حكم تعليق الآيات القرآنية على جدران المنازل

السوسنة

يقوم الكثير من الناس بتزبيين جدران منازلهم بالآيات القرآنية، فالبعض يتبارك بها، والبعض يعلقها بهدف التذكير والعظة، أو الحفظ من العين والحسد، والكثير من الأسباب.

لهذا يتساءل البعض عن حكم تعليق الآيات القرآنية على جدران المنازل؟

أجاب الداعية الدكتور محمد علي، على هذا السؤال وقال ان القرآنُ الكريم كتاب هداية وتشريع، ومواعظ وعبر، وبيان للأحكام، وآية بالغة، ومعجزة باهرة، وحجة دامغة.

فمنهم من قال: إذا كانت للتذكير والعظة، أو كان المحل محترما، كالمجلس، والمكتب ونحو ذلك فلا بأس به، على الصحيح.

وقد كره البعض الآخر لما فيه امتهان لكتاب الله، فقد تكون في مكان يُرقص فيه، أو يُشاهد فيه المحرمات.

وقالوا: بأن القرآن الكريم نزل ليتلى لا لتزين به الجدر ولا ليتبرك بالتعليق به ولهذا لم يكن من هدي الصحابة رضي الله عنهم أن يعلقوا شيئاً من آيات الله عز وجل على جدرهم بل كانوا يتلون الكتاب يقرؤونه إما من المصحف أو عن ظهر قلب ، وتعليق الآيات مع كونه خلاف هدي السلف فيه محظور آخر وهو أن هذه الآيات ربما تمتهن حيث تعلق في مكان يعصى الله فيه ولا يبالون بالآيات التي فوق رؤوسهم.

قال العلامة ابن نجيم-وهو من الحنفية- (ت970هـ) رحمه الله: "وليسَ بمستَحسَنٍ كتابةُ القُرآنِ على المحاريبِ وَالجدرَانِ لِما يُخَافُ من سُقوطِ الكتَابةِ وأَن تُوطأَ".

وقال ابن عابدين (ت1252هـ) رحمه الله: "وتُكره كتابة القرآن، وأسماء الله تعالى على الدرهم، والمحاريب، والجدران، وما يُفرش، والله تعالى أعلم".

قال محمد بن الزبير: "رأى عمر بن عبد العزيز ابناً له يكتب القرآن على حائط فضربه" (الجامع لأحكام القرآن ).

وأوضح الداعية: اتفقوا على أنه إذا كان القصد غير ذلك كحفظه من الجن، أو من العين أو كذا، فلا يجوز بهذا القصد، وبهذا الاعتقاد؛ لأن هذا لم يرد في الشرع، وليس له أصل يعتمد عليه.

وخلاصة القول في ذلك، فقد أوضح علي :فإذا علقها الإنسان للفائدة ليقرأها، أو علق أحاديثا، أو كلاما طيبا، ينتفع به، في مكان ليس فيه امتهان لكتاب الله فلا بأس بذلك، أما أن يعلقها كحرز، أو في مكان لا يليق بقدسية كتاب الله تعالى فهذا لا يجوز.

مصراوي اسلاميات