استمرار الجدل حول مفهوم الخطاب الديني

السوسنة - دعت الباحثة الفكرية هالة  فؤاد إلى إعادة طرح الأسئلة، والتفكير بصوت عال في التصوف العربي الإسلامي، من دون التفكير في أي حل، لأن التكور التاريخي الحتمي سيفرز حلوله بكل تأكيد ،مشيرة الى الكيفية المثلى التي يمكن أن نحمي بها تراثنا هي أن نعرضه للهدم، من أجل بنائه من جديد، وأن نعيد النظر في التراث العربي الإسلامي، وخاصة التصوف، ولا ننظر إليه نظرة قداسة، أو نطرحه كبديل حالي في مقابل التيارات الإسلامية المتشددة، أو المؤسسات الرسمية.
 
 
وجاءت مداخلت الباحثة فؤاد خلال فعاليات المؤتمر السنوي الثاني لمؤسسة "مؤمنون بلا حدود" حول "الخطاب الديني : إشكالياته وتحديات التجديد"،الذي يثام في مراكش. 
 
كما تساءلت هالة فؤاد عن الرؤيا التاريخية عند الصوفية، وهل هي رؤيا يمكن أن تعيدنا إلى رؤيا العالم أم أنها نظرة أصولية بجدارة؟ وما المفهوم الذي طرحه المتصوفة في العلاقة بالسلف الصالح؟ وهل هناك تناقض بين العقلانيين والمتصوفة فيما يخص العقل؟ وعن أي عقل يتحدث المتصوفة؟
 
وأشارت إلى أن "المتصوفة طرحوا مفهوما آخر للعقل، غير العقل الأرسطي، أكثر انفتاحا وأقل سلطوية"، وهو المفهوم الذي لا يوجد له أثر في الطرق الصوفية، على الأقل في بلدها مصر، كما قالت، لأن الطرق الصوفية فيه هي إعادة مشوهة للتصوف، استبدل فيه العقل بالخرافة.
 
ومن جهته، تساءل المفكر التونسي احميدة النيفر، عن إمكانية الضبط الزمني والإشكالي لظهور الخطاب التجديدي في الفكر العربي الإسلامي، مشيرا إلى أنه المدخل الأساسي لفهم هذا الفكر، والخطاب، وتتبع مساره وتحولاته في الفكر العربي الإسلامي.
واختار النيفر، رئيس "رابطة تونس للثقافة والتعدد"، في مداخلة له بعنوان "من التقليدين التحديثي والتراثي إلى خطاب التجديد الإسلامي"، الانطلاق من مقولة لياسين حافظ، التي يتحدث فيها عن الجذور الماركسية، موضحا أنه لا يمكن الحديث عن تجديد الخطاب الديني إذا لم يتم ربطه بمسألة التصور للتراث، كما أن التجديد الإسلامي، برأيه، ليس مناقضا للتحديث.
 
وأشار النيفر إلى أن العالم العربي الإسلامي عرف التجديد عبر ثلاثة مراحل، أثر فيها الاتجاه التراثي، والماركسي، والإصلاحي، وأبرزت أسماء ومحطات، توقف عند اسمين منها هما أمين الخولي، ومحمد إقبال، الذي رأى فيه أول لبنة من الجيل الثاني من التجديديين، الذي طرح هذا المفهوم من داخل الثقافة العربية الإسلامية.
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة