الاستغفار على مواقع التواصل قد يكون بدعة بهذه الحالة

السوسنة

قال تعالى: "وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" [البقرة:199]

قال أبو موسى رضي الله عنه: "كان لنا أمانان، ذهب أحدهما وهو كون الرسول فينا، وبقي الاستغفار معنا، فإذا ذهب هلكنا".

الاستغفار، يجلب الخيرات والبركات للعبد ويدفع عنه البلاء، وينال المستغفرون يوم القيامة الثواب الجزيل والأجر العظيم والرحمة والمغفرة والعتق من النار والسلامة من العذاب. 

ومع انتشار منصات التواصل، ولّد لدى البعض رغبة بتذكير الناس بالذكر والاستغفار، لكن هناك سلوكيات يقوم بها البعض بنية طيبة لكن قد تعتبر بدعة وتوقع البعض بالرياء.

ويقول أحدهم: "نحن سبعة أصدقاء، ولدينا مجموعة واتساب مغلقة، نقوم فيها بالتحدي يوميا، وهذا التحدي هو: 1000، من الاستغفار كل يوم، وكل عضو ملزم بأن يرسل: 1000، من الاستغفار، عن طريق تصوير المسبحة الإلكترونية، ومن يتخلف خمسة أيام في الشهر، يلزم بإعطاء صدقة رمزية بينه وبين الله، لا نتدخل فيها، ونحن موفقون -بحمد الله- في هذا، فما هو الحكم الشرعي في هذه المسألة".

الإجابــة

"الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن الاستغفار، والصدقة أمران مطلوبان شرعا، لكن الاتفاق مع مجموعة على الاستغفار بعدد معين، ومن لم يفعل يتصدق، نرى أن هذا قد يعتريه محذوران:

أولهما: أن تحديد أذكار معينة بعدد معينٍ يأتي به كل واحدٍ من أفراد المجموعة، لم يُعهد في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه، وقد أنكر ابن مسعود -رضي الله عنه- على بعضهم حين اجتمعوا، وأحدهم منهم يقول لهم: سبحوا مائة، كبروا مائة، هللوا مائة، واعتبر أن هذا العمل محدث.

ثانيهما: أنه قد يفعل أحد أفراد المجموعة ذلك الذكر، أو الصدقة حياءً من أن يقال: لم يفعل، وهذا فيه ما فيه من احتمال حبوط العمل الذي فعله من غير إخلاصٍ لله، مع تحصيل إثم الرياء، والوقوع في شركٍ أصغر.

والذي نرشدكم إليه هو أن يكون المنشور في هذه المجموعة أحاديث الفضائل، كالأحاديث الواردة فضائل الآيات والسور، وفي فضل لا إله إلا الله، وكقوله صلى الله عليه وسلم: كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم. متفق عليه. وكقوله صلى الله عليه وسلم: من قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حُطَّت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر. متفق عليه.

وكقول النبي صلى الله عليه وسلم: من صلى عليَّ صلاةً صلى الله عليه بها عشراً. رواه مسلم. ومن هذا الباب في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ما لا يكاد يُحصى، على أن يكون من باب التذكير والحثِّ عموماً، لا من بابِ الترصد لمن عمِلَ ومن لم يعمل".

إسلام ويب