قضاء الصيام وأحكامه

السوسنة - صوم رمضان ركن من أركان الإسلام التي لا يصح إسلام المرء إلا بها، ومن رحمة الله بعباده أن خفف عن أصحاب الأعذار، فشرع لهم الإفطار في نهار رمضان وإعادة صيام الأيام التي فاتتهم بسبب الأعذار في وقت آخر بعد انتهاء الشهر وذهاب العذر الذي منعهم عن الصيام في وقته، كالمرض والسفر والحيض والنفاس، وهذا ما يسما بالقضاء.

- ما حكم قضاء صيام الأيام الفائتة من رمضان؟
القضاء واجب على من أفطر في نهار رمضان بسبب عذر شرعي كالسفر، أوالمرض العرضي، أوالحيض أوالنفاس للسيدات، فإذا انقضى شهر رمضان وانتهى العذر الذي منع الشخص من الصيام وجب عليه القضاء بعدد الأيام التي أفطرها.

- ما المدة المتاحة للشخص ليقضي ما عليه؟
تمتد الفترة المتاحة للقضاء إلى سنة كاملة عند الجمهور (أي أغلب فقهاء المذاهب)، وتكون المدة حتى يبدأ شهر رمضان التالي، ويقضي الشخص ما دام قادراً على القضاء، حتى لو أفطر الشهر كله، كما يحصل في بعض حالات المرض والنفاس، حيث يمتد العذر ليشمل جميع أيام شهر رمضان.


وقد لا يستطيع البعض أن يقضوا كل ما عليهم خلال العام بسبب امتداد العذر، كتكرار المرض أو إرضاع الأم لطفلها والخشية عليه، فعندها لا بأس في إتمام قضاء الأيام الباقية وقت الإستطاعة حتى لو دخل رمضان التالي ولم يقضوا ما عليهم، وليس عليهم إلا الصيام. 

- ما حكم من أجل القضاء بلا عذر حتى حل رمضان التالي؟
 اختلف الفقهاء في هذا الباب، وانقسمت آراؤهم إلى قسمين، والسبب في ذلك اختلاف فهمهم للآية: "فعدة من أيام أخر":
فقد رأى جمهور العلماء أن القضاء محدود بقدوم رمضان التالي، وأنه يجب على من أخره عن هذه المدة أن يقضي ويكفر عن كل يوم لم يصمه، والكفارة هنا إطعام مسكين عن كل يوم تأخر قضاؤه حتى دخل رمضان التالي، مع وجوب التوية والإستغفار والحرص على القضاء ضمن المدة المشروعة، وعدم التهاون في هذا الأمر.
أما القسم الثاني وهم الحنفية، والظاهرية : فقد قالوا إن قضاء شهر رمضان غير محدود بفترة محددة (أي ليس محدداً بقدوم رمضان التالي) وأن معنى "أيام أخر" في الآية هو أيام أخرى من حياة الإنسان (دون تحديد للفترة، فيشمل اللفظ أي يوم يستطيع الصوم فيه)، كما قالوا بأن قضاء الواجب واجب ولذا لا تلزم الكفارة. 
وقد جعل الشيخ ابن باز الكفارة مرتبطة بالاستطاعة المادية، فمن كان مستطيعاً فليؤدي الكفارة مع الصوم، وقال الشيخ ابن عثيمين بأن من أخر الصوم حتى دخل رمضان التالي آثم، وليس عليه كفارة، فيجب عليه أن يتوب ويستغفر الله ويقضي ما عليه. 

- هل يلزم التتابع في القضاء أو البدء بالصوم بعد انتهاء رمضان وزوال العذر فوراً؟
لا يلزم التتابع في القضاء ولا البدء بالصيام فور الاستطاعة، ولكنهما مستحبان، فالصوم فور زوال العذر أبرأ للذمة وأسبق إلى الخير، وأما التتابع فقد استحبه العلماء لأن القضاء يحاكي الأداء، أي يصبح أكثر شبهاً بصوم رمضان.
- ماذا يفعل من نسي عدد الأيام التي عليه قضاؤها أو شك فيه؟
عليه أولاً أن يتوب إلى الله على هذا التفريط، ويكون أكثر حرصاً على تذكر ما عليه من قضاء، حتى لو اضطر إلى توثيق ذلك بالكتابة، ثم إنه يصوم ما غلب على ظنه، إذ لا يكلف الله نفساً إلا وسعها.


- ما حكم من بدأ بصوم يوم كقضاء، ثم أراد أن يفطر؟
إذا بدأ الشخص بصوم يوم قضاءً ليوم لم يصمه في رمضان، فنوى الصوم وبدأه، فلا يحل له أن يفطر إلا لعذر شرعي، فإن أفطر دونما سبب فهو آثم وعليه قضاء هذا اليوم بالإضافة إلى اليوم الذي عليه قضاؤه من شهر رمضان.

 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة