ما حكم الاحتفال بعيد الحب ؟

السوسنة - الحب من المشاعر الإنسانية الراقية التي أودعها الله في النفس البشرية، وهو أساس كل أسرة، فلا بد من الحب لتعمر البيوت وتزدهر وتنعم العائلات بالحياة المستقرة الرغيدة.

وفي الرابع عشر من شهر فبراير من كل عام يحتفل الناس بـ "عيد الحب" أو "الفلانتاين" ويتبادلون الورود والحلوى والهدايا كتعبير عن مشاعرهم تجاه بعضهم البعض، ولا يقتصر تبادل الورود والحلوى أو الهدايا في عيد الحب على العلاقات المحرمة أو الغير شرعية المرفوضة في ديننا وعادات مجتمعنا، بل إن بعض الأزواج والزوجات يتبادلون الهدايا فيما بينهم كتعبير عن استمرار حبهم على مر السنين، ولكن ما حكم الاحتفال بعيد الحب، وما رأي الشرع فيه؟ 


- أصل عيد الحب، وكيف نشأ
يرجع أصل هذا العيد إلى عهد الرومانيين القدماء، وهو ذكرى لإعدام قس يسمى "فالنتاين" حيث أعدم في الرابع عشر من فبراير من عام 270 للميلاد، وتختلف الروايات حول الدور الذي كان يقوم به هذا القس في ذلك الوقت، ولكن أشهر الروايات تقول أن هذا القس كان يدافع عن حقوق المسيحيين المضطهدين تحت حكم الرومان، كما كان يزوج الجنود سراً، حيث أن قانون الدولة الرومانية كان يمنع الجنود من الزواج حتى لا يرتبطوا بعائلاتهم، ويرغبوا بالعودة إليها والبقاء معها، وحتى لا ينشغلوا عن القتال ويجبنوا عن أداء مهامهم العسكرية الخطيرة، وعندما كشف أمر هذا القس حكم عليه بالإعدام في مثل هذا التاريخ، وبقي الاحتفال بهذا اليوم تخليداً لذكراه.

- حكم الاحتفال بعيد الحب أو "الفالنتاين"
الاحتفال بعيد الحب محرم قطعاً، ويجب على المسلم تجنب أي مظهر احتفالي فيه استجابة لأمر الله تعالى ورسوله الكريم، وذلك لعدة أسباب، منها:

1- أنه من المعروف والثابت في السنة وإجماع السلف أن للمسلمين عيدين فقط، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى، والأعياد جزء من التشريع الذي وضعه الله للناس، ولذلك فإن أي مناسبة أخرى تخص طائفة دينية أو شخصاً معيناً أو مفهوماً ما، ليست إلا بدعة محدَثة، ولا يجوز أن يطلق عليها المسلمون اسم العيد، أو يحتفلوا بها ويظهروا فيها ما يظهرون في عيدي الفطر والأضحى من مظاهر الفرح وتبادل الهدايا والتهنئة وغيرها، وخصوصاً إن كانت هذه المناسبة مناسبة دينية لأصحاب ديانة أخرى، فإن النهي عن الاحتفال بها أشد.

 2- حتى وإن كانت هذه المناسبة تبدو إنسانية مقنعة في الظاهر، وحتى إن كان القس الذي يخلد هذا اليوم ذكراه قد قدم تضحية كبيرة لأبناء دينه وناضل لأجلهم، فإن هذه المناسبة تبقى أبعد ما تكون عن المسلمين، وهناك الكثير من المسلمين ممن ضحوا وعانوا في سبيل الدين والدفاع عن حقوق المضطهدين، وهم أولى بأن نؤرخ لتضحياتهم ونتذكرها إن أردنا ذلك.

3- إن طقوس الاحتفال بهذا اليوم والتي يقلدها بعض أبناء المسلمين، لا تتوافق أبداً مع ديننا ومعتقداتنا، لما تحتويه من تشجيع على التعبير عن الحب بين الشبان والفتيات دون الارتباط برابط الخطبة أو الزواج، وهذا لا يجوز، فقد حثنا ديننا على الزواج لحفظ الحقوق، وتحمل مسؤولية هذا الحب الذي جبلت عليه النفوس، فالزواج هو الحالة الوحيدة التي تتحول فيه مشاعر الحب وكل ما يرتبط بها أو يعبر عنها إلى طاعة يؤجر عليها كل من قام بها.

4- النهي الصريح من النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين عن التشبه بأهل الكتاب أو غيرهم، وهذا يحسم المسألة تماماً، فقد روى ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) رواه أبو داود

- هل يجوز استغلال هذه المناسبة لزيادة الدخل ببيع بعض الهدايا الخاصة بها؟ 
 لا يجوز أن يتفاعل المسلم مع هذه المناسبة بأي طريقة، كالترويج مثلاً للبضائع المتداولة في هذا اليوم كالورود الحمراء والحلوى ذات الأشكال والألوان المميزة أو بيعها، إذ إن في هذا إعانة على إضفاء طابع الاحتفال على هذا اليوم، وهو صنف من أصناف التعاون على الإثم الذي نهى الله تعالى عنه في الآية الكريمة: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب" المائدة آية 2.


- هل تجوز الاستفادة من العروض التي تقدمها بعض المحلات التجارية في هذا اليوم وشراء البضائع بسعر أقل؟
يجوز أن يستفيد الشخص من عروض  المحلات في هذا اليوم ويحصل على البضائع التي يحتاجها بسعر أقل، بشرط أن تكون الأشياء التي يشتريها أشياء مباحة، وأن لا تكون نيته من شراء هذه البضائع هي المشاركة في الاحتفال بهذا اليوم.
المصادر : الشيخ خالد سعود البليــهد
الموقع الاسلامي اسلام ويب

 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة