي صلى الله عليه وسلم أن قافلة قريش التجارية القادمة من بلاد الشام في طريقها إلى مكة المكرمة فقرر النبي - صلى الله عليه وسلم - الإغارة على هذه القافلة واسترداد شيء من أموال المسلمين وضرب اقتصاد المشركين ، فعلم أبو سفيان بما يخطط له المسلمون فغير طريق القافلة التجارية وطلب من قريش المدد فخرجوا لنصرتهم، فكانت غزوة بدر بين المسلمين والمشركين من قريش حيث أشار عليه الحباب بن المنذر رضي الله عنه أن يسيطر المسلمون على بئر بدر  لحرمان المشركين أثناء القتال من الشرب منها وكان هذا سببا رئيسيا في هزيمة المشركين  ورفع مكانة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بين القبائل ودخول أعداد كبيرة من الكفار في الإسلام  وأسر عدد منهم وزيادة قوة وهيبة المسلمون بين القبائل وفي القتال .
 
2. غزوة أحد "3 هجري "
حدثت هذه الغزوة في المدينة المنورة بين المسلمين بقيادة النبي-  صلى الله عليه وسلم - والمشركين بقيادة أبي سفيان  وكان سبب المعركة هو الثأر لقتلى قريش في بدر ، وكانت خطة النبي- صلى الله عليه وسلم - تتمثل بجعل الرماة فوق الجبل لحماية ظهور المسلمين وأمرهم ألا ينزلوا عن الجبل مطلقا سواء كان هناك نصر أم هزيمة، إلا أن المسلمين لم يمتثلوا لأوامر النبي -صلى الله عليه وسلم - ونزلوا عن الجبل حينما كانت النتيجة لصالح المسلمين، فرأى خالد بن الوليد ذلك وكان ذكيا فطنا فعندما نزل المسلمون من الجبل التف بالجيش وصعد خلفهم وقتل عددا كبيرا من المسلمين منهم حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير رضي الله عنهما، وكان ذلك درسا للمسلمين بعدم مخالفة أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
 
 
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة