الشيخ السديس أبكى المصلين في ليلة الـ 25

السوسنة -  مكة بيت الله وحرمه، تقع في بطن واد، وتشرف عليها الجبال من جميع النواحي فإلى الشرق يمتد جبل أبوقبيس وإلى الغرب يحدها جبل قعيقعان ويمتدان بشكل هلال فيحصران عمران مكة، وتعرف المنطقة المنخفضة من الوادي بالبطحاء ويقع بها البيت العتيق.

 
ومكة هي المكان الذي بدأ فيه صلى الله عليه وسلم دعوته الى التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له، ونبذ الشرك.
 
قال تعالى: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) (آل عمران: 96-97).
 
وقال تعالى: (جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس) (المائدة: 95).
 
فيا موئل البيت العتيق ويا قبلة المسلمين انت بركة الارض ومحورها، وأنت محط أفئدة الناس، ويا من تتوجه إليك القلوب قبل العيون يا أم القرى ومجمع قلوب البشر تتدفق الجموع المباركة إلى بطحائك تتبعها جموع بتلاحق لا مثيل له لا يمنعها بعد المسافة وعناء السفر من شد الرحال إليك، وما ذاك إلا بتعلق القلوب بأرضك الطاهرة وقد أمضها الحنين بعد أن غرس الله حبك في قلوب المسلمين فلا يسعها إلا أن تصل إليك وتطوف في ربوع بيت الله.
 
يا أم القرى درج الحبيب صلى الله عليه وسلم في رباك وترعرع وأنارت أرضك بنور الرسالة التي حملها فتشربت بشرعه العقول والقلوب بعد أن قاسى ما قاسى من قومه فهاجرها مودعا لا كارها، فودعك وهو طريد على أمل بالعود الأكيد الحميد بعد فتح عظيم مأمول صار واقعا في بضع سنين بفضل الله سبحانه.
 
خرج منك صلى الله عليه وسلم وهو يقول: «ما أحبك من بلد، وأحبك إليَّ ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك» وفي رواية: «لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت».
 
يا أيها البلد الأمين اختارك المولى ليكون حبك عابرا الأقطار يشد إليك الرحال من لهم قلوب حية مؤمنة لتزيد حياة وتأنس برؤية البيت الحرام الذي يتجدد حبه في قلوب المسلمين.
 
يا مكة كم تكون ساعة اللقاء سعيدة بينك وبين شهر الصيام إذ تتحول لياليك بتلألؤ الأضواء إلى نهار ساطع في أجواء إيمانية يتردد صدى هذا الإيمان في جنبات الحرم الشريف على شكل تلبيات من الحاضر والبادي ليغشى المكان صوت مبارك يردده المسلمون تلاوة وذكرا وتهليلا وتكبيرا والناس في ركوع وسجود وطواف تغشاهم الرحمة وصوت الدعاء يتردد من فم إمام امتلأ صدره خوفا على المسلمين وشفقة فيدعو بقلب مكلوم بالنصر والتمكين للمسلمين ذلك الشيخ الأديب من أمثال الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس وغيره يدعون بلسان صادق بإذن الله بكل خير للمسلمين في كل مكان وتحت كل سماء كان ذلك ليلة الخامس والعشرين وكنت شاهدا عليها فتحركت القلوب وارتجفت الأصوات وفيها بُحت الاستغاثة بالمولى العزيز الجبار أن يجبر كسر المسلمين ويقيل عثرتهم في كل مكان وخاصة في فلسطين وشامنا الحبيبة.
 
وإني لأسأل الله أن يحفظك وأهلك والمسلمين من كل سوء في كل مكان وفي كل وقت وحين.
 
الانباء





آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة