شبان أوروبا من المسلمين ضحايا الأئمة من غير المؤهلين

السوسنة - البعض من الذين يقدمون أنفسهم كدعاة ووعّاظ ورجال دين، يتناولون في خطبهم قوالب العقيدة بعيدا عن المشكلات المجتمعية الراهنة، وفي هذا الصدد تداركت ألمانيا والبعض من الدول الأوروبية أخطاء سياساتها تجاه الجاليات المسلمة في أعقاب موجات الإرهاب، التي كانت من أبرزها تفجيرات باريس نوفمبر 2015 وتفجيرات بروكسل مارس 2016، لتكتشف أن البعض من الخطباء يتحملون جزءا كبيرا من مسؤولياتهم في هذا الاتجاه.
 
وكشفت بيانات التركيبة السكانية في ألمانيا أن نسبة المهاجرين تبلغ ما يقارب 9 بالمئة من العدد الإجمالي للسكان البالغ تعدادهم (82 مليون نسمة)، أي ما يساوي 7 ملايين، رغم أن البعض من الإحصائيات تعطي نسبة أقل من ذلك.
 
ويضمن القانون الأساسي في ألمانيا حرية التدين أو العقيدة، وتأتي الديانة الإسلامية ثانيا على مستوى ألمانيا من حيث الاعتناق، إذ يشكّل المسلمون في ألمانيا ما نسبته 5 بالمئة من إجمالي عدد السكان.
 
وتوجد في ألمانيا أكثر من 400 هيئة إسلامية، بالإضافة إلى انتشار 300 مسجد في مختلف المدن والولايات الألمانية، كما توجد العشرات من المراكز الخاصة بالمسلمين التي تسعى إلى توطيد العلاقات بين الجاليات المسلمة، كما عمدت الحكومة إلى إنشاء المدارس الإسلامية.
 
واعتادت ألمانيا أن تشهد فتح أبواب المساجد يوم الثالث من أكتوبر من كل عام في ذكرى توحيد شطري البلاد أمام الجميع في فعاليات “يوم المسجد المفتوح”.
وجات فعاليات عام 2016 تحت شعار “الهجرة كتحدّ وفرصة”، حيث تمّت مناقشة قضية تشغيل اللاجئين وشملت جولات داخل المساجد وحلقات نقاش ومحاضرات. 
 
ويهدف “يوم المسجد المفتوح”، الذي شارك في فعالياته نحو ألف مسجد في جميع أنحاء ألمانيا، إلى تعريف غير المسلمين بالإسلام.
 
ونبّه رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا أيمن مزيك، إلى تنامي الأجواء المعادية للإسلام في ألمانيا، كما دعا وسائل الإعلام إلى التدقيق وعدم أخذ الأمور على عواهنها، محذرا من الربط بين الإسلام والإرهاب.
 
وقال “بات الكثير من الأوروبيين يعتبرون وكأن هناك سببا واحدا للإرهاب وهو الإسلام”، وأضاف “إننا نعيش اليوم تنامي الكراهية والتهديدات بشكل واضح وعلني”.
 
مجلس العلم في ألمانيا أوصى بتدريس مادة الدين الإسلامي في جامعات ألمانية بهدف تعليم قيم الإسلام الحقيقية بعيدا عن التطرف، وليتخرج أئمة ومعلمون يساعدون على اندماج المسلمين في المجتمع الألماني.
 
ويقول عاصم حنفي، الأستاذ في جامعة ماربورغ، في هذا المجال خلال لقاء له مع موقع قنطرة الألماني “بلا شك هذه مشكلة تعاني منها ألمانيا حتى الآن، ولا يوجد عدد كاف من الأساتذة المختصين، ولذلك ستتم الاستعانة بالبعض ممن ترى فيهم ألمانيا القدرة على توصيل هذه العلوم كمرحلة انتقالية، إلى أن يتخرج ألمان من أصول مسلمة، ويقومون بهذه المهمة في المستقبل”.
 
ويعتبر تدريس الدراسات الإسلامية والعقيدة الإسلامية في الجامعات الألمانية خطوة هامة نحو التوصل إلى تعاون مع الجامعات الإسلامية المختلفة ذات الخبرة الطويلة في تدريس الدراسات الإسلامية المختلفة وعلوم الإسلام مثل الأزهر.
 
ستقوم جامعات ألمانية بعقد اتفاقيات مع نظيراتها في بلاد إسلامية مختلفة، ترى فيها تقاربا في وجهات النظر حول تدريس الأئمة، وهناك خطة من جامعة “ماربورغ” تهدف إلى إيفاد طلبة يدرسون لمدة نصف عام أو أكثر في الأزهر.
 
وشهدت جامعة “توبينغين” الألمانية أيضا، انتظام الدراسة في المعهد الجديد للعلوم الشرعية الإسلامية، الذي يعدّ أول معهد حكومي من نوعه في ألمانيا وأوروبا، وهو مختص بإعداد أئمة المساجد ومعلمي مادة الدين الإسلامي للتلاميذ المسلمين بالمدارس الحكومية. العرب
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة