من هو حواري رسول الله ؟

السوسنة -  الزّبير بن العوام بن خويلد القرشي الأسدي المكنى بأبي عبد الله ، وهو ابن عمّة الرّسول – صلّى الله عليه وسلم – صفيّة بنت عبد المطلب ، وابن خال فاطمة بنت الرّسول – صلّى الله عليه وسلم – ابن عمّة عليّ بن أبي طالب – كرّم الله وجهه – وابن أخي خديجة بنت خويلد أم المؤمنين – رضي الله عنها - . وهو من حواريّ رسول - الله صلّى الله عليه وسلّم – كما في الصّحيحين عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ يَوْمَ الْأَحْزَابِ قَالَ الزُّبَيْرُ أَنَا ثُمَّ قَالَ مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ قَالَ الزُّبَيْرُ أَنَا

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ. والحواري هو  : المخلص والنّاصر .
وقال الله تعالى : ۞ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52). 


تربى الزبير منذ نعومة أظفاره على التربية الخشنة العنيفة ، فكانت أمه تضربه ضربًا مبرحًا ليتعود على الحياة القاسية ولا يستضعف أمام خصومه ، وكان هو يتلقى منها الضربات دون أن يئن من شدتها أو يبكي من ألمها ، ويذكر أنه قاتل وهو غلام رجلًا فكسر يده ورجله وضربه ضربًا شديدًا ، وانتصر عليه مما جعله مدعاة فخر أمه على شجاعته . 

إسلامه 
مع فارق السّن بين الزّبير بن العوام وبين أبو بكر الصّديق – رضي الله عنهما – إذ كان أبو بكر في الأربعين والزّبير في السّادسة عشرة سنة إلا أن الصّداقة كانت تجمعهما . وكان أبو بكر يدعو إلى الله والإسلام ، وكان الزّبير بن العوام أحد الذين استجابوا لأبي بكر ، وأسلم على يده ، وكان خامس من أسلم من الرجال .

ولمّا علم عمّه نوفل بن خويلد بأمر إسلامه ثارت ثائرته ، فعلّقه بحصير واشعل النّار فيه ليخوفه ويرده عن إسلامه ، لكنّ الزّبير كان يردد : أنا لا أكفر .. أنا لا أكفر أبدًا .

لذلك كان الزّبير من الرّجال الثقات عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويستشيره في بعض الأمور  ، ولم يتخلف الزبير عن أي غزوة غزاها الرّسول الكريم ، وكان هو وعليّ بن أبي طالب – رضي الله عنهما – أكرم النّاس على النّبيّ ، وأحد السّتة المستشارين الذين اختارهم عمر بن الخطاب – ري الله عنه – ليختاروا من بينهم خليفة من بعده . 

والزّبير هو الذي قطع له الرّسول – صلى الله عليه وسلم – نخلًا من أموال بني النّضير ، ورخّصّ له لبس الحرير .


الزبير فاتح حصن بابليون 
توجه عمرو بن العاص لمصر لفتحها في ثلاثة آلاف وخمسمائة رجل ، فاستنجد بالخليفة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -،فأرسل إليه مددًا أربعمائة آلاف من الجند ،و على رأسهم الزّبير بن العوام ، وفيهم المقداد بن عمرو وعبادة بن الصّامت ومسلمة بن مخلد الأنصاري وخارجة بن حذافة . 

وفي رسالة عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص  : 
" لقد أرسلت إليك بأربعة آلاف من الجند وأربعة فرسان من المسلمين ، كل منهم بألف فيكون المدد ثمانية آلاف " .

وحين قدم الزّبير على عمرو بن العاص فوجده محاصرًا حصن بابليون  - وهو حصن يقع في القاهرة القديمة وتعني بابليون باللغة الآشورية ( نهر أكبر ) وجاءت التسمية بعد أن هاجرت إحدى الأمم من العراق من أرض بابل حيث نهر دجلة وما زالت في ترحالها حتى نزلت وادي النيل وهناك قالوا جميعًا ( بابليون ) أي نهر أكبر من النهر الذي خلفناه وراءنا في العراق -  ، وقد طاف    الزبير حول الحصن يدرسه ثم وزع رجاله حول الخندق حتى طال الحصار سبعة أشهر .

فقيل للزبير إن بها طاعون ، فقال الزبير - مستهينًا بكل ما يلقاه في سبيل الله - : إنما جئنا للطعن والطاعون .


وقال أيضًا : إني أهب نفسي لله وأرجو أن يفتح الله بدلك على المسلمين .
وقام بوضع سلمًا من الجبال واسند إلى جابن الحصن وألقى بخطافات في أطرافه على أعلى السّور من ناحية تعرف باسم سوق الحمام وفي غمرة الليل صعد وأمر جنوده إذا سمعوا تكبيره أن يجيبوا جميعًا وعلى رأس الحصن كبّر الزبير وفي يده السيف وفوجئ جند الروم بأبطال المسلمين يملؤون الحصن بينما اندفع الزبير من بين الصفوف حتى كان عند أسفل السور . وكانت السهام تنهال عليه من أعلى كالمطر الغزير ولكن الله تعالى حفظه .

رغم المواجهة والمقاومة الشديدة لكن قوات المسلمين كانت أقوى من أن يقضى عليها ،ولما رأى الروم تدفق الجند المسلمين للداخل وظفرهم بالحصن انسحبوا مدحورين وتم بذلك فتح مصر . وعقد عمر بن العاص والمقوقس صلحًا ، وكان الزبير وابنه عبد الله من الشهود على ذلك ، وأقام الزبير في مصر بعد أن ابتنى فيها دارًا معروفة .

 

 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة