ما الذي يجمع نوال السعداوي وسلمان العودة في سلة واحدة؟

السوسنة -  تحت عنوان "مثقفون عرب ومسلمون"، نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية سلسلة مقالات للتعريف بخمسة مفكرين عرب ومسلمين، وصفتهم بـ"المؤثرين" في واقعنا الحالي، ومعتبرةً إياهم "أيقونات" بلدانهم.

 
الاختلاف في الفكر، والاختلاف في الثقافة والقناعات، كانا من أهم مميزات المفكرين الذين اختارتهم الصحيفة، حيث حرصت في مقالاتها على إبراز كل جوانب التفكير عند العرب والمسلمين.
 
الشيخ سلمان بن فهد العودة، وصفته الصحيفة في عنوان أولى مقالات سلسلتها الفكرية بـ"رجل الدين السعودي الذي يدافع عن الحريات الفردية"، حيث سردت حياة الداعية السعودي وأبرزت أهم مواقفه بخصوص الحريات الفردية مثل حرية المرأة، واستغربت من عدم شهرة هذا الرجل في فرنسا رغم فكره الذي وصفته بـ"المستنير"، واعتبرت أنه "من المؤسف أن هذا الرجل في فرنسا غير معروف؛ بسبب أننا لا نولي اهتماماً إلا للعلمانيين والليبراليين فقط"، معتبرةً إياه "استثناءً إسلامياً".
 
1
سعيد هاجريان، رجل الاستخبارات الإيرانية السابق الذي تحوّل لناشط سياسي يدير أهم جريدة إصلاحية في إيران (سلام)، وتعرض لعشرات من محاولات الاغتيال والتصفية، اعتبرته الصحيفة الفرنسية "عقل الإصلاح" في إيران.
 
فرغم علاقته الكبيرة مع الرئيس السابق محمد خاتمي، إلا أنه كان ينتقده بقوة ويدافع عن الدولة المدنية والديمقراطية؛ ما جعل منه ملاحَقاً منذ سنة 2000، حيث وصفته بـ"المقاوم من أجل الإصلاح والحرية في بلده".
 
2
من مصر، كانت الشخصية الثالثة من سلسلة "مثقفون عرب ومسلمون"، الناشطة النسوية اليسارية "نوال السعداوي"، الكاتبة التي أثارت الجدل في بلدها والعالم العربي بمواقفها فيما يخص قضايا المرأة، خاصةً في مبدأ المساواة بكل شيء، ونقدها منظومة الزواج العربية ومكانة المرأة في الإسلام، وصفتها الصحيفة بـ"الأيقونة النسوية في مصر"، واعتبرتها إحدى أهم ناشطات حقوق الإنسان وأكثرهم شجاعةً في العالم.
 
3
الشخصية الرابعة، كانت أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في باكستان، محمد حنيف، الكاتب والناقد للإسلام السياسي في بلده والعالم، والذي يعيش في بريطانيا، حيث قدم نظرة أخرى للإسلام في تصوراته، واعتبر أن "الإسلام الحقيقي ما زال في إطار البحث عنه".
 
واهتمت الصحيفة بآرائه الأخيرة في تفجيرات لندن سنة 2016، حيث اعتبر أن المسلمين "لم يبلغوا الرشد بعدُ" كما وصفهم، وأنهم يحتاجون إلى التعرف على الحياة التي هي روح الإسلام، ووصفت "لوموند" آراءه بـ"الهجاء المسلح".
 
4
أما الشخصية الأخيرة التي كتبت عنها الصحيفة الفرنسية، فقد كانت ياسين الحاج صالح، "صوت الحرية في سوريا" كما قالت عنه، الكاتب اليساري والمناضل الشيوعي. في سردية تاريخية على أهم مراحل سجنه ونضالاته، عددت "لوموند" مراحله العمرية مع النظام السوري، مشيدةً بمسيرته الكبيرة في النضال من أجل الحرية منذ ثمانينيات القرن الماضي.
 
5
خمسة مفكرين من خمس دول مختلفة، ورغم التباعد الفكري والثقافي بينهم، فإن صحيفة "لوموند" وجدت فيهم ما يجمعهم في سلسلة مقالات واحدة، وهي التي عبرت عنها بالاستثناء في بلدانهم ومحيطهم.
 
حيث ركزت على تمايز مواقف هؤلاء على من يشبهون أفكارهم وقناعاتهم، وخلصت إلى أن الدفاع عن مبدأ الحرية "هو الذي يجمع الإسلامي والليبرالي والشيوعي في سلة واحدة" فوق كل الأيديولوجيات، بحسب استنتاجها.
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة