حراسة النفس

 يحيى بن موسى الزهراني

إمام الجامع الكبير بتبوك

 
المقدمة

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وبذكره تنكشف الآهات والكربات ، وأشهد أن لا إله إلا الله عالم الخفيات ، ومزيل الهموم والأسقام والعاهات ، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله الذي دل أمته على علاج الآلام والمشكلات والمعضلات ، صلى الله عليه وسلماً تسليماً كثيراً مديداً ما أنارت الشمس وأضاءت ، وتلألأت النجوم وتلاحمت ، وعلى آله وأصحابه أهل الخير والكرامات ، وعنا معهم برحمتك ومنك وكرمك ياصاحب الجود والخيرات ، ويافاطر الأرض والسموات . . أما بعد : 
 فإن نعم الله جل وعلا على عباده لا تعد ولا تحصى ، قال تعالى : [ وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ] ( إبراهيم 34) ، ومع إغداق الله هذه النعم على العباد ليل نهار ، فمنهم من يستعين بها على معصية الله تعالى ، فخير الله إليهم نازل وشرهم إليه صاعد ، ثم لا تجد أكثرهم شاكرين بل قليل منهم الشكور ، قال تعالى : [ وقليل من عبادي الشكور ] ( سبأ 13) ، وشاء الله أن يبتلي الكثير من عباده ويختبرهم ويمتحنهم ومن هذه الابتلاءات ما قدره الله على خلقه من أمراض وأسقام وأدواء .
فليس ذلك تعذيباً من الله للعباد وإنما هي رحمة منه سبحانه ، ليجزل لهم المثوبة والأجر ، ويمحو عنهم الزلل والوزر حتى يلقى المؤمن ربه وقد كفر الله عنه من سيئاته ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة ، في جسده وأهله وماله ، حتى يلقى الله عزوجل وما عليه خطيئة ] ، وقال عليه الصلاة والسلام : [ ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه ] ( رواهما البخاري في الأدب المفرد وصححهما الألباني) .  
فهنيئاً للمؤمن على هذا الأجر العظيم من رب العالمين ، فإن مُرض حصل له الأجر ، وإن كان صحيحاً مقيماً إزداد من العمل الذي يقربه إلى ربه سبحانه ، فعجباً لأمر المؤمن أمره كله إلى خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، ثم لا تجزع أيها المريض فإن عملك الذي كنت تعمله صحيحاً مقيماً سيكتب لك حال مرضك كاملاً عند من لا يظلم مثقال ذرة ، قال سبحانه : { إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً } ( النساء 40 ) ، وقال عليه الصلاة والسلام : [ ما من أحد يمرض ، إلا له مثل ما كان يعمل وهو صحيح ] ( إرواء الغليل وهو صحيح ) .
فيحمد المريض ربه على كل حال ، وعلى ما به من ألم وتعب ليجزيه ربه الجزاء الأوفى .

[ فصل ]

لقد ابتلي بعض الناس بالكثير من الأمراض ، وما ذاك إلا امتحان من الله جلت قدرته لهم ليرى وهو أعلم بهم مدى صبرهم على الأذى واحتساب الأجر فيه ، أو بسبب طغيانهم ليعودوا إليه سبحانه ، أو ليكفر عنهم من سيئاتهم حتى يلقوا ربهم بلا خطايا ، أو غير ذلك من الأسباب التي لايعلمها إلا عالم الغيب والشهادة .
فمن ابتلي بذلك فعليه بالصبر واحتساب ذلك عند الله تعالى ، وليعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه وكل ذلك بقدرته تعالى وتقدس ، قال تعالى : [ ياأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ] ( البقرة 153) .    
وعموماً إن حصل للإنسان بعض الأمراض فعليه أن يصبر ، ويحتسب  ذلك ويرجوا ثوابه عند الله تعالى ، ولا يجزع ولا يتسخّط ولا يتذمر، بل يتخذ الأسباب ويلجأ إلى ربه وخالقه وبارئه أن يزيل عنه ما أصابه ، وليلجأ إلى الله تعالى بالرقية الشرعية وليعتصم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ويرقي نفسه وجسده من شر ما أصابه ، قال تعالى : [ وإذا مرضت فهو يشفين ] ( الشعراء 80) ، وقال تعالى : [ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ] ( الإسراء 82) ، وقال تعالى : [ ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ] ( يونس 57) ، وقال تعالى : [ قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاء ] ( فصلت 44) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء ) ، وقال عليه الصلاة والسلام : ( تداووا فإن الذي خلق الداء خلق الدواء ) { رواهما البخاري } .
ثم يضع الإنسان يده على مكان الألم ويقول : { بسم الله } ( ثلاث مرات ) ، ثم يقول : { أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر } ( سبع مرات ) وهذه الوصفة مجربة وقد أدت إلى نتائج إيجابية ولله الحمد ، ثم ليقل : ( ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث فاشفني من هذا المرض ، اللهم اشفني مما أجد وأحذر ) .

[ فصل ]

وليحذر المسلم من أهل الدجل من الكهنة والمشعوذين ، والسحرة والساحرين ، وغيرهم من الماكرين والمبتزين ، واللاعبين بعقول ضعاف المسلمين ، فعليهم من الله ما يستحقون ، فمن اعتمد عليهم خذلوه وما زادوه إلا وهناً ومرضاً ، واعلم والله أنه ما رجا مخلوق أحداً غير الله إلا خذله وما نفعه ، وذلك لأنه لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً فكيف ينفع غيره أو يضره ، فالله المستعان وعليه التكلان ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ليس منا من تطير أو تطير له ، أو تكهن أو تكهن له ، أو سحر أو سحر له ) { حسنه الألباني في غاية المرام } ، وقال عليه الصلاة والسلام : ( من أتى عرافاً فسأله عن شئ فصدقه بما قال لم تقبل منه صلاة أربعين يوماً ) { مسلم } ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( من أتى كاهناً فصدقه بما قال ، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) { صحيح رواه البزار وأبو داود } ،  وفي فتح المجيد شرح كتاب التوحيد : [ قال البغوي : العراف الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك ، والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل وقيل الذي يخبر عما في الضمير ] انتهى . فمن ادعى علم الغيب فهو كافر بالله تعالى مكذب بالقرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : [ قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون ] ( النمل 65) ، وقال تعالى : [ عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً * إلا من ارتضى من رسول ] ( الجن 26/27) ، ومن المعلوم أن الرسالة قد انقطعت بموت النبي صلى الله عليه وسلم وهو خاتم النبيين ، فمن أين لأولئك بمعرفة الغيب ، وقد قال تعالى : [ ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيئاً عليماً ] ( الأحزاب 40) .
فليتق الله أناس عرفوا الحق من الباطل ، وميزوا الخير من الشر واشرأبت نفوسهم أمر الله عزوجل وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام ثم يذهبون يتخبطون في ظلمات أولئك السحرة والدجالين غير آبهين بما أعد الله لهم من عذاب وعقوبات من جراء تلك الرحلات إلى أجواء الكذابين والكذابات .

[ فصل ]

ومن أجل أن يحصل العلاج والشفاء بإذن الله تعالى لابد من توافر هذه الشروط المهمة عند المريض :
1-    تغير الحال ، ويكون باتباع ما يأتي من النقاط .
2-    تقوى الله تعالى ، والخوف منه سبحانه ، يقول تعالى : { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون } ( الزمر67 ) . فخالق يضع السموات والأرض بيمينه لا يعصى أبداً ، لأنه قادر على كل شيء ، فهب أنك احتجت إلى ربك في وقت الشدة وقد نسيته في وقت الرخاء ، أتعتقد أن ربك سيتركك عندما تتوب إليه ؟ لا ! وألف لا ، يقول الخالق سبحانه : { وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور } ( لقمان32 ) ، وتقوى الله عزوجل : هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية . وكيف تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية ؟ تفعل ذلك باتباع أوامر الله وأوامر نبيه صلى الله عليه وسلم ، وتجتنب نواهيهما ، وتخاف من ربك سبحانه ، وتعمل بما في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وتكون دائماً على أهبة الاستعداد ليوم الرحيل ، فأنت لا محالة مرتحل من هذه الدنيا ، ومقبل على ربك سبحانه ليجازيك بأعمالك إن كان خيراً فخير وإن كان شراً فشر.
3-    الإكثار من الدعاء في أوقات مضنة الإجابة مثل :
       ( ثلث الليل الأخير ، وفي السجود ، والساعة الأخيرة من يوم الجمعة ، وعند نزول المطر ، وبعد الصلوات المسنونة ، ودبر الصلوات المكتوبة ، وقبل إفطار الصائم ، وغير ذلك من الأوقات ) .
4-    كثرة الاستغفار .
5-    الإكثار من قول لاحول ولا قوة إلا بالله .
6-    التوبة النصوح ، والعودة إلى الله تبارك وتعالى ، فلا غزو أن الإنسان معرض لنزغات الشيطان وتوهيمه ، فقد يقع في خطيئة من الخطايا فكل بن آدم خطاء ، ولكن احذر أن تتمادى في أخطاءك وتقصيرك في جنب الله فتبوء بالإثم والخسارة ، وعليك بالتوبة النصوح التي تجب ما قبلها وتمحو ما سلف من الذنوب والمعاصي ، فما دمت في دار فسحة فاستغل الوقت قبل أن ينقضي أجلك ثم لا ينفع الندم { حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون * لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن وراءهم برزخ إلى يوم يبعثون } ( المؤمنون99/100) ، فتب إلى الله أيها العبد واحذر من عواقب التسويف وتأخير التوبة فإنها من الشيطان عدو الإنسان ، وباب التوبة مفتوح مالم تغرغر الروح أو تطلع الشمس من مغربها ، ومن ذا الذي يعرف متى تغرغر روحه ؟ لا يعلم ذلك أحد من العالمين { قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون } ( النمل 65 ) ، فبادر بالتوبة وأنت على فراش المرض ، وحتى لو لم تكن كذلك ، بادر بها قبل أن يحل بك هادم اللذات ومفرق الجماعات ، نسأل الله أن يهون علينا سكرات الموت وغصصه وكرباته إنه سميع مجيب .
7-    الإكثار من نوافل الأعمال الصالحة كالصلاة والزكاة والصيام والعمرة والحج وغير ذلك من الأعمال التي تقرب العبد إلى ربه سبحانه وتعالى ، لأنها كفارة لما بينها من الذنوب والمعاصي بإذن الله تعالى .
8-    بر الوالدين وصلة الأرحام والأقارب وزيارة الجيران والأصحاب وتوقير الكبير واحترام الصغير .
9-    المحافظة على الصلوات الخمس جماعة في بيوت الله عزوجل ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر أي أهمه فزع إلى الصلاة لأنها الصلة بين العبد وربه سبحانه ، وكان يقول عليه الصلاة والسلام أرحنا بها يابلال ، لأن فيها راحة وطمأنينة وسكينة ، فياحرمان من حرُم الصلاة ولذتها .
10-    المحافظة على أذكار الصباح والمساء ، فهي الدرع المتين والحصن الحصين من شياطين الإنس والجن ، وهي بإذن الله تعالى وقاية من العين والحسد والسحر ، وغير ذلك من الأمراض .
11-    الحرص كل الحرص على حضور حلقات الذكر ومجالس الصالحين ، وحضور المحاضرات والدروس والندوات لما فيها من الخير والأجر العظيم .
12-    حفظ القرآن الكريم ما استطاع المسلم إلى ذلك سبيلاً ، ثم لابد أن يكون للمسلم ورد يومي يقرأه من كتاب الله تعالى على أن يختم القرآن الكريم تلاوة على الأقل مرة كل شهر ولا خير في يوم لا يقرأ فيه المسلم شيئاً من كتاب الله تعالى ، واحذر أن تهجر كتاب الله تعالى فيقف ضداً وخصماً لك عند ربك ، بل تعاهد كتاب الله ليل نهار فهو النور المبين والصراط المستقيم من تمسك به لن يضل أبداً بل إنه ينير لك دربك وطريقك حتى تجد مسلكاً سهلاً يقربك من ربك سبحانه .
13-    زيارة أهل الخير والصلاح وطلب الدعاء منهم ولهم ، فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم ، قال تعالى : [ الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ] ( الزخرف 67 ) .
14-    الحذر كل الحذر من أصدقاء السوء وأصحاب الشر ودعاة الفساد وأهل الفسق والرذيلة ، فهم القوم يتعس بهم جليسهم ، ويضيق القلب بمجالستهم ومصاحبتهم ، ففر منهم فرارك من الأسد ، قال تعالى : [ ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً * يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً * ] ( الفرقان 27/28/29 ) .
15-    أخذ الحيطة والحذر من المجلات الهابطة ، والقنوات الفضائية الساقطة التي تبث بين طياتها السموم القاتلة ، وما تسببه من ضيق في الصدور ، وبعد عن الرحيم الغفور . وانتبه إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم : [ ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ] ( متفق عليه ) . فاحذر أن تدخل على أهلك ما يضرهم ويبعدهم عن دينهم ، ويقربهم من الفواحش الظاهرة والباطنة ، فيحيق بك مكر الله تعالى وتسوء خاتمتك ، نعوذ بالله من الخلان .
16-    الاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم لما فيها من برامج دعوية ودينية مفيدة وهادفة .
17-    الحذر من الانغماس في ملذات الحياة الدنيا .
18-    الإكثار من القراء ة الهادفة في الكتب الدينية المفيدة التي تبصر المسلم بمعالم دينه ، وكذلك الكتب التي تعتني بذكر سير السلف الصالح .
19-    المرض والشفاء من عند الله جل وعلا ، فالله هو النافع الضار ولادخل لأحد كائناً من كان في ذلك وإنما العلاج والمعالج أسباب إن أراد الله النفع بها كان ذلك وحصل وإلا فلا ، فالله حكيم عليم ولا يظلم مثقال ذرة وهو على كل شئ قدير .
20-    الإيمان بقضاء الله وقدره ، والتصديق الجازم بذلك .
21-    طاعة الزوج بالمعروف في غير معصية الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بطاعة الزوج وحذر من عصيانه ، وبين أن الزوج هو جنة المرأة أو نارها ، وأنه ـ أي الزوج ـ إن بات غضبان على امرأته لعنتها الملائكة حتى تصبح ، وقال عليه الصلاة والسلام : " لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها " ، والأحاديث في حق الزوج معلومة مشهورة فهو سبب سعادة المرأة وتعاستها .
22-    الابتعاد كل البعد عن شرب الدخان والشيشة والمسكرات ، والخمور والمخدرات ، وكل ما من شأنه أن يذهب العقل ويجلب العاهات ، لما في ذلك من بعد عن الله تعالى عالم الخفيات . فلا يخفى على كل إنسان تحريم تلك الأمور لما لها من فساد وعواقب سيئة على الفرد والمجتمع .
23-    الابتعاد عن سماع الغناء لأنه كلام الشيطان ، ولأنه ينبت النفاق في القلب ، ويعمل على تقسيته وبعده عن الله جل جلاله ، ولا يجتمع الغناء والقرآن في قلب عبد أبداً ، فلا  يجتمع كلام الله وكلام الشيطان ، فكلام الله عزوجل شفاء من كل داء ، وكلام الشيطان هو المرض والداء ، وفيه  الوحشة والوباء .
24-    الابتعاد عن كبائر الذنوب وصغائرها لما في ذلك من ابتعاد عن منهج الله تعالى ، وقرب من الشيطان وأعوانه ، وكم  نرى من شواهد على ذلك . ومن هذه الذنوب : الغيبة والنميمة والحسد والحقد والغل والسب والشتم والطعن في الناس والزنا واللواط وأكل الربا وأكل مال اليتيم وعدم تزويج البنات إذا رغبن في الزوج الكفء والسرقة والتعامل بالسحر والشعوذة وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم وغير ذلك مما حرمه الله ورسوله .
25-    المحافظة على الوضوء لأنه سلاح المؤمن .
26-    الإكثار من الصدقات حسب طاقة الإنسان ، وحب المساكين وضعفاء الناس .
27-    زيارة المرضى في المستشفيات حتى يأخذ الإنسان العظة والعبرة منهم ، وكي يهون عليه ما به من المرض إذا رأى حال من هو أشد منه ألماً ومرضاً .
28-    الحذر من ظلم الزوجة و الأولاد ، فإن الظلم ظلمات يوم  القيامة ، وحتى لا يصاب بدعوة أحد منهم فيقع به بلاء لا يرفعه الله عنه حتى يعود عن ظلمه .
29-    الإكثار من الآذان ، لأن الشيطان يفر ويهرب من الآذان ، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .
30-    عدم ظلم من هو تحت يده من عمال وخدم وأجراء ، لأن ذلك يؤدي إلى نتيجة حتمية من ضيق الصدر وعدم الارتياح مما قد يسبب أمراضاً نفسية وعضوية قد يصعب علاجها فيما بعد ، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في التعامل مع مثل أولئك الفئة من الناس من  الخدم والأجراء .
31-    اتخاذ الأسباب من أجل الحصول على الشفاء بإذن الله تعالى ومن ذلك مراجعة المستشفيات ، ومن عُرفوا بعلاج الأمراض فإن ذلك لاينافي التوكل على الله عزوجل ، بل ذلك من اتخاذ الأسباب .

[ فصل ]

على الإنسان أن يسعى جاهداً من أجل الحصول على علاج ما به من آلام وأمراض ، فلقد أخرج بن ماجة من طريق أبي خزامة عن أبيه قال : قلت يارسول الله أرأيت رقىً نسترقيها ودواءً نتداوى به ، هل يرد ذلك من قدر الله شيئاً ؟ قال : " هي من قدر الله تعالى "
وأخيراً أقدم لك أخي الكريم أختي الكريمة هذه الأذكار الخاصة التي لاغنى للمسلم عنها في ليله ونهاره بإذن الله عزوجل ، وهي من أهم الأمور التي يستعين بها الإنسان على مواجهة الأمراض العضوية وغير العضوية ، عسى الله أن ينفع بها الجميع.

    أهمية المحافظة على الأذكار :
قد جعل الله لكل شئ سبباً ، وجعل سبب المحبة دوام الذكر ، فمن أراد أن ينال محبة الله عز وجل ، فليلهج بذكره سبحانه ، فالذكر باب المحبة ، وشارعها الأعظم ، وصراطها الأقوم ، قال تعالى : (( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون)) [ البقرة 152] .
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في الوابل الصيب من الكلم الطيب : [ أن للذكر أكثر من مائة فائدة ] . وذكر منها :
أ – أن الذكر يطرد الشيطان ويمنعه ويكسره .
ب- أنه يرضي الرحمن .     
ج – أنه يزيل الهم والغم عن القلب .
د- أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والراحة والبسط .
قال تعالى في سورة الأحزاب : (( والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرةً وأجراً عظيماً (35) )) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت )) [ البخاري ] ، وروى مسلم : (( مثل البيت الذي يُذكر الله فيه ،  والبيت الذي لايُذكر الله فيه ، مثل الحي والميت )) .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : لكل شيء جلاء وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل . فذكر الله عز وجل على كل حال من أسباب انشراح الصدور فالأذكار هي الحرز المتين والحصن الحصين بإذن رب العالمين من كل سبب يؤدي إلى ضيق الصدور ، أو أي مرض من الأمراض  التي تصيب الإنسان فتكون النتيجة هي انشراح القلوب والصدور ، وشفاء العليل والسقيم . ومن هذه الأذكار أذكار الصباح والمساء التي ينبغي على كل مسلم ومسلمة المحافظة عليها لتكون له درعاً متيناً وحصناً حصيناً ضد عدو البشرية إبليس وحزبه وتكون حاجزاً وباباً منيعاً من شياطين الإنس والجن ، فمن داوم عليها ولزمها كانت له وقاية من الهم والغم ومن الحزن والكرب ، ومن النصب والسقم بإذن الله تعالى ، فمن وفقه الله بادر عند إحساسه بأسباب الشر إلى هذه الأسباب التي تدفعها عنه ، وهي له من أنفع الدواء ، وإذا أراد الله عزوجل إنفاذ أمره وقضائه وقدره أغفل قلب العبد عن معرفتها وتصورها وإرادتها فلا يشعر بها ولا يريدها ليقضي الله فيه أمراً كان مفعولاً .
وسأذكر بعضاً من هذه الأمراض وعلاجها ، والأذكار التي تهم المسلم في يومه وليلته ، وما ذاك إلا للفائدة والذكرى .

 
[ فصل ]
أولاً : الأمراض غير العضوية :
وهي التي لا تتعلق بالبدن وينقسم علاجها إلى قسمين :
أولاً : أسباب شرعية :
وهي الرقى الشرعية من القرآن الكريم أو من السنة المطهرة ، وهي نافعة بإذن الله تعالى ومنها :

أ – ما يزيل الكرب والهم والحزن :
عن ابن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ما أصاب عبداً همٌ ولاحزنٌ  فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أوعلمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ، وجلاء حزني وذهاب همي ، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحاً )) { احمد والحاكم وهو صحيح } .
 وقال صلى الله عليه وسلم : (( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والكسل ، وأعوذ بك من غلبة الدين ( ضلع الدين ) وقهر الرجال)).
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قل : ((لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة )) { متفق عليه } ، وفي رواية النسائي : (( من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كانت له دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم )) . ومما يزيل الهم قراءة سورة الشرح .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب : (( لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم )) { متفق عليه } .
وقال صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت عميس : (( ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب ـ أوفي الكرب ؟ الله ، الله ربي لا أشرك به شيئاً )) { أبو داود وابن حبان بإسناد حسن } . ومن قال حين يصبح وحين يمسي سبع مرات : (( حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم )) كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة { أبو داود وصحح إسناده شعيب وعبدالقادر الأرنؤوط } .
قال صلى الله عليه وسلم : (( من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب ))
{ أبو داود وحسنه الشيخ ابن باز رحمه الله } .

ب – ما يطرد الشيطان :
قراءة سورة البقرة قال صلى الله عليه وسلم : (( …… إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة )) { مسلم } . وقراءة آية الكرسي عند النوم ودبر الصلوات المكتوبة ، والآيتين الأخيرتين من آخر سورة البقرة ، فهي حرز من الشيطان ، ومن قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، من قالها مائة مرة كانت له حرز من الشيطان يومه كله ، ومما يطرد الشيطان كثرة الاستعاذة بالله منه ، وكذلك الأذان ، ومما يطرد الشيطان قراءة سورتي المعوذتين ( الفلق والناس ) ثلاث مرات في الصباح والمساء ، ومما يطرد الشيطان المحافظة على الوضوء .
ومن قال ثلاث مرات حين يصبح وحين يمسي : [ بسم الله الذي لايضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ] لم يضره شئ . [ الترمذي ] .
ومن أصابه فزع في نومه أو ابتلي بالوحشة فليقل : (( أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون )) { صحيح الترمذي } .
وبالجملة ينبغي على كل مسلم ومسلمة المحافظة على أذكار الصباح والمساء والأذكار الأخرى المتنوعة حتى يكون اللسان دائماً في ذكر لله تعالى ، وهذا مما يشرح الصدور ويزيد الفرح والسرور ، فيذهب الهم والغم والكرب والحزن بإذن الحليم العظيم .

ج- أذكار متنوعة :
وهذه الأذكار المتنوعة لا غنى للإنسان عنها في يومه وليلته ، بل لا ينبغي للعبد أن يخل بها لشدة حاجته إليها وعظم الانتفاع بها في الآجل والعاجل ، وسنختصر في ذكرها حتى لا ينسي بعضها بعضاَ ، ومن هذه الأذكار :
[1] أذكار الاستيقاظ من النوم :
(( الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ))  [ البخاري ] .
[2] أذكار تقال في الصباح والمساء :
(( إذا أصبح أحدكم فليقل : اللهم بك أصبحنا ، وبك أمسينا ، وبك نحيا ، وبك نموت ، وإليك النشور . وإذا أمسى فليقل : اللهم بك أمسينا ، وبك أصبحنا ، وبك نحيا ، وبك نموت وإليك المصير )) [ الترمذي وهو صحيح ]
(( سيد الاستغفار اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . من قالها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة ، ومن قالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة )) [ البخاري ]
(( من قال حين يمسي وإذا أصبح ، رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً كان حقاً على الله أن يرضيه )) [ النسائي وغيره وهو حسن ]
(( سبحان الله وبحمده )) من قالها مائة مرة حين يصبح وحين يمسي لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحداً قال مثل ما قال أو زاد عليه [ مسلم ] .
(( اللهم إني أصبحت ( أمسيت ) أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك من قالها أربع مرات حين يصبح وحين يمسي أعتقه الله من النار )) [ أبوداود وهوحسن ] .
(( سبحان الله وبحمده : عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته )) تقال ثلاث مرات في الصباح [ مسلم ] .
(( اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً طيباً ، وعملاً متقبلاً )) [ بن ماجه وهوحسن] .
(( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق )) من قالها ثلاث مرات حين يمسي لم تضره حمة تلك الليلة [ الترمذي وهو صحيح ] .

[3] من انقلب ليلاً من جنب إلى جنب :
(( لا إله إلا الله الواحد القهار ، رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار )) [ صحيح الجامع ] .

[4] من رأى رؤيا أو حلماً يكرهه :
  1ـ ينفث عن يساره ثلاثاً.      
  2ـ يستعيذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى .
  3ـ لا يحدث بها أحداً .
  4ـ يتحول عن جنبه الذي كان عليه .
  5ـ يقوم فيتوضأ ويصلي إذا رغب في ذلك . [ وكل ذلك ورد في صحيح مسلم ] .

[5] من خاف قوماً :
(( اللهم أكفنيهم بما شئت )) [ مسلم ] .

[6] أذكار تقال عند النوم :
عن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، (( كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه ، وقرأ بالمعوذات ( الإخلاص ، والفلق ، والناس ) ومسح بهما جسده )) [ متفق عليه ] . وكان عليه الصلاة والسلام إذا أوى إلى فراشه قال : (( باسمك اللهم أحيا وأموت )) [ البخاري ] .

[7] الذكر عند المصيبة :
قال صلى الله عليه وسلم : (( ما من عبد تصيبه مصيبة ، فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيراً منها ، إلا آجره الله تعالى في مصيبته ، وأخلف له خيراً منها )) [ مسلم ] .

[8] الذكر عند العجز عن قضاء الدين :
(( اللهم اكفني بحلالك عن حرامك ، وأغنني بفضلك عمن سواك ))
    [ الترمذي وهو حديث حسن ] .

[9] ذكر دخول الخلاء ( الحمام ) والخروج منه :
عن أنس رضي الله عنه ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء ، قال : (( اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث )) [ متفق عليه ] .
وقالت عائشة رضي الله عنها ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الغائط ، قال : (( غفرانك )) [ أحمد بسند صحيح ] .

[10] ذكر الخروج من المنزل والدخول إليه :
إذا خرج الإنسان من منزله قال : (( بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله )) [ الترمذي وهو صحيح ] . ويقول : (( اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو اُضل أو أزل أو اُزل ، أو أظلم أو اُظلم ، أو أجهل أو يُجهل علي )) [ صحيح بن ماجه ].
وعند الدخول إلى المنزل يقول : (( بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا ، ثم يسلم على أهله )) [ أبوداود وهو حسن ] .

[11] علاج الوسواس :
1- كثرة الاستعاذة بالله من الشيطان .
2- الإكثار من قول ( لا إله إلا الله ) .
3- قراء ة آية الكرسي .
4- قراء ة سور الإخلاص والمعوذتين .
5- قراء ة سور الفاتحة .
6- قراء ة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة .
7- الإكثار من قول ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) .
8- التفكر في ملكوت السموات والأرض .
9- معاهدة ومراجعة وقراء ة كتاب الله تعالى بالتدبر والتفكر .
10- الإكثار من الآذان لأنه يطرد الشيطان .
11- التوكل على الله تعالى .
12- عدم الالتفات إلى وسوسة الشيطان وهذه نقطة مهمة ينبغي للمسلم أن يعيها ويتصورها ويعمل بها فهي من أهم الأمور  لطرد الشيطان ووسوسته .

[12] علاج الأرق والفزع :
عن بريدة عن أبيه قال : شكا خالد بن الوليد المخزومي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله ما أنام الليل من الأرق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا أويت إلى فراشك فقل : { اللهم رب السموات السبع وما أظلت ورب الأرضين وما أقلت ورب الشياطين وما أضلت كن لي جاراً من شر خلقك كلهم جميعاً أن يفرط علي أحد منهم أو يبغي علي عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك ولا إله إلا أنت } ( الترمذي ) وعن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إذا فزع أحدكم في النوم فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنها لا تضره } ( الترمذي ) .

 
[ فصل ]

أذكار متفرقات :
وهناك أذكار أخرى متنفرقة ومتنوعة سأذكرها لمزيد التمام والفائدة ، وهي مما يهم المسلم والمسلمة معرفتها ، والسعي إليها كي يكون وقت المسلم حافلاً وعامراً بذكر الله تعالى ، وحري بالمسلم والمسلمة المحافظة عليها ، بل وحتى حفظها ليتعود عليها ، ويطبع أبناءه على ذكر الله تعالى على كل حال وفي كل وقت .
فالقلب الذي لا يعرف ذكر الله ولا يعوده صاحبه على ذلك فهو كالبيت الخرب .
ومن هذه الأذكار ما يلي :

[1]أذكار النوم :
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مضجعه من الليل وضع يده تحت خده وقال : [ باسمك اللهم أموت وأحيا ، وإذا قام أو استيقظ قال : الحمدلله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ] ( البخاري ومسلم وغيرهما ) .
وعن البراء بن عازب ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ألا أعلمك كلمات تقولها إذا أويت إلى فراشك ، فإن مت من ليلتك ، مت على الفطرة ، وإن أصبحت ، أصبحت وقد أصبت خيراً ؟ تقول : [ اللهم إني أسلمت نفسي إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، وألجأت ظهري إليك ،  لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت ، ونبيك الذي أرسلت ، قال البراء : فقلت : " وبرسولك الذي أرسلت " قال : فطعن بيده في صدري ، ثم قال : " وبنبيك الذي أرسلت ] ( البخاري ومسلم والترمذي واللفظ له ) . وعن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول : [ اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ] ثلاث مرات . ( رواه أبو داود ) .

[2]أذكار الطعام ولبس الثوب :
عن معاذ بن أنس رضي الله عنه ، عن أبيه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ من أكل طعاماً فقال : الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة ، غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن لبس ثوباً فقال الحمد لله الذي كساني هذا من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه ] ( الحاكم 1/687 وقال صحيح على شرط البخاري ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : [ من لبس ثوباً ، فقال : الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه ، من غير حول مني ولا قوة ، غفر له ما تقدم من ذنبه ] ( الدارمي والترمذي وحسنه وغيرهما ) .
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رُفعت المائدة قال : [ الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، غير مودع ، ولا مستغنى عنه ربنا ] ( صححه الحاكم 1/710 وقال في التلخيص أخرجه البخاري مرتين ، وأخرجه بن ماجة والترمذي واللفظ له ) . 

[3]ذكر الخروج للمسجد :
ينبغي للمسلم إذا خرج من بيته متوجهاً إلى بيت من بيوت الله عز وجل أن يمتثل أمر نبيه صلى الله عليه وسلم في ذلك ، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من حديث بن عباس رضي الله عنهما أنه قال : فأذن المؤذن : يعني الصبح ، فخرج إلى الصلاة وهو يقول : [ اللهم اجعل في قلبي نوراً ، وفي لساني نوراً ، واجعل في سمعي نوراً ، واجعل في بصري نوراً ، واجعل من خلفي نوراً ، ومن أمامي نوراً ، واجعل من فوقي نوراً ومن تحتي نوراً ، اللهم أعطني نوراً ] ( مسلم ) .

[4]أذكار دخول المسجد والخروج منه :
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل : اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ، وليقل : اللهم أعذني من الشيطان ]
( رواه بن السني في عمل اليوم والليلة 44 ) .
وروى النووي في الأذكار عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد يقول : [ أعوذ بالله العظيم ، ووجه الكريم ، وسلطانه القديم ، من الشيطان الرجيم ، قال : فإذا قال ذلك ، قال الشيطان : حُفظ مني سائر اليوم ]
( حديث حسن رواه أبو داود بإسناد جيد  وصححه الألباني ) .
عن أبي حميد الساعدي أو أبي أسيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إذا دخل أحدكم إلى المسجد ، فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ، وليقل : اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج فليقل : اللهم إني أسألك من فضلك ] ( صحيح الوابل الصيب ) .

[5]دعاء الاستخارة :
عن جابر بن عبد الله كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول : [ إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل " اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا المر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال في عاجل أمري وآجله ـ فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال عاجل أمري وآجله ـ فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ، قال : ويسمي حاجته ] ( البيهقي وغيره 5/409 ) .

[6]أذكار استصعاب الأمر :
مَنْ مِنَ الناس لا يستصعب عليه أمر ، ويحزنه ويقلقه ، جميع الناس تستصعب عليهم بعض الأمور فيقفون في حيرة منها ، مندهشين من أجلها ، فيذهبون لهذا وذاك ، ويستشيرون القريب والصديق ، ولا نقول في المشورة شيئاً ، فقد جاء القرآن الكريم بذلك ، فقال تعالى : { وشـاورهـم في الأمر } ( آل عمران 159 ) ، لكن لماذا لا يلجأ الإنسان إلى ربه سبحانه يستخيره في ذلك الأمر ويدعوه لكشف ما به من ضر واستصعاب أمر ، فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ اللم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً ، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً ] ( رواه بن السني وصححه بن حبان ، وقال الحافظ حديث صحيح ) .

[7] أذكار الَّّدّين :
قد يصاب الإنسان بجائحة تذهب بماله فيقع في ديون الناس ، وقد يكون الإنسان فقيراً فيضطر إلى أخذ مال من هذا وذاك فتتراكم عليه الديون ، فيبحث عن سبيل وحل لما به وقع من الديون فلا يجد عند الناس حلاً ، فنقول له : افعل كما أمرك نبيك صلى الله عليه وسلم ، من غير أن تقف مكتوف اليدين ، بل لا بد من العمل والجد في طلبه حتى تتوفق بإذن الله تعالى ، فعليك بهذا الحديث الذي يرويه لنا أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ، أن مكاتباً جاءه ، فقال : إني عجزت عن كتابتي ، فأعني . فقال : ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لو كان عليك مثل جبل أحد ديناً إلا أداه الله عنك ؟ قال : [ اللهم أكفني بحلالك عن حرامك ، وأغنني بفضلك عمن سواك ] ( رواه الترمذي وقال حديث حسن ) .

[8] أذكار تعويذ الأولاد :
مع كثرة اختلاط الناس ، وكثرة الزيارات ، والولائم والأفراح ، والإسراف في الاجتماعات ، ثم لابتعاد البعض عن السنة القولية والفعلية للنبي صلى الله عليه وسلم ، فتجد البعض من الناس يطلق عينه هنا وهناك ، مصيباً هذا وذاك غير مكترث بعواقب ذلك النظر الثاقب الذي قد يصيب به اخوة له في هذا الدين ، ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من العين فقال : [ علام يقتل أحدكم أخاه ] والمعنى أن العين قد تقتل العائن والمعيون على حد سواء ، فقد يُعرف العائن فيقع ضحية في أيدي أهل من أصيب بالعين ، ولهذا جاء التوجيه النبوي الكريم بتحصين الأطفال من العين والحافظ هو الله جلت قدرته وتقدست أسمائه ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين حراسة لهم من العين ، فقد روى البخاري رحمه الله عن بن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين : [ أعيذكما بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة ، ويقول : إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق ] ، فينبغي على الأب والأم قبل خروج الأبناء من المنزل لأي مكان كان أن يعوذا أبناءهما حفاظاً وحرزاً لهم من شياطين الإنس والجن ، ومن هوام الأرض ودوابها ذات السم القاتل .

[9]ذكر زيارة القبور :
أذكار زيارة القبور كثير متعددة بألفاظ مختلفة متقاربة لا تعارض بينها ، ولكثرتها سنقتصر على واحد منها ، فعن بريدة رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم : [ السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ، أسأل الله لنا ولكم العافية ] ( مسلم ) .

[10]أذكار هياج الريح :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ الريح من روح الله ، تأتي بالرحمة ، وتأتي بالعذاب ، فإذا رأيتموها فلا تسبوها ، وسلوا الله خيرها ، واستعيذوا بالله من شرها ] ( صحيح أبو داود ) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى الريح ، قال : [ اللهم إني أسألك من خيرها ، وخير ما فيها ،  وخير ما أرسلت به ، وأعوذ بك من شرها ، وشر ما فيها ، وشر ما أرسلت به ] ( الترمذي والصحيحة ) .

[11]ذكر سماع الرعد :
عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال :  [ سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ] ( مالك في الموطأ ) .

[12]ذكر نزول المطر :
عن أنس قال : أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فحسر ثوبه عنه حتى أصابه ، فقلنا : يا رسول الله ، لم صنعت هذا ؟ قال : لأنه حديث عهد بربه ] ( صحيح أبو داود ) . وكان عليه الصلاة والسلام إذا نزل المطر يقول : [ اللهم صيباً هنيئاً ] ( صحيح أبو داود ) .

[13] أذكار الصيام :
وروى بن السني في عمل اليوم والليلة عن بن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال : [ ذهب الظمأ ، وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله ] ( أبو داود وحسنه الألباني وهو في الإرواء برقم 920 ) .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى سعد بن عبادة فجاء بخبز وزيت فأكل ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ أفطر عندكم الصائمون ، وأكل طعامكم الأبرار ، وصلت عليكم الملائكة ] ( أبو داود وصحح إسناده النووي ) .

[14]مايقول من أرادالسفر :
إذا أراد الإنسان السفر وهم به ، فعند خروجه يقول لأهله : كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي اله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ من أراد أن يسافر فليقل لمن يخلف : أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ] ( حديث حسن انظر السلسلة الصحيحة ص 51 وصحيح الجامع 1/958 ) .
ويقول المودع للمسافر كما في حديث عبد الله الخطمي رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا شيع جيشاً فبلغ ثنية الوداع ، فقال : [ أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم ]
( رواه بن السني وقال الألباني صحيح انظر صحيح الجامع برقم 2/4657 ) .

[15] دعاء السفر :
عن علي الأزدي رضي الله عنه ، أن بن عمر رضي الله عنهما علمهم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجاً للسفر ، كبر ( ثلاثاً ) ثم قال : [ سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ، وإنا إلى ربنا لمنقلبون ، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ، ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده ، اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل ، اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنظر ، وسوء المنقلب في المال والأهل ] ، وإذا رجع قالهن ، وزاد فيهن : [ آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ] ( مسلم ) .

[16]ذكر تشميت العاطس :
عن علي قال : قال رسوله الله صلى الله عليه وسلم : [ إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله ، وليرد عليه من حوله : يرحمك الله ، وليرد عليهم : يهديكم الله ويصلح بالكم ] ( صحيح انظر الإرواء 780 ) .

[17]أذكار النكاح :
عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفأ الإنسان إذا تزوج قال : [ بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكم في الخير ] ( صحيح الترمذي 1091 ) .
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ إذا أفاد أحدكم امرأة أو خادماً أو دابة فليأخذ بناصيتها ، ولقل : بسم الله ، اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلت عليه ، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليه ] ( رواه بن السني ص283 وإسناده حسن ) .
وعن بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ لو أن أحدكم إذا أتى أهله ، قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإن قضي بينهما ولداً ، لم يضره الشيطان ] ( صحيح الترمذي 1092 ) .

[18]كفارة المجلس :
عن أبي برزة الأسلمي ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بأخرة إذا أراد أن يقوم من المجلس : [ سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك ] ( صحيح أبي داود ) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقو من مجلس إلا قال : [ سبحانك اللهم ربي وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ] فقلت له : يارسول الله ما أكثر ما تقول هؤلاء الكلمات إذا قمت قال : [ لا يقولهن من أحد حين يقوم من مجلسه إلا غفر له ما كان منه في ذلك المجلس ] (رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد 1/674) .

[19]مايقول إذا رأى مايحب ومايكره:
عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال : [ الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ] ، وإذا رأى ما يكره قال : [ الحمد لله على كل حال ] ( حسن انظر صحيح بن ماجة 3081) .

[20] دعاء دخول السوق :
قال صلى الله عليه وسلم : من دخل السوق فقال : [ لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو حي لا يموت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير ، كتب له ألف ألف حسنة ، ومحا عنه ألف ألف سيئة ، ورفع له ألف ألف درجة ] ( رواه الدارمي 2/379 وحسنه الألباني وغيره ) .

[21] دعاء رؤية الهلال :
عن طلحة بن عبيد الله ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال ، قال : [ اللهم أهله علينا باليمن والإيمان ، والسلام والإسلام ، ربي وربك الله ] ( الصحيحة 1816 ) .

[22] ما يقول إذا رأى مبتلى :
عن بن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من فجئه صاحب بلا ء فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً ، عوفي من ذلك البلاء ، كائناً من كان ] ( حسن رواه بن ماجة ) .

[ فصل ]

ثانياً : أسباب حسية :
وهي الأدوية المادية المعلومة عن طريق الشرع كما بين ذلك ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد ، ومن هذه الأدوية :
1- العسل :
والعسل : يُذكّر ويُؤَنّث ، ويستخرج من حشرة نافعة وهي النحلة ، حيث تتغذى على أكثر أنواع الأزهار والأشجار ذات الفوائد المعلومة عند أهل التخصص والخبرة ، فهي طيبة ولا تتغذى إلا على الطيب لذلك أخرج الله من بطونها شراباً وغذاءً يُتغذى به وفيه شفاء من كثير من العلل والأسقام ، قال تعالى : [ وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ] ( النحل 68/69 ) ، وقال عليه الصلاة والسلام : ( عليكم بالشفاءين : العسل والقرآن ) { بن ماجة والحاكم } ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( الشفاء في ثلاث : شربة عسل ، وشرطة محجم ، وكية نار ، وأنا أنهى أمتي عن الكي ) { البخاري } . وفي حديث آخر : ( وما أحب أن أكتوي ) { رواه البخاري ومسلم } .
وفي الحديثين السابقين إشارة إلى أنه يؤخر العلاج بالكي حتى تدفع الضرورة إليه ، ولا يعجل التداوي به لما فيه من استعجال الألم الشديد في دفع ألم قد يكون أخف من ألم الكي .
 ولعلاج الصرع بالعسل :
يشرب على الريق يومياً فنجان عسل وفي المساء كذلك ، وتقرأ سورة الجن على كوب ماء ساخن محلى بعسل ويشرب ، وبعد ذلك ينام المريض ويستمر على ذلك لمدة أسبوع ، ولسوف ينتهي منه الصرع بقوة الله تماماً .

2- الحبة السوداء :
ويكفينا في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام ) والسام هو الموت . { البخاري ومسلم } .   
قال العلامة بن القيم رحمه الله : ( وهي كثيرة المنافع جداً ) انتهى .
وتسمى الحبة السوداء عند بعض الناس بالشونيز .

3- زيت الزيتون :
شجرة مباركة وثمرها مبارك ، قال تعالى : [ شجرة مباركة زيتونة ]
( النور35 ) ، وقد ورد ذكر شجرة الزيتون في عدة مواضع من القرآن الكريم ، قال تعالى : [ والتين والزيتون ] ( التين 1 ) ، وقال تعالى : [ وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ] ( المؤمنون20 ) ، وذكر العلامة بن سعدي رحمه الله في تفسيره : [ أنها تنبت في أرض الشام ] ، وقال بن كثير رحمه في تفسيره : [ محلة التين والزيتون وهي بيت المقدس ] ، وقال القرطبي في تفسيره : [ وأقسم الله بالزيتون وهو أكثر أدم أهل الشام والمغرب ، يصطبغون به ، ويستعملونه في طبيخهم ، ويستصبحون به ، ويداوى به أدواء الجوف والقروح والجراحات ، وفيه منافع كثيرة ]، ولذلك أنفع الزيت زيت الأرض المباركة ببيت المقدس ، قال صلى الله عليه وسلم : ( كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة ) { الترمذي وابن ماجة وصححه الحاكم } ، وعند البيهقي وبن ماجه والحاكم وحسنه الألباني في صحيح الجامع ، قال صلى الله عليه وسلم : ( ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه يخرج من شجرة مباركة ) .

4- ماء زمزم :
 زمزم هو اسم للبئر التي في المسجد الحرام ، وماء زمزم خير ماء على الأرض ، لما روى الطبراني عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم ، فيه طعام من الطعم ، وشفاء من السقم ) [ صححه الألباني في صحيح الجامع ] ، فماء زمزم طعام الجائع ، وشراب الظامئ ، وشفاء السقيم ، وهذا مع إخلاص النية لله تعالى ، والصدق في ذلك ، لما حصل لأبي ذر عندما أقام شهراً بمكة لا قوت له إلا ماء زمزم [ في الصحيح ] ، وكانوا قديماً يسمون زمزم في الجاهلية ( شِباعة ) لأنها تروي وتشبع وتغني عن غيرها ، ودخل بن المبارك زمزم فقال : اللهم إن بن المؤمل حدثني عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ماء زمزم لما شرب له ) اللهم فإني أشربه لعطش يوم القيامة [ ابن ماجة وصححه الألباني وهو في الإرواء ] ، وسماه بن عباس شراب الأبرار ، وقال بن القيم رحمه الله : [ وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أموراً عجيبة ، واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله ] .
 هذا هو ماء زمزم وبعض ما ذكر فيه من فضائل وفوائد .

5- ماء السماء :
وأما ماء السماء فقد قال الله جل وعلا فيه : [ وأنزلنا من السماء ماءً طهوراً ] ( الفرقان 48) ، وقال سبحانه : [ ونزلنا من السماء ماءً مباركاً ] ( ق 9) . وماء المطر يبعث في النفس البهجة والسرور وهو لذيذ الاسم على السمع وتنفرج الأسارير بذكره ويفرح الناس بوروده فماؤه أفضل المياه وألطفها وأنفعها وأعظمها بركة ولا سيما إذا كان من سحاب راعد ، وذكر الشافعي رحمه الله عن أنس بن مالك رضي الله عنهما ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأصابنا مطر ، فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه ، وقال : ( إنه حديث عهد بربه ) [ مسلم ] . 

6- الحجامة :
الحجامة في اللغة : من الحجم الذي هو البداء لأن اللحم ينتبر أي يرتفع ، والحجّام المصّاص ، يقال للحاجم حجام لامتصاصه فم المحجم .
وهي من الاستفراغات النافعة بإذن الله تعالى في دفع السحر .
وأفضل أوقاتها ما ثبت في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من احتجم لسبع عشرة من الشهر وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان له شفاء من كل داء } ( صحيح الجامع ) .
وقد احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم في رأسه لصداع كان به ( البخاري ) ، وأخرج البخاري ومسلم من حديث طاووس ، عن بن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم : " احتجم وأعطى الحجّام أجره " وفي الصحيحين أيضاً عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " خير ما تداويتم به الحجامة "

7- الاغتسال والتنظف والتطيب :
كل هذه الأمور دعت إليها الشريعة الإسلامية الغراء ، فالاغتسال واجب من الجنابة والحيض والنفاس ، وعند دخول الإسلام ، ويوم الجمعة على مافيه من خلاف في وجوبه ، وكذلك يجب الاغتسال عند تغير رائحة الجسم ، ويسن الاغتسال كل وقت وحين ولاسيما وقت الصيف لما يخرج من الجسم من العرق والذي قد يؤذي من بجواره .
والنظافة من الإيمان وهي مما حث عليه ودعا إليه الدين الحنيف ، وهي من سمات أهل هذا الدين العظيم ، فحث الإسلام على نظافة البدن والثوب والبقعة حال القيام للصلاة وأن ذلك من شروط إقامتها
والطيب من الأمور التي دعت إليها الشريعة ، حيث قال صلى الله عليه وسلم : ( حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( من عرض عليه طيب فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة ) [ أبوداود والنسائي ] .

8- التمر :
ويستخرج من شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، تعطي الناس من أكلها كل وقت وكل حين بإذن ربها ، قال تعالى : { والنخل باسقات لها طلع نضيد * رزقاً للعباد وأحيينا به بلدة ميتاً كذلك الخروج } ( ق10/11 ) ، وقال تعالى : { وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً * فكلي واشربي وقري عيناً } ( مريم   ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : [ ياعائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله ] ( رواه مسلم ) . وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحنك الأطفال بالتمر ، لما فيه من مادة سكرية يمتصها المولود بسرعة ، فتحافظ على مستوى السكر في دمه ، أو يرفعه إلى مستواه الطبيعي . فعن أبي موسى قال : ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم ، فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة . ( متفق عليه ) .

 
[ فصل ]
ثانياً : الأمراض العضوية :
كما أن الله جلت قدرته قد أنزل الداء ، فإنه سبحانه برحمته أنزل الدواء ولكن علمه من علمه وجهله من جهله ، فالقرآن والسنة فيهما الدواء والشفاء من كل داء بإذن الله رب الأرض والسماء ، وسنستعرض بعض الأمراض التي ظهر انتشارها وعلاج كل منها ، فإن وفقنا لذلك العلاج فالفضل والحمد والشكر لله وحده لا شريك له ، وإلا فإن الله قد قضى أمراً كان مفعولاً ، وما للعبد إلا الالتجاء إلى خالقه وبارئه لعله يمن عليه بالشفاء منه وحده ، وأسأل الله العلي العظيم رب العرش العظيم أن يمن بالشفاء على كل مسلم ومسلمة من هذه الأمراض إنه سميع قريب .

ومن هذه الأمراض :

[1] السرطان :
السرطان أجارنا الله منه ، وأعاذ المسلمين من شره ، مرض خبيث يصيب جسد الإنسان في موضع واحد أو عدة مواضع ، ومن أهم ما يعالج به مرضى السرطان ( التمر ) لأنه يحتوي على عنصر المغنيسيوم المضاد للسرطان ، وخير شاهد على ذلك أن أغلب من يأكل التمر من أهل البادية أو غيرهم قلما يصاب أحدهم بهذا الداء الخطير ، ولا يمكن للجراثيم أن تعيش أو تنمو في التمر. والسرطان ينقسم إلى قسمين :
أ) سرطان الدم :
فإذا وجد السرطان وقانا الله منه في الدم ، فإنه في هذه الحالة يُقرأ في زيت زيتون ويدهن به العمود الفقري ثلاث مرات في اليوم والليلة على أن تكون إحدى هذه المرات قبل النوم مباشرة لمدة سبعة أيام متواصلة ، ثم يتم الكشف فإن شفي فالحمد لله وإلا فإننا نعاود الكرة مرة أخرى حتى يتم الشفاء بإذن الله تعالى .

ب) سرطان الأعضاء :
إذا كان السرطان حمانا الله منه خارج الدم أي في أحد أعضاء الجسد فإنه يُدهن نفس المكان الذي فيه المرض ، ويستخدم في ذلك أيضاً العسل ، بحيث يقرأ عليه الآيات التي ستأتي إن شاء الله فيعطى المريض سبع ملاعق على سبع فترات ، واحدة قبل النوم ، وأخرى بعد النوم ثم يبقى نصف ساعة دون طعام ، ثم يأخذ الثانية ويبقى نصف ساعة دون طعام ، ثم يأخذ الثالثة ويبقى نصف ساعة دون طعام ، والثلاث المتبقية على فترات مختلفة ، ومما يفيد في ذلك أيضاً ماء زمزم ، والآيات التي يتم قراء تها هي :
1-    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم        بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين *
  2-  بسم الله الرحمن الرحيم      الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل
       من قبلك وبالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون *
 3-  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو  الرحمن الرحيم * إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس
  وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون *
4-  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        الله لا إله إلا هو الحي القيوم لاتأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم *
5- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير * آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولاتحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين *
6- بسم الله الرحمن الرحيم      الم * الله لا إله إلا هو الحي القيوم * نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل * من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذوانتقام * إن الله لايخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء *
7- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب *
7- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      شهد الله أنه لا إله إلا هو     والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم *
8- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير * تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب *
9- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      ولله ما في السموات وما في الأرض وكان الله بكل شئ محيطاً *
10- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      ولله ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً *
11- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      لله ملك السموات والأرض وما فيهن وهو على كل شئ قدير *
12- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم * من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين * وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شئ قدير * وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم
      الخبير *
13- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ماكانوا يعملون *
14- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      قل أرءَ يتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر  كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون *
15- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين * قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون *
16- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين * ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين * ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمت الله قريب من المحسنين *
17- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون * فوقع الحق وبطل ما كانوا  يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين * وألقي السحرة  ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين *
18- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم * فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون * فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو  كره المجرمون *
19- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      الله الذي رفع السموات بغير  عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل  يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون * وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون * وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في لأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون *
20- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى * قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنه تسعى * فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى * فألقي السحرة سجداً * قالوا آمنا برب هارون وموسى *
21- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شئ علماً *
22- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم * ومن يدع مع الله إلـهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون * وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين *
23- بسم الله الرحمن الرحيم      والصافات صفاً * فالزاجرات زجراً   * فالتاليات ذكراً * إن إلهكم لواحد * رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق * إنا زينا السماء الدنيا
      بزينة الكواكب * وحفظاً من كل شيطان ما رد * لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من جانب * دحوراً ولهم عذاب واصب * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب * فاستفتهم أهم أشد خلقاً أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب * بل عجبت ويسخرون * وإذا ذكروا لا يذكرون * وإذا رأوا آية يستسخرون * وقالوا إن هذا إلا سحر مبين *
24- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم     سنفرغ لكم أيها الثقلان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن  تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا  بسلطان * فبأي آلاء ربكما تكذبان *
25-  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم       لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الذي لا إله  إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم *
26- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      فارجع البصر هل ترى من فطور * ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً  وهو حسير *
27- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون * وما هو إلا ذكر للعالمين *
28- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا *
29- بسم الله الرحمن الرحيم      قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين *
30- بسم الله الرحمن الرحيم      قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد *
31- بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد *
32- بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس *
وبعد قراء ة هذه الآيات يتم بعدها قراء ة الأذكار التي هي في نهاية الكتاب وهي بعنوان تحصينات نافعة حتى تتم الفائدة إن شاء الله تعالى .    

[2] الحمى :
عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنما الحمى أو شدة الحمى من فيح جهنم ، فأبردوها بالماء ) { البخاري ومسلم } .
وعن أنس مرفوعاً : ( إذا حُم أحدكم ، فليرش عليه الماء البارد ثلاث ليال من السَحَر ) { الحاكم وصححه } .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الحمى كير من كير جهنم ، فنحوها عنكم بالماء البارد ) { ابن ماجه بسند صحيح ورجاله ثقات } .
وفي صحيح مسلم من حديث جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب أو أم المسيب ، فقال : مالك يا أم السائب أو يا أم المسيب تزفزفين ( ترعدين ) قالت : الحمى لا بارك الله فيها ، فقال : " لا تسبي الحمى ، فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد " ) .
يقول بن القيم رحمه الله تعالى : [ فالحمى تنفع البدن والقلب وما كان بهذه المثابة فسبه ظلم وعدوان ] ، وروى بن مسعود مرفوعاً : ( حُمى ليلة تكفر خطايا سنة مجرّمة ) ، وفي أثر آخر: ( حُمى يوم كفارة سنة ) .
وقال النووي : [ وينبغي أن يقرأ على نفسه الفاتحة ، وقل هو الله أحد ، والمعوذتين ، وينفث في يده وأن يدعو بدعاء الكرب ] انتهى . ودعاء الكرب مر بنا سابقاً ، فليراجع .
     
[3] ألم المفاصل :
تقرأ الآيات في زيت ويدهن بها الأقدام والمفاصل والآيات هي :
 1)  أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم       بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين *
 2)   أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        الله لا إله إلا هو الحي القيوم لاتأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم *
3)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير *
آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولاتحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين *
 4) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركائكم ثم كيدون فلا تنظرون *
 5) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبو أن يضيفوهما فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجراً *
 6) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      فلما أتاها نودي يا موسى * إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى *
 7) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      وما تلك بيمينك ياموسى * قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى *
8) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون * لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون *
 9) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين *
 10)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم *
 11)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      اركض رجلك هذا مغتسل بارد وشراب *
 12) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      فانطلقوا وهم يتخافتون *
 13) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون *
 14) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      وقيل من راق * وظن أنه الفراق * والتفت الساق بالساق *
 15) بسم الله الرحمن الرحيم      قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد*                                
16) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد *      
17) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس *
وبعد قراء ة هذه الآيات يتم بعدها قراء ة الأذكار التي هي في نهاية الكتاب وهي بعنوان تحصينات نافعة حتى تتم الفائدة إن شاء الله تعالى .

 
[ فصل ]
[4] العقم :
تقرأ الآيات في زيت زيتون ويدهن بها البطن والظهر ، والآيات هي :
 1)  أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم       بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين *
 2) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم * إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس
وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر   بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون *
 3)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        الله لا إله إلا هو الحي القيوم لاتأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم *
4)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير *
آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق  بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفساً إلا وسعاها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولاتحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين *
5) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        هنالك دعا زكريا ربه  قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء * فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن يبشرك بيحيى مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين * قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء *
6) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً *
7) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        يا أيها الرسول بلغ ما أنزل من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين *
8) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا  له الخلق الأمر تبارك الله رب العالمين * ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين * ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين *
9) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملاً خفيفاً فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحاً لنكونن من الشاكرين *
10) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        ويقوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين *
11) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها  بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب * قالت ياويلتى ءألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشئ عجيب * قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد  مجيد * 
12) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يابشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون *
13) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد * وكل شئ عنده بمقدار *
{ اللهم هيأ لهما حملاً خفيفاً وذرية صالحة إنك سميع الدعاء } .
14) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب *
15) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون *
16) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون *
17) بسم الله الرحمن الرحيم      كهيعص * ذكر رحمت ربك عبده زكريا * إذ نادى ربه نداءً خفياً * قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعائك رب شقياً * وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقراً فهب لي من لدنك ولياً * يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضياً *   يا زكريا إن نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سمياً * قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقراً وقد بلغت من الكبر عتياً * قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً * قال رب اجعل لي آية قال آيتك
ألا تكلم الناس ثلاث ليال سوياً * فخرج على قومه من   المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشياً * يايحيى خذ الكتاب بقوة وآتينه الحكم صبياً * وحناناً من لدنا وزكاة وكان تقياً * وبراً بوالديه ولم يكن جباراً عصياً * وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً * واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً * فاتخذت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً * قال إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً * قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً * قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغياً * قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية  للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضياً * فحملته فانتبذت به مكاناً قصياً * فأجآءها المخاض إلى جذع النخلة قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً * فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً * وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً * فكلي واشربي وقري عيناً فإما ترين من البشر أحداً فقولي إني نذرت لرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً * فأتت به قومها تحمله قالوا يامريم لقد جئت شيئاً فرياً * ياأخت هارون ما كان أبوك امرأ سوءِ وما كنت أمك بغياً * فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبياً * قال  إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبياً * وجعلني مباركاً أينما  كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حياً * وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً * والسلام علي يوم ولدت ويوم  أموت ويوم أبعث حياً * ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذي
فيه تمترون * ما كان لله أن يتخذ ولداً سبحانه إذا قضى أمراً  فإنما يقول له كن فيكون * وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا  صراط مستقيم *
18) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        وأيوب إذ نادى ربه أني مسني   الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين *
19) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        وزكريا إذ نادى ربه رب لا  تذرني فرداً وأنت خير الوارثين * فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات
 ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين * والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين *
20) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج *
21) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        ولقد خلنا الإنسان من سلالة من طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثن أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين *
22) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون *
23) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجاً وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير *
24) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين *
25) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم         وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين  * رب هب لي من الصالحين * فبشرناه بغلام حليم *
26)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم         ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب *
27) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون *
28) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        الله الذي جعل لكم الأرض قراراً والسماء بناءً وصوركم فأحس صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين *
29) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        أو لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شئ قدير *
30) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم * فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها  وقالت عجوز عقيم * قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم *
31) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ كل امرئ بما كسب رهين *
32) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        أفرءيتم ما تمنون * ءأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون *
33) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        الذين يظاهرون منكم من نسائهم ماهن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكراً من القول وزوراً وإن لعفو غفور *
34) بسم الله الرحمن الرحيم       يسبح لله ما في السموات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير * هو الذي خلقكم فمنكم مؤمن ومنكم كافر والله بما تعملون بصير * خلق السموات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير *
35) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين *
36) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً * يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم بأموال وبنين  ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً * ما لكم لا ترجون لله وقاراً * وقد خلقكم أطواراً *
37) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        فلينظر الإنسان مم خلق * خلق من ماء دافق * يخرج من بين الصلب والترائب *
38) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم           لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم *
39) بسم الله الرحمن الرحيم        اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم *
40) بسم الله الرحمن الرحيم      قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد*
41) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد  * ومن شر حاسد إذا حسد *
42) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس *
ولقد جربت هذا العلاج على عدد من أهل العقم ، فكانت النتيجة بإذن الله تعالى ، أن وهبهم الله الذرية ، فلله الحمد من قبل ومن بعد .
ويقول الدميري ، صاحب كتاب حياة الحيوان الكبرى : ومخ ساق الجمل إذا تحملت به المرأة في قطنة أو صوفة بعد الطهر لمدة ثلاثة أيام وجومعت فإنها تحمل وإن كانت عاقراً ، كل ذلك بإذن الله تعالى .
وذكر أيضاً فقال : قال الأطباء : إذا أردت أن تعلم هل المرأة عقيم أم لا فمرها أن تتحمل بثومة في قطنة وتمكث سبع ساعات ، فإن فاح من فمها رائحة الثوم فعالجها بالأدوية فإنها تحمل بإذن الله تعالى ، وإلا فلا . والله تعالى أعلى وأعلم .
  وبعد قراء ة هذه الآيات يتم بعدها قراء ة الأذكار التي هي في نهاية الكتاب وهي بعنوان تحصينات نافعة حتى تتم الفائدة إن شاء الله تعالى .

فائدة :
كل ما ذُكر من العلاج هو من الأسباب المجربة بإذن الله تعالى ، فإن أراد الله الشفاء للعبد شُفي ، وإلا فليصبر ، فإن منزلة الصبر لا تضاهيها منزلة ، قال تعالى : " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " .
ولا يقول البعض : كيف عرفت أن هذا العلاج هو دواء لذاك الداء ، فأقول : التجربة هي خير برهان ، وألا فالعلم عند الله تعالى ، فربما نجح العلاج مع أناس ، ولم ينجح مع آخرين ، وكل ذلك بأسباب ومسببات ، وإلا فالشافي والمعافي هو الله عز وجل .

فائدة :
وهذه الفائدة ذكرها الجهبذ العلامة البحر الفهامة ابن قيم الجوزية في كتابه زاد المعاد وانقلها ملخصة : [ وأما الجماع والباء ة ، فكان هديه صلى الله عليه وسلم فيه أكمل هدي ، يحفظ به الصحة ، وتتم به اللذة وسرور النفس ، ويحصل به مقاصده التي وضع لأجلها ، فإن الجماع وضع في الأصل لثلاثة أمور هي مقاصده الأصلية :
الأول : حفظ النسل .
الثاني : إخراج الماء الذي يضر احتباسه واحتقانه بجملة البدن .
الثالث : قضاء الوطر ، ونيل اللذة ، والتمتع بالنعمة ، وهذه وحدها هي الفائدة التي في الجنة ، إذ لاتناسل هناك ، ولا احتقان يستفرغه بالإنزال .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ) { مسلم } ، ومن حديث أبي هريرة قال :  سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي النساء خير ؟ قال :  ( التي تسره إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه فيما يكره في نفسها وماله ) { النسائي بسند حسن } ، ومما ينبغي تقديمه على الجماع ملاعبة المرأة ، وتقبيلها ، وأحسن أشكال الجماع أن يعلو الرجل المرأة ، مستفرشاً لها بعد الملاعبة والقبلة لأن ذلك أنفع في إخراج جميع المني من الرجل إلى رحم المرأة فيحصل الولد بإذن الله تعالى ] .
وأورد النووي في الأذكار باب ما يقوله عند الجماع ، عن بن عباس رضي الله عنهما من طرق كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لو أن أحدكم إذا ما أتى أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فقضي بينهما ولد لم يضره ) وفي رواية البخاري : ( لم يضره شيطان أبداً ) { البخاري ومسلم } .
لأن الشيطان قد يسلط على الجنين وهو نطفة فيمنع تخلقها ، أو يحدث به تشوهات خلقية ، أو غير ذلك من الأمور التي قد يتسلط بها الشيطان على الجنين فيقتله أو يعيق خروجه بإذن الله تعالى .

[5] الإجهاض :
وهو ما يسمى إسقاط الحمل ، فتقرأ الآيات على زيت الزيتون ويدهن بها البطن والظهر ، والمثبت هو الله جل وعلا ، فأسأل الله جلت قدرته أن يجعل في تلك القراء الثبات والاستقرار إنه سميع مجيب ، والآيات هي :
1)  أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم        بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين * 
2) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        الله لا إله إلا هو الحي القيوم لاتأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم *
3) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير * آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفساً إلا وسعاها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولاتحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين *
4) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون *
5) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءاً فلا مرد له وما لهم من دونه من وال *
6) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم          يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم  الكتاب *
7) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت  في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء *
8) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم *
9) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        إنه ليس له سلطان على آمنوا وعلى ربهم يتوكلون *
10) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين *
11) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا *
12) بسم الله الرحمن الرحيم      قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد  ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد*
13) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد *
14) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس *
  وبعد قراء ة هذه الآيات يتم بعدها قراء ة الأذكار التي هي في نهاية الكتاب وهي بعنوان تحصينات نافعة حتى تتم الفائدة إن شاء الله تعالى .

[6] الصداع :
ومن أنواع علاج الصداع الحجامة ، وللصداع أسباباً كثيرة ، فقد يكون من أسبابه :
1- ألم في المعدة .
2- شدة الجوع .
3- قلة النوم وكثرة السهر .
4- حمل أشياء ثقيلة على الرأس .
5- فوران الدم في الرأس .
6- ألم الأسنان واللثة .
7- شدة الحر أو شدة البرد .
8- أعراض نفسية .
9- بسبب الحمى .
10- كثرة التفكير .
11- ألم في الأذن .
12- ألم العين وضعف النظر .
وعموماً فأسباب الصداع كثيرة ، ولكل سبب مما سبق علاج خاص به ، ويمكن للمريض أيضاً أن يقرأ على نفسه أو على زيت الزيتون آيات من كتاب الله تعالى ويدهن بها موضع الألم والآيات هي :
1)  أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم        بسم الله الرحمن الرحيم *
الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين * 
2) بسم الله الرحمن الرحيم      قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد*
3) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد *
4) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس *
ثم يضع يده على مكان الألـم ويقول : { بسم الله } ( ثلاث مرات ) ، ثم يقول : { أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر } ( سبع مرات ) ، وهذه الوصفة مجربة وقد أدت إلى نتائج إيجابية ولله الحمد ، ثم ليقل : ( ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث فاشفني مما أجد وأتألم ) .
وبعد قراء ة هذه الآيات يتم بعدها قراء ة الأذكار التي هي في نهاية الكتاب وهي بعنوان تحصينات نافعة حتى تتم الفائدة إن شاء الله تعالى .

 
[ فصل ]
[7] الجلطة :
وهي تنقسم إلى قسمين :
1- جلطة المخ :
فإن كانت الجلطة بالمخ نفع فيها بإذن الله تعالى القراء ة المباشرة على المريض مع النفث ، وكذلك الادهان بزيت الزيتون ، والماء الذي تقرأ عليه الأذكار من القرآن الكريم والسنة النبوية .  
2- جلطة الأعضاء :
أما إن كانت الجلطة في عضو من أعضاء الجسد ، فيقرأ على المريض مباشرة ، أو يقرأ في زيت زيتون ويدهن موضع الجلطة ، ويستمر ذلك الدهن لمدة أسبوع كامل ، فإن تم الشفاء فالحمد لله وإلا عاودنا الكرة مرة أخرى ، والآيات التي تقرأ هي :
1)  أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم       بسم الله الرحمن الرحيم *
الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين * 
2) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم * إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس
وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون *
 3)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        الله لا إله إلا هو الحي القيوم لاتأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات   والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم *
4)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير *   آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفساً  إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولاتحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين *
5) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم * من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز العظيم * وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شئ قدير * وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير *
6) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين * قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون *
7) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين * ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين * ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمت الله قريب من المحسنين *
8) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون * فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين * وألقي السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين *
9) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركائكم ثم كيدون فلا تنظرون *
10) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم * فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون * فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون *
11) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون *
12) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم       قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى * قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنه تسعى * فأوجس في نفسه خيفة  موسى * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى * فألقي السحرة سجداً * قالوا آمنا برب هارون وموسى
13)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم          فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون * 
14) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم * ومن يدع مع الله إلـهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون * وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين *
15)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم    والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم *
16) بسم الله الرحمن الرحيم      والصافات صفاً * فالزاجرات زجراً * فالتاليات ذكراً * إن إلهكم لواحد * رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق * إنا زينا السماء الدنيا بزينة
  الكواكب * وحفظاً من كل شيطان ما رد * لا يسمعون إلى   الملأ الأعلى ويقذفون من جانب * دحوراً ولهم عذاب واصب * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب * فاستفتهم أهم  أشد خلقاً أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب * بل عجبت   ويسخرون * وإذا ذكروا لا يذكرون * وإذا رأوا آية  يستسخرون * وقالوا إن هذا إلا سحر مبين *
 17)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم     اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب *
18) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم    سنفرغ لكم أيها الثقلان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان * فبأي آلاء ربكما تكذبان *
19)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم       لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم *
20) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      فارجع البصر هل ترى من فطور * ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير *
21) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      فانطلقوا وهم يتخافتون *
22) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون * وما هو إلا ذكر للعالمين *
23) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا *
24) بسم الله الرحمن الرحيم      قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين *
25) بسم الله الرحمن الرحيم      قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد *
26) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد *
27) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس *
وبعد قراء ة هذه الآيات يتم بعدها قراء ة الأذكار التي هي في نهاية الكتاب وهي بعنوان تحصينات نافعة حتى تتم الفائدة إن شاء الله تعالى .    
وكما قلت سابقاً : هذه الآيات وغيرها ما هي إلا أسباب مجربة ، ونحن لا نعلم الغيب ، ولكن ربما جرى قدر الله عز وجل على إنسان ، فجرب علاجاً فنجح .

[8] الصرع :
وينقسم إلى قسمين :
أولاً : صرع خلقي .
ثانياً : صرع روحي .
وعموماً أياً كان الصرع فيقرأ على المريض مباشرة هذه الآيات :
1)  أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم        بسم الله الرحمن الرحيم *
الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين *   إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين * 
2)  بسم الله الرحمن الرحيم      الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل
  من قبلك وبالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون *
3) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم * إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما
 أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون *
 4)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم *
5)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير * آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين *
6) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم * إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون *
7) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم *
8) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين * ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين * ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمت الله قريب من المحسنين *
9) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم * ومن يدع مع الله إلـهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون * وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين *
10) بسم الله الرحمن الرحيم    والصافات صفاً * فالزاجرات زجراً * فالتاليات ذكراً * إن إلهكم لواحد * رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق * إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب * وحفظاً من كل شيطان ما رد * لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من جانب * دحوراً ولهم عذاب واصب * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب *
11)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم       لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم *
12) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا *
13) بسم الله الرحمن الرحيم      قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد *
14) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد *
15) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس *
وإذا كان الصرع عضوياً فإنه يقرأ في زيت الزيتون ويدهن المكان الذي بسببه حدث الصرع ، ويستمر ذلك لمدة شهر كامل .
وبعد قراء ة هذه الآيات يتم بعدها قراء ة الأذكار التي هي في نهاية الكتاب وهي بعنوان تحصينات نافعة حتى تتم الفائدة إن شاء الله تعالى .    

[9] العين :
العين حق ولا ينكرها إلا جاهل مغفل مارق من دين الله عزوجل ، وإلا فقد ثبت ذكرها وتأثيرها في كتاب الله تعالى ، حيث قال جل من قائل سبحانه : [ وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون ] ( القلم 51 ) ، وقال عليه الصلاة والسلام : { العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ، وإذا استغسلتم فاغسلوا } ( مسلم ) .
وللعين تأثير عجيب على النفس البشرية وعلى كل شيء تقع عليه ، فيجب الحذر منها ومن عُرف بها ، وهناك أسباب ينبغي اتخاذها حتى لا يصاب الإنسان بالعين ( أو ما يسمى بالرقية والتحصن بالله تعالى حتى لا يصاب الإنسان بالعين ) ومن هذه الأسباب :
1- قراءة الفاتحة ، وآية الكرسي ، وخواتيم سورة البقرة ، وقل هو الله أحد ، والمعوذتين ، والمحافظة على ذلك صباح مساء .
2- المحافظة على أذكار الصباح والمساء ، والتي ذكرناها في أول الكتاب فلتراجع لأهميتها .
3- ومما يجب على من عُرف بالعين إذا رأى من إنسان ما يعجبه أن يقول : { اللهم بارك عليه } ، ويقول : ماشاء الله تبارك الله لا قوة إلا بالله ، اللهم بارك له ولا تضره ، وغير ذلك من أدعية البركة .
4- أن يستر الإنسان ما يخشى عليه من العين .
أما إذا أصيب الإنسان بالعين فعلاج ذلك يكون بقراء آيات من كتاب الله عز وجل على المريض مباشرة أو على زيت الزيتون أو تكتب الآيات وتشرب ، والآيات هي :
1)  أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم        بسم الله الرحمن الرحيم *
    الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين *
2)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        الله لا إله إلا هو الحي القيوم
     لاتأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم *
3)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير * آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولاتحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين *
4) بسم الله الرحمن الرحيم      قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد *
5) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد *
6) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس *
وكذلك تلك الرقى من سنة المصطفى عليه أفضل صلاة وأزكى تسليم وخاصة تلك التحصينات التي هي في نهاية الكتاب ، والتي هي بعنوان تحصينات نافعة ، فتقرأ على الماء أو زيت الزيتون أو غير ذلك لما لها من فائدة عظيمة بإذن الله تعالى .
وأما إذا عُرف العائن ، فكما قال الزهري رحمه الله : ( يؤمر الرجل العائن بقدح ، فيدخل كفه فيه ، فيتمضمض ثم يمجه في القدح ، ويغسل وجهه في القدح ، ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى في القدح ، ثم يدخل يده اليمنى ، ويصب على ركبته اليسرى ، ثم يغسل داخلة إزاره ، ولا يوضع القدح في الأرض ، ثم يُصب على رأس الرجل الذي تصيبه العين من خلفه صبة واحدة ) ، والتجارب شواهد على منفعة هذه الطريقة لأنها طريقة نبوية كريمة أمر بها نبينا عليه الصلاة والسلام.  
 
 
[ فصل ]
[10] ضيق الصدر :
لعلنا نتحدث قليلاً عن هذه النقطة ، وذلك لما نشاهده هذه الأيام من كثرة من يشتكي من ضيق الصدر مع توافر كل ما يحتاجه ، من أمور الدنيا ومع ذلك لا يجد للحياة طعماً .
فضيق الصدر مرض عمت به البلوى وذلك لأسباب نذكر منها :

أسباب ضيق الصدر :
1-    الابتعاد عن منهج الله تعالى :
فإنه لا عصمة للإنسان إلا بالله ولا ملجأ له إلا إلى الله ، ولا قرار له إلا إلى الله عزوجل ، أما من ابتعد عن منهج الله تعالى واتبع الهوى والشهوات وكان إلهه هواه والشيطان ، فهذا سيضيق صدره ، وتعمى بصيرته ، ويطيش رأيه ، فيقع فريسة سهلة للأهواء والشهوات ،  واتخاذ الهوى والشهوات منهجاً وطريقاً من دون الله هو الغواية الحقيقية وهو الضلال بعينه ، وهو الجهل والظلام ،  فمن ابتعد عن الله ، تركه الله عز وجل هو وهواه ، وتجد أن في قلبه وحشة ، وبينه وبين خالقه حجاب ، فهو يعيش ضيق الصدر ، متعكر المزاج ، لأنه ابتعد عمن يشرح الصدور ويجلب الفرح والسرور ، الله الحليم الغفور .
فالبدار البدار إلى العزيز الواحد القهار لتستقيم القلوب والنفوس وتنشرح الصدور ويحظى الإنسان بالفرح والسرور ، فمن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ، ولا يحب لقاء الله إلا من في صدره انشراح ، ولا يكره لقاء الله إلا من في قلبه ضيق وظلمة وأحزان وأتراح ، ولا يكره لقاء الله إلا من ابتعد عن منهج الله سبحانه وتعالى .

2-    مجالسة أصدقاء السوء وأصحاب الزيغ والفساد :
فهؤلاء القوم هم القوم الذين يشقى بهم جليسهم ، هم القوم الذين يتعس أنيسهم ، فلا يزيدون جليسهم إلا هماً وغماً ، ونصباً وحزناً ، هم من بمجالستهم تضيق الصدور ، ويذهب الفرح والسرور ، ويحل الغضب والفجور ، فهم وإن بدا للناظر إليهم أنهم الأصحاب الأوفياء فهم في الحقيقة الأعداء والأشقياء ، فتسود بينهم العدواة والبغضاء والشحناء ، فاحذر أخا الإسلام أن تصاحب الأشرار فتقع فريسة وصيداً سهلاً في أيديهم ، فتصبح خبيث النفس والطباع وتكون من أهل الضيق والضياع ، فابتعد كل البعد عنهم إذا أردت الراحة والاطمئنان ، والأمن والإيمان .
فكم رأينا ونرى من ضيق للصدور في هذا الزمان بسبب أصدقاء السوء الذين انجرف معهم الكثير من الشباب بلا تأن ولا هوادة ولا بيان ولا تمحيص ، فكانت العاقبة وخيمة والخاتمة سيئة فهل من معتبر ؟

3 – الانهماك في ملذات الحياة :
لقد أصبح الهم الوحيد لبعض الناس جمع المال والعقار ، والاهتمام بالأسهم والصفقات فإن كانت هناك خسارة فلزم ذلك الضيق والغفلة ، والحسرة والندامة ، على ماذا ؟ على متاع الدنيا الزائل ، فمن كانت هذه حياته فلابد أن يضيق صدره ، ولابد أن يظهر عليه الهم والغم والحزن والكرب ، لأنه لم يعرف المعنى الحقيقي لوجود الإنسان على هذه البسيطة ،  فحتماً ستضيق الصدور ، وتبلغ القلوب الحناجر ، وقال تعالى : (( وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون (64) )) [ العنكبوت ] .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( فاتقوا الدنيا واتقوا النساء )) { مسلم } ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر )) { مسلم } .
فينبغي على المسلم ألا يركن إلى الدنيا ولا يتخذها وطناً وسكناً ، وأن لا يحدث نفسه بطول البقاء والعيش فيها ، فهو في هذه الدنيا غريب أو عابر سبيل لا يلبث أن يرتحل عنها .
فلا تكن الدنيا أكبر الهم ، ولا مبلغ العلم ، فهي حقيرة ولا تساوي عند الله جناح بعوضة ، ولا كانت لها قيمة وشأن عند الله جل وعلا ما سقى منها كافراً شربة ماء وينبغي ألا يُهتم بها أصلاً ، لأن من كانت الدنيا همه تفرق عليه أمره ، وهاهو النبي صلى الله عليه وسلم خير هذه الأمة وأفضل الأنبياء والمرسلين يقول عنه عمر بن الخطاب ، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يظل اليوم يلتوي ما يجد من الدقل ( التمر الرديء ) ما يملا به بطنه ، ويقول أنس بن مالك رضي الله عنه : لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان حتى مات وما أكل خبزاً مرققاً  حتى مات )) { البخاري } .
فما بال الناس اليوم شغلتهم الدنيا وملذاتها وشهواتها وتركوا الآخرة ونعيمها ، انغمسوا في هوى الحياة الدنيا ، وزهدوا في الحياة الآخرى ، فكانت النتيجة الضيق في الصدور والقلوب ، والضعف والقنوط ، فإلى الله المشتكي .

4 – وسائل الفساد :
لقد وضع الكثير من الناس ما يسمى ( بالدش ) ـ السبب المباشر لفساد الشباب في هذا الزمان ـ  ( الدش ) هو الجندي المجهول الذي يعمل في المنازل قتلاً وصلباً وتدميراً ، قتلاً للوقت ، وصلباً للأجساد فهم جمود أمام الشاشات لا يتحركون ، وتدميراً للعقول والقلوب ، فذهب الحياء ولم يعد للغيرة مكان في قلوب أولئك الناس وضِعَ ( الدش ) لينشر الفساد ليل نهار ، وضعوه فوق أسطح المنازل ليصب عليهم جام غضب الجبار سبحانه ، فانتشر الفساد والفجور ، وعم البلاء معظم البلاد ، فضاقت صدور أكثر العباد ، ومن يضلل الله فماله من هاد ، فإلى الله المشتكى وإلى الله الملتجا .
لقد أدخل أولئك الناس إلى بيوتهم ما يرضي الشيطان ويغضب الرحمن ، أدخلوا إلى بيوتهم ما يُذهب الدين والحياء ، ويجلب الشر والبغاء .
فها نحن نرى ونسمع عن قصص ما سمعنا بها قبل دخول هذه ( الأجهزة الهدامة ) إلى منازل كثير من المسلمين ، قصص واقعية تحكي الواقع التعيس والحاضر المرير الذي نعيشه في هذا الزمان ، قصص ووقائع خطط لها أعداء الملة والدين ليقع فيها كثير من المسلمين ، فإذا وقع الفأس في الرأس بحث عن الحل كثير من الناس .
 والحل هو إخراج هذه ( الدشوش ) من المنازل واستبدالها بذكر الله عز وجل ، وما يبعد الناس عن ضيق الصدور . فخير الله عز وجل إلى الناس نازل وشر كثير منهم إليه صاعد ، لا تقوى ولا خوف من الله الخالق فكانت النتيجة ضيق في القلوب والصدور ، وانخداع ببهارج الدنيا وغرور .
وهاهو ( الإنترنت ) الداء العضال ، والمرض الفتاك ، ينتشر ويفتك بالناس يمنة ويسره .
 فلينتبه أصحاب العقول لئلا يقعوا فريسة وصيداً سهلاً لأمراض القلوب ، وضيق الصدور .
ومن وسائل الشر والفساد ، تلك المجلات الخليعة الهدامة التي تفسد العقل والدين وتمرض القلوب وتضيق الصدور .
 ومنها سماع الغناء الذي هو صوت الشيطان وبريد الزنا والخنا ، فهذه الوسائل وغيرها تسبب انهياراً في القيم والأخلاق ، وتوجب ضعفاً في الدين .

5 – الذنوب والمعاصي :
وهي من أسباب ضيق الصدر وقسوة القلب ، وهي تضر بالقلب كضرر السموم في الأبدان ، فكل داء وشر سببه الذنوب والمعاصي فتخرج الإنسان من اللذة والنعيم والبهجة والسرور إلى دار الآلام والأحزان والمصائب والكرب ، والهموم والغموم .
فهاهي الأرض ترتج في كل مكان من زلازل وبراكين ، ورياح وفيضانات ، وهاهو الكسوف والخسوف ، بالليل والنهار وما ذاك إلا بما كسبت أيدي الناس من الذنوب والعصيان ، قال تعالى : (( وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً (59) )) [ الإسراء ] . فالله عزوجل يرسل تلك الآيات تخويفاً لعباده ليعودوا إلى رشدهم ويرجعوا إلى دينهم ، ولكن حال الكثير اليوم سبات ونوم عميق في ملذات الذنوب والمعاصي .
فالمذنب والعاصي لا ينبغي أن ينظر إلى عظم الذنب والمعصية فقط ولكن ينظر إلى عظمة من عصى . فقد عصى من بيده ملكوت كل شئ .
والذنوب والمعاصي تعمل في القلب حتى يكون ضيقاً حرجاً ، وتطبق عليه حتى يصبح عليه ظلمة سوداء ، قال تعالى : (( كلا  بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون (14) )) [ المطففين ] .

6- الفراغ :
 وهو النعمة التي غفل عنها الكثير من الناس اليوم ، فحال الكثير منهم تضييع وتفريط للوقت ، بل قتل للوقت في غير طاعة ، فتمضي الساعات الطوال من حياة أولئك الناس في القيل والقال ، والبذيء من الفعل والكلام ، فضاقت الصدور وعميت الأبصار والبصيرة عن سر الوجود على هذه البسيطة .
 قال صلى الله عليه وسلم : (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ، الصحة والفراغ )) [ البخاري ] .
وحال الكثير أنهم مشغولون بلا شغل ، أشغلوا أوقاتهم بما يعود عليهم بالندم والحسرة في الدنيا والآخرة ، غفلوا وتناسوا أنهم سيسألون عن هذا الوقت الذي أضاعوه في غير طاعة ، سيسأل الإنسان عن عمره فيما أبلاه ، وعن شبابه فيما أفناه ، أصبح حال الكثير نوم بالنهار وسهر بالليل ، عكوف على الماجن من الغناء ومشاهدة للمحرم من التمثيليات والمسلسلات ، ونظر إلى المخزي من المجلات ، فضاقت الصدور وكثرت الويلات والآهات ، على الضائع من الأوقات ، فالإنسان لايدري ما يعرض له في يومه وليلته من مصائب الدنيا ونوائب الدهر ، فلا يعقب الصحة إلا المرض والسقم ، ولا يعقب الفراغ إلا الشغل ، فينبغي للعاقل أن يشغل وقته بما يعود عليه بالنفع في دنياه وأخراه ، فالواجب على العاقل أن يدرك أن هذه الدنيا مزرعة فليتزود بالتقوى ويستغل نعمة الله في طاعة الله ، ويتقرب إلى خالقه ورازقه بفعل الخيرات والطاعات والقربات . فينبغي للمسلم أن يغتنم وقته في طاعة المولى جل وعلا قبل أن يأتيه ما يشغله فلا يستطيع إلى ذلك سبيلا ، فإذا حيل بين الإنسان والعمل لم يبق له إلا الحسرة والندامة ويتمنى الرجوع من أجل العمل الصالح فلا تنفعه الأمنية .
 أما الحال في هذا الزمان فضياع للوقت وقتل للفراغ وما ذاك إلا بسبب التقدم الحضاري الزائف ، الذي انجرف معه أكثر الكثير من شباب المسلمين ، فتجدهم جماعات وفرادى حول ما يسمى بمقاهي أو نوادي ( الإنترنت ) يشغلون الوقت ويضيعونه في معصية الخالق سبحانه ، شغلوا الأوقات وعمروها بالذنوب والعصيان ، والتلذذ بمشاهدة الحرام ، ومهاتفة العاهرات والفاسقات والفاجرات ، فما عساها تكون النتيجة ؟
جهد للعقل والبدن ، مرض في العقول والقلوب ، وضيق في الصدور ، لبعدهم عن قاضي الأمور وشافي الصدور ، فلا إله إلا الله الرحيم الغفور

7- الوقوع في الحرام :
الحرام كل ما يبعد عن الله ويقرب إلى الشيطان ، فمن تعلقت نفسه بالحرام هانت عليه نفسه حيث سيعرضها لعذاب الله تبارك وتعالى ، وضاق عليه صدره لارتكابه النواهي والزواجر ، فمن أتبع نفسه هواها كان عرضة لغضب الله ومقته ، كان سلعة على الألسن لأن الله يبغض ذلك النوع من الناس ، فحري به أن يُمقت ويُبغض ولايأمنه أحد ، لايألفه إلا منه مثله في الجرأة على الحرام .
فمن وقع في الحرام فقد عرض نفسه لغضب الله عزوجل ، لقد تجرأ الكثير من الناس على الحرام فتجد الغيبة والنميمة والحسد والإفساد بين الناس وكل ما يتعلق باللسان مما حرمه الله ورسوله كل ذلك قد انتشر بين ضعفاء النفوس ، فضاقت عليهم أنفسهم وضاقت صدورهم ، وللحرام صور كثيرة فهاهو الربا والزنا واللواط والتعامل المحرم بين الناس ينتشر ويستشري في المجتمعات ، وما ذاك والله إلا لبعد أولئك الناس عن منهج الله تعالى وصراطه المستقيم فزلت أقدامهم في خضم مغريات الحياة فوقعوا أسراء للشيطان وأعوانه ، فضاقت صدور أولئك الناس فهم قابعون تحت وطأة أعداء الملة والدين  من شياطين الإنس والجن ، ومن صور الحرام في هذا الزمان إدخال تلك الأطباق ( الدشوش ) إلى المنازل فحال من أدخلوها سماع ونظر للحرام ثم تطبيق له في القريب والبعيد ـ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ـ ، نسي أولئك الناس أن ورائهم (( ناراً تلظى (14) )) [الليل] .  ما تذكروا قول الله جل وعلا : (( ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون (6) )) [ التحريم ] . قوا أنفسكم ومن تعولون عذاب شديد العقاب ، واحذروا مقت الله وغضبه (( ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى (81) )) [ طه ] . 
وأما من أدخل إلى بيته وعلى أهله مثل هذه المنكرات فليبشر بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة )) [ متفق عليه ] ، وهل بعد هذه البشارة من بشارة لمن اتبعوا الحرام ومالوا عن جادة الصواب ، فمن حرم الله عليه الجنة فمأواه النار وبئس المصير ـ نعوذ بالله من ذلك ـ فالنتيجة ضيق في الصدور وهموم وغموم .
ومن الحرام الذي ساد وانتشر واستهان به كثير من الناس [ الدخان والشيشة ] ، وأصعب من ذلك وأشد تعامل المسلمين اليوم ( بالربا ) عياناً بياناً ، يحاربون الله بالليل والنهار ، فحتماً ومهما بلغت رؤوس أموال من يتعامل بالربا ، أقول : حتماً سيضيق صدره ، لبعده عن ربه ، وما شابه ذلك كثير مما لم يأبه به الكثير ولم يلقوا له بالاً ، وجاء التحريم من علماء الأمة الإسلامية قاطبة لهذه السموم التي قصد بها تدمير لشباب المسلمين ، وهانحن نرى كثيراً من البيوت تئن وتصرخ ألماً وحسرة على ماوصل إليه حال كثير من الأسر فهاهي [ المخدرات ] تخدر الأبدان ، وتعمي القلوب والأبصار ، وتضيق الصدور والأمصار ، حتى أصبح مستخدمها لايفرق بين الحلال والحرام ، (( إن هم إلا كالأنعام أو أضل سبيلا (44) )) [ الفرقان ] .
 وعموماً فالحرام كثير وكثير وهو المانع الرئيسي لإجابة الدعاء ، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم : (( الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ومأكله حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنا يستجاب لذلك )) [ مسلم ] .
كانت تلك جملة من أسباب ضيق الصدر ، ولعلنا بعد ذلك نتطرق إلى الأسباب التي تؤدي إلى انشراح الصدر بإذن الله تعالى .

أسباب انشراح الصدر :
1-    تقوى الله عز وجل :
فتقوى الله هي ملاك كل أمر ، فمن اتقى الله فقد صان نفسه عما يدنسها وحفظ لصدره انشراحه ، قال تعالى : (( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً (2) )) [ الطلاق ] ، وقال تعالى : (( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً (3) )) [ الطلاق ] .
وقال صلى اله عليه وسلم : (( اتقوا الله ، وصلوا خمسكم ، وصوموا شهركم ، وأدوا زكاة أموالكم ، وأطيعوا أمراءكم ، تدخلوا جنة ربكم )) { الترمذي } .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( الكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني )) { الترمذي } ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن )) { الترمذي } .
فمن اتقى الله عز وجل فسيحاسب نفسه كل يوم بل كل ساعة ولحظة وذلك لخوفه من الجبار سبحانه يرجو مغفرة ربه ورحمته ، ويطلب انشرح صدره بإذن ربه ، والتقوى ليست كلمة تقال ، بل لابد أن يظهر على صاحبها آثارها من خوف من الله ومراقبة له سبحانه في كل أعمال الإنسان ، وإخلاص في القول والعمل ، فمن اتقى الله فقد استبرأ لدينه وعرضه ، قال تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون 102) )) [ آل عمران ]  .

2-    المحافظة على الصلوات المفروضه :
الصلاة هي الصلة بين العبد وربه ، فإذا حافظ المسلم على جميع صلواته جمعة وجماعات في بيوت الله تعالى قويت الصلة بينه وبين خالقه سبحانه ، وسادت الألفة مجتمعات المسلمين ، وانشرحت بذلك الصدور وأصبح  ذلك المحافظ على صلاته في حفظ الله سبحانه وفي رعايته ، كيف لا ؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( من صلى الصبح فهو في ذمة الله ، فانظر يا بن آدم ، لا يطلبنك الله من ذمته بشئ )) [ مسلم ] . وقال صلى الله عليه وسلم : (( لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها )) [ مسلم ] .
فمن حافظ على أداء الصلوات المفروضه في أوقاتها حيث ينادى لها كانت له بإذن الله تعالى برهان ونور ، وانشراح في الصدور ، وحرز من كل مكروه ، وأصبح طيب النفس صافي المزاج مقبل على كثير من العبادات والطاعات بكل نشاط وهمة لأنه في ذمة الله تعالى ومن كان في ذمة الله فلن يضيعه الله بل سيحفظه ويرعاه لأنه حفظ أوامر الله واجتنب نواهيه فحفظه الله عزوجل .
والصلاة هي الحد الفاصل بين الكفر والشرك وبين الإسلام فمن تهاون بها فهو إلى أهل الكفر والإلحاد والشرك أقرب ، قال صلى الله عليه وسلم : (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر )) ، [ الترمذي ] . وقال صلى الله عليه وسلم : (( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة )) [ مسلم ] .

3-    قراءة القرآن بالتدبر :
تدبر القرآن هو المقصود من إنزاله ، وليس مجرد التلاوة بلا فهم ولا تدبر ولا تعقل قال تعالى : (( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب (29) )) [ص] ، وقال تعالى : (( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها (24) )) [ محمد ] ، وقال تعالى : (( إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون (3) )) [ الزخرف ] ، فقراءة القرآن بالتدبر تزيد القارئ معرفة بربه وتبصرة بالحلال والحرام ، وتعطيه فرقاناً ونوراً يفرق به بين الهدى والضلال والغي والرشاد ، وتعطيه قوة في قلبه وحياة واسعه وانشراحاً في صدره وبهجة وسروراً فيصبح في شأن والناس في شأن آخر . فلا تزال معاني كتاب الله عز وجل تنهض بالعبد إلى ربه وتحذره وتخوفه من وعيد الله عز وجل ، وتزيله وتبعده عن طرق الشر ومصائد الشيطان ووساوسه ، فكلما أراد أن يقع في كمائن أعداءه نادته آيات الله : الحذر الحذر : فاعتصم بالله ، واستعن بالله ، وقل حسبي الله ونعم الوكيل .
ففي تأمل القرآن وتدبره وتفهمه أضعاف مضاعفة من الحكم والفوائد فهو أعظم الكنوز على الإطلاق .
 قال صلى الله عليه وسلم : (( لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة )) [ مسلم ]
وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : كان رجل يقرأ سورة الكهف ، وعنده فرس مربوط بشطنين ( حبلين ) ، فتغشته ( علته ) سحابة فجعلت تدنو منه ، وجعل فرسه ينفر منها ، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، فقال : (( تلك السكينة تنزلت للقرآن )) { متفق عليه } .
فصاحب القرآن منشرح الصدر ، حي القلب ، طاهر السريرة ، نقي الظاهر والباطن لأنه في قراءته تغشاه السكينة وتحفه الملائكة وتنزل عليه الرحمة ، أمامن كان كتابه الشاشات والمجلات الخليعة والمسلسلات الهابطة فصدره ضيق ، وقلبه ميت ، وسريرته مريضه ، فهو في تعاسة . فاختر لنفسك أخي الكريم أي الطريقين تريد طريق الضيق أم طريق الانشراح !!

4-    مجالسة الصالحين وحضور حلق الذكر :
فهم القوم لا يشقى بهم جليسهم ، فإن لم تخرج من مجالسهم بخير فلن تخرج بإذن الله بشر أبداً ، قال صلى الله عليه وسلم : (( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده )) { مسلم } .
ففي مجالسة الصالحين الخير الكثير وانشراح الصدور ، والفرح والسرور ، عن أبي واقد الحارثي بن عوف رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بينما هو جالس في المسجد والناس معه ، إذ أقبل ثلاثة نفر ، فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذهب واحد ، فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأما أحدهما فرأى  فرجة  في الحلقة فجلس فيها وأما الأخر فجلس خلفهم ، وأما الثالث فأدبر ذاهباً ، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : (( ألا أخبركم عن النفر الثلاثة ؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله إليه ، وأما الآخر فاستحيا ، فاستحيا الله منه ، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه )) { متفق عليه } .
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على حلقة من أصحابه فقال : (( ما أجلسكم ؟ قالوا : جلسنا نذكر الله ، ونحمده على ما هدانا للإسلام ، ومن به علينا . قال : [ آلله ما أجلسكم إلا ذاك ؟ قالوا : والله ما أجلسنا إلا ذاك . قال : أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم ملائكته )) [ مسلم ] .
فياله من عمل قليل وفضل عظيم ، فقط أن يحضر الإنسان حلق الذكر فيباهي به الله ملائكته ؟ لابد أن يكون في هذه الحلق انشرح للصدور بإذن الرحيم الغفور .


5-    التطوع :
ينبغي أن يحافظ الإنسان على السنن الرواتب في الصلاة ففيها خير عظيم من رب العرش الكريم ، فعن أم حبيبة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة )) { مسلم } . وهذه السنن هي سنة الفجر والظهر والمغرب والعشاء .
كذلك المحافظة على صلاة الضحى ، قال صلى الله عليه وسلم : (( صلاة الأوابين حين ترمض الفصال )) { مسلم } والأوابين : الرجاعين من الغفلة إلى الحضور ومن الذنب إلى التوبة .
ومن التطوع  سنة الفجر أي السنة القبلية للفجر ، قال صلى الله عليه وسلم: (( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها )) { مسلم } ، فإذا كان هذا الأجر والثواب العظيم لمن صلى سنة الفجر ، فما بالنا بمن صلى صلاة الفجر ؟
ومن التطوع صلاة الوتر ، قال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن )) { أبو داود والترمذي } .
كذلك من التطوع صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله )) { متفق عليه } .
ومن التطوع في الصيام ، صيام أيام البيض ، وصوم يوم عرفه ، ويوم عاشورا ، وصيام ستة أيام من شوال ، وصوم العشر الأول من ذي الحجة وصوم يومي الاثنين والخميس .
ومن التطوع التتابع بين الحج والعمرة ، فالحج يكفر جميع الذنوب ويعود الحاج كيوم ولدته أمه ، والعمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما إذا اجتنب الإنسان الكبائر فهي تكفر الصغائر من الذنوب ، فلا تستهون الصغيرة فإن الإصرار على الصغائر يجعلها كبائر .
ومن التطوع الصدقة وكثرة الإنفاق في سبيل الله عز وجل .
وبالجملة التطوع كثير وكثير ، فمن لازم ذلك فهو قريب من ربه ، بعيد عن الهوى والشيطان ، فصلته بربه قويه ، وصدره في انشراح وحياته كفاح إلى أن يحصل على النجاح المؤدي للفلاح والفوز بالجنة والنجاة من النار .
6-    المحافظة على الأذكار :
وهي ما ذكرناه في بداية الكتاب فلتراجع لأهميتها وفائدتها .
ثم نأتي إلى موضوع مهم نختم به الكلام عن ضيق الصدر ألا وهو ماذا نقرأ على من يشكو من ضيقٍ في صدره ، تقرأ الآيات التالية في زيت زيتون ويدهم بها الصدر وما يقابله  من الظهر ، وكذلك الماء ويشرب ، والآيات هي :
1)  أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم        بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين *
2)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        الله لا إله إلا هو الحي القيوم لاتأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم *
3)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير * آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولاتحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين *
4)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون *
5)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين *
6)  بسم الله الرحمن الرحيم      ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك * فإن مع العسر يسراً * إن مع العسر يسراً * فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب *
 7) بسم الله الرحمن الرحيم      قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد *
8) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد *
9) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس *
وبعد قراء ة هذه الآيات يتم بعدها قراء ة الأذكار التي هي في نهاية الكتاب وهي بعنوان تحصينات نافعة حتى تتم الفائدة إن شاء الله تعالى .
 
[ فصل ]
[11] عسر الولادة :
يتعسر على بعض النساء ولادتهن بسبب أو بآخر ، فتتزايد مع ذلك التأخر الآلام النفسية والجسدية ، وكل ذلك بقدر الله وحكمته ، وهي مجزية على صبرها وتحملها خيراً كثيراً بإذن الله تعالى ، وهناك طريقة وعلاج لذلك العسر نلخصه فيما يلي :
تكتب الآيات التالية في ماء وتشرب ، لعل الله أن ينفع بها والآيات هي :
بسم الله لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين .
1) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها *
2) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون *
   

 [12] الغضب :
وهو مرض يتسم به البعض من الناس ممن لا يستطيعون التحكم بأنفسهم فتصبح الحياة معهم جحيم لا يطاق ، بسبب عدم تحملهم وسرعة ثورانهم لأتفه الأسباب مما قد سبب فرقة بين الرجل وأهله ، أو القطيعة بين الناس ، وذلك بسبب ما يبثه الشيطان ـ أعاذنا الله منه ـ في قلب ذلك الشخص فيشحنه ويدفعه لارتكاب بعض الأمور التي سيندم عليها صاحبها فيما بعد ، وهذا مما لا شك فيه أنه جهل ينبغي لمن اتصف به أن يروض نفسه ويعودها على التحمل والصبر والجلد ، بل يجب عليه أن يكظم غيظه ويحبسه حتى لا يقع فيما لا تحمد عقباه ، ولهذا قال الله تعالى : [ والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ] ( آل عمران 134 ) ، ولقد أنزل الله في كتابه العزيز شفاءً لذلك الداء ، فقال الله تعالى : [ وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ] ( فصلت 36 ) ، فمن نابه شئ من الغضب فعليه أن يسرع بالاستعاذة من الشيطان الرجيم ، لأنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون .
وكذلك فقد حذر النبي صلى الله وسلم من الغضب وأوضح كيفية الخلاص منه والعلاج اللازم لذلك .
قال سليمان بن صرد : كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان ، أحدهما قد احمر وجهه وانتفخت أوداجه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : { إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد ، فقالوا له : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فقال : وهل بي من جنون } ( متفق عليه ) .
 وهناك أمور يتبعها الإنسان إذا غضب :
1- إن كان قائماً فعليه أن يجلس .
2- وإن كان جالساً فعليه أن يضطجع .
3- عليه أن يتوضأ .
4- وإن كان الغضب على أهله فعليه أن يخرج من بيته حتى يهدأ .
5- أن يكثر الغضبان من الاستغفار .
6- أن يكثر من قراء ة القرآن .
7- أن يصلي ما شاء الله له ذلك .
 فعلى الإنسان أن يملك نفسه عند الغضب ولا يُطلق لها العنان فتحدث العواقب الوخيمة ، والنتائج السيئة ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : { ليس الشديد بالصرعة ، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب } ( البخاري ومسلم ) .
وما أجمل الحلم والأناة ، فالحلم ماكان في شيء إلا زانه ، ولا نزع من شيء إلا شانه .

[13] الشلل و صعوبات المشي :
يقرأ في زيت الزيتون والماء الآيات والأذكار من السنة ويدهن بها موضع المرض ، والآيات هي :
1)  أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم           بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين *
2)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        الله لا إله إلا هو الحي القيوم
     لاتأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم *
3)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير * آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفساً إلا وسعاها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولاتحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين *
4) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين *
5)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      واذكر عبدنا أيوب إذا نادى ربه أني  مسني الشيطان بنصب وعذاب * اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب *
6)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم       لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم *
7) بسم الله الرحمن الرحيم      قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد *
8) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد *
9) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس *
وبعد قراء ة هذه الآيات يتم بعدها قراء ة الأذكار التي هي في نهاية الكتاب وهي بعنوان تحصينات نافعة حتى تتم الفائدة إن شاء الله تعالى .

فائدة :
وقد جَرَّبْتُ هذه القراءة المباشرة على فتاة صغيرة ، كانت تعاني من الشلل ، وقد عولجت في أكبر المستشفيات ، وكلفت الآلف من الريالات ولم تجد معها نتيجة ، فاستخدمت معها الزيت المقروء عليه الآيات السابقة وغيرها ، فبرأت بإذن الله تعالى ، فاللهم لك الحمد كله ، ولك الشكر كله ، وإليك يرجع الأمر كله ، علانيته وسره ، ولله الحمد من قبل ومن بعد .

[14] الخوف والخفقان :
تقرأ الآيات في زيت الزيتون ويدهن بها الصدر وما يقابله من الظهر ، وتقرأ أيضاً في ماء وتشرب ، والآيات هي :
1)  أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم           بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين * 
2)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        الله لا إله إلا هو الحي القيوم لاتأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم *
3)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير * آمن الرسول بما أنزل إليه منم ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفساً إلا وسعاها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولاتحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين *
4)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب *
5)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم       وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم *
6)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم       إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور *
7)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم       الم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً *
8) بسم الله الرحمن الرحيم      قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد *
9) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد *
10) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس *
وبعد قراء ة هذه الآيات يتم بعدها قراء ة الأذكار التي هي في نهاية الكتاب وهي بعنوان تحصينات نافعة حتى تتم الفائدة إن شاء الله تعالى .

[15] السحر :
السحر حقيقة لا خيال ، قال تعالى : { وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم } ( يونس79 ) ، وقال تعالى : { فألقي السحرة ساجدين } ( الشعراء46 ) والآيات في ذلك كثيرة معلومة لا ينكرها إلا جاهل أو معاند مكابر ، وأما الأحاديث فقوله صلى الله عليه وسلم : [ اجتنبوا السبع الموبقات ، وذكر منها ، السحر ] ( متفق عليه ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : [ حد الساحر ضربه بالسيف ] ( رواه الترمذي ) ، وقد ذكر بعض أهل العلم أن توبة الساحر فيما بينه وبين ربه إن صحت منه قبلت بإذن الله تعالى ، أما إن ثبت سحره عند الناس فلا توبة له ، لأنه ماكر خادع مؤذ ، لا يؤمن شره وفساده ، فلذلك يجب قتله ولا توبة له في الدنيا ، لما ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أنه كتب قبل موته بشهرين : [ اقتلوا كل ساحر وساحرة ] ( رواه أبو داود وهو صحيح ) ، ولما ورد عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : [ أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها ] ( الموطأ 2/871 بإسناد صحيح ) .
 والسحر يؤثر في المسحور إذا أصيب به ، وقد يقتله ، وتعلمه والعمل به أو طلب العلاج عن طريقه حرام ، لا يجوز ، بل يجب الحذر من ذلك لأنه قد يؤدي بصاحبه إلى الكفر والعياذ بالله
وهناك سبل وقائية مبدئية يتبعها الإنسان حفاظاً على نفسه وأهل بيته من شرور الإنس والجن ، وقد ذكرتها في أول الكتاب وآخره فلتراجع للفائدة ، ومنها :
 العجوة :
قال صلى الله عليه وسلم : [ من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر ] ( متفق عليه ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : [ من أكل سبع تمرات مما بين لا بيتها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسي ] ( متفق عليه ) .
وعجوة المدينة أفضل من غيرها لما لها من خاصية وميزة عب بقية العجوة الأخرى ، لأن عجوة المدينة من غراس النبي صلى الله عليه وسلم .
ومما يعالج به السحر ، وكذلك المربوط عن أهله ، بأن يؤخذ سبع ورقات سدر ، وتدق بين حجرين أو في النجر أو غير ذلك ، ثم يوضع عليها ماء بنحو عشرين لتراً ، أي ما يكفي للشرب منه والاغتسال ، ثم يُقرأ عليها الآيات التالية :
1- أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم           بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين *
2- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        الله لا إله إلا هو الحي القيوم
     لاتأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم *
3- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير * آمن الرسول بما أنزل إليه منم ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفساً إلا وسعاها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولاتحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين *
4- وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون * فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين * وألقي السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين *
5- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم * فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون * فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون *
6- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى * قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنه تسعى * فأوجس في نفسه خيفة موسى * قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى * فألقي السحرة سجداً * قالوا آمنا برب هارون وموسى *
7- بسم الله الرحمن الرحيم      قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد *
8- بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد *
9- بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس *
10- بسم الله الرحمن الرحيم      قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين *
وبعد قراء ة هذه الآيات يتم بعدها قراء ة الأذكار التي هي في نهاية الكتاب وهي بعنوان تحصينات نافعة حتى تتم الفائدة إن شاء الله تعالى .
نصائح مهمة :
من أجل أن يتم العلاج ويكون نافعاً بإذن الله تعالى لا بد من توفر هذه الأمور ، وهي في حقيقتها نصائح ينبغي اتباعها من قبل المريض حتى يتم الشفاء ومن هذه النصائح :
1- المحافظة على الصلوات الخمس جماعة في المساجد .
2- قراءة سورة البقرة في كل غرفة من غرف المنزل لمدة سبعة أيام متوالية .
3- تحصين الزوجة والأولاد بالتحصينات النافعة بإذن الله تعالى ، وهي التي ذكتها في أول الكتاب فراجعها لتتم الفائدة المرجوة منها بإذن الله رب العالمين .  
أماكن وجود السحر :
قد يكون السحر مستقراً في المعدة ، فإذا كان ذلك نفع فيه بإذن الله تعالى شربة ( السنا ) وهي مجربة نافعة بإذن الله ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ لو أن شيئاً كان فيه شفاء من الموت لكان السنا ] ( رواه الترمذي ) .
طريقة تحضير السنا :
توضع شربة السنا في قدر به لتر من الماء ، ثم تغلى على النار ، وبعد غليها تصفى من التفل ، وتترك لتبرد ، ثم يشرب منها المريض مقدار ثلاثة أكواب على الريق ، ويمكن أن يضاف لها عسل النحل لتحليتها ، بعدها يحس المريض بإسهال شديد وقد يكون مصحوباً بمغص خفيف، ولكن بدون التهاب في الأمعاء ، فإذا بدأ مفعول شربة السنا في العمل ، فإنه يستفرغ جميع ما في البطن من فضلات ، وبذا تخرج المادة السحرية بإذن الله تعالى ، وهي مجربة نافعة ، ويمكن أن يجصر كوب ماء مغلي ويضع فيه قليلاً من ورق السناء ويخلطه ثم يترك ليبرد ثم يشرب بعد ذلك ، والله المستعان وعليه التكلان .
وأما إذا كان للسحر تأثيراً في الرأس فعلاجه يكون بالحجامة وقد تقدمت الأحاديث الواردة في فائدة الحجامة ، وهي نافعة بإذن الله تعالى في مثل هذه الحالات .
وكذلك إذا كان السحر في أي عضو من أعضاء الجسد فيمكن استخراج المادة السحرية منه عن طريق الحجامة ، أو أي طريقة استفراغ كانت من أجل أن يتم استخراج مادة السحر فيبرأ المريض بإذن عز وجل .

[16] المس :
ويكون ذلك بدخول الجان إلى جسد الإنسان ، وهذه حقيقة لا شك فيها ، ولا ينكرها إلا جاهل مكابر ، ولقد ثبت مس الجان للإنسان بالقرآن ، قال تعالى في وصف أكلة الربا حين يقومون من قبورهم يوم القيامة : { لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس } ( البقرة275 ) ، وقال عليه الصلاة والسلام : [ إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ] ( متفق عليه ) .
أسباب تسلط الجن على الإنس :
1)     عن طريق السحر :
ويكون ذلك عن السحرة ، لإيذاء إنسان معين مقابل مبالغ يأخذونها من ضعاف النفوس ، فيؤذون الأبرياء من الناس    ظلماً وعدوناً .
2)     ظلم الجني للإنسي :
ويحدث ذلك من جهلة الجن وسفهاؤهم ، ظلماً وعبثاً .
 3) عشق الجني للإنسي .
 4) عقاب الجني للإنسي :
 فقد يؤذي الجني الإنسي بسبب خطأ يرتكبه الإنسي وهو لا يعلم ، فينتقم الجني من الإنسي بأكثر مما يستحق ، بل قد يصل الأمر إلى قتل الإنسي ، ومما قد يؤذي به الإنسي الجني خطأ : أن يقع عليه ، أو يصب عليه ماءً حاراً ، أو يبول عليه ، أو يرمي عليه حجراً . فقبل أن يفعل الإنسان أي أمر من تلك الأمور أو غيرها فعليه أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، ويستعيذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، وغير ذلك من الأذكار الواردة في أول الكتاب .
أسباب دخول الجان في جسد الإنسان :
1)     الفرح الشديد .
2)     الخوف الشديد .
3)     الغضب الشديد .
4)     البعد عن الله تعالى .
فإذا عرف المريض بالمس وتأكد المعالج من ذلك فيقرأ عليه الآيات التالية :
1)  أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم           بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين *
2) بسم الله الرحمن الرحيم  الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى
 للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون *
3) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم * إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما
أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون *
4)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        الله لا إله إلا هو الحي القيوم لاتأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم * لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم * الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون *
5)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير * آمن الرسول بما أنزل إليه منم ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفساً إلا وسعاها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولاتحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين *
6) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم *
7) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين * ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين * ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمت الله قريب من المحسنين *
8) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم * ومن يدع مع الله إلـهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون * وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين *
9) بسم الله الرحمن الرحيم    والصافات صفاً * فالزاجرات زجراً * فالتاليات ذكراً * إن إلهكم لواحد * رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق * إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب * وحفظاً من كل شيطان ما رد * لا يسمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من جانب * دحوراً ولهم عذاب واصب * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب *
10)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم       وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم * يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم * ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين *
11)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم       يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران * فبأي آلاء ربكما تكذبان *
12)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم       لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم *
13)  بسم الله الرحمن الرحيم       قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً * يهدي إلى الرشد فأمنا به ولن نشرك بربنا أحداً * وأنه تعالى جد ربنا ما تخذ صاحبة ولا ولداً * وانه كان يقول سفهينا على الله شططاً * وانا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذباً * وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً * وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحداً * وأن لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرساً شديداً وشهباً * وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً *
14)  بسم الله الرحمن الرحيم          ويل لكل همزة لمزة * الذي جمع مالاً وعدده * يحسب أن ماله أخلده * كلا لينبذن في الحطمة * وما أدراك ما الحطمة * نار الله الموقدة * التي تطلع على الأفئدة * إنها عليهم مؤصدة * في عمد ممدة *
15) بسم الله الرحمن الرحيم      قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد *
16) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد *
17) بسم الله الرحمن الرحيم      قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس *
وبعد قراء ة هذه الآيات يتم بعدها قراء ة الأذكار التي هي في نهاية الكتاب وهي بعنوان تحصينات نافعة حتى تتم الفائدة إن شاء الله تعالى .

[ 17 ] التهاب الكبد الوبائي أ :
وهذا الالتهاب له ثلاث أنواع : أ ، ب ، ج أو A ,B,C ، وأسهل هذه الأنواع هو النوع (أ) ، وعلاجه يكون بما يلي :
أولاً: الراحة التامة ، لأن كثرة الحركة تؤثر على الكبد، فتحتاج الكبد لراحة تامة في الفراش .
ثانياً : البعد عن الدسم أو التقليل منه قدر الإمكان .
ثالثاً : تناول الأطعمة المسلوقة ، والمشوية الخالية من الدهن تماماً .
رابعاً : شُرب العصيرات الطازجة .
خامساً : البعد عن الغازيات ، والأطعمة المغلفة .
سادساً : وهو أهم العلاج وأنفعه ، استخدام العسل والحبة السوداء وماء زمزم ، وقد جُربت هذه الأشياء فنفع الله بها .
وليعلم الجميع أن أسباب الإصابة بهذا المرض هو تناول الأطعمة الملوثة ، كأكل المطاعم المكشوفة ، وأكل المدارس وهو أخطرها على الطلاب والطالبات ، لذا يجب على الآباء والأمهات الاهتمام بصحة أبنائهم وبناتهم ، وإعطائهم أطعمة من البيت ، وعدم السماح لهم بشراء أطعمة المدارس لأنه قد بان ضررها وانكشف خطرها .
فائدة مهمة :
على الآباء والأمهات أن يعزلوا المريض عن بقية أخوته حتى لا يصابوا بالمرض نفسه ، بحيث يتم عزل المريض في غرفة خاصة ، ويكون له أطباقاً وملاعق وألبسة خاصة به ، تُرمى بعد كل وجبة ، وعندما تتسخ الملابس ، لأن العدوى تنتقل بطرق كثيرة ، منها اللمس ، والتنفس ، واستخدام دورة المياه بعد المريض ، وعلى كل أنصح الجميع بمراجعة الطبيب لمعرفة معلومات أكثر عن هذا المرض والحذر منه ، والله سبحانه يتولى الصالحين ، ويشفي مرضى المسلمين .

[ فصل ]
 أمراض طارئة وعلاجها :
هناك أمراض طارئة قد تصيب الإنسان في وقت لا يستطيع معه الذهاب إلى المستشفى أو دور الرعاية الصحية الأولية ، إما لضيق الوقت ، أو لبعده عن أماكن العلاج ، أو غير ذلك من الأسباب ، فإنني أضع بين يدي القارئ الكريم هذه العلاجات النافعة بإذن الله تعالى وهي من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وهي نافعة مجربة .
 ومن هذه الأمراض :

[1] الجَرح والقرحَة :
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح ، قال بأصبعه هكذا ووضع سفيان سبابته بالأرض ، ثم رفعها ، وقال : { بسم الله ، تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا } ( البخاري ومسلم ) .
وقال العلامة بن القيم  رحمه الله : [ ومعنى الحديث : أنه يأخذ من ريق نفسه على أصبعه السبابة ، ثم يضعها على التراب ، فيعلق بها منه شيء ، فيمسح بها على الجرح ، ويقول : بسم الله ، تربة أرضنا بريقة بعضنا يُشفى سقيمنا بإذن ربنا ، لما في ذلك الكلام من بركة ذكر اسم الله ، وتفويض الأمر إليه ، والتوكل عليه .
وهذا علاج نافع سهل ميسر ، لا سيما إن كان التراب قد غسل وجفف ].
وبعد ذلك يقرأ الدعاء المذكور في [4] الألم والوجع لنفعه المتعدي بإذن الله الباري .

[2] الدورة الشهرية :
المقصود بذلك ، النزيف ، وكثرة الدم الخارج من الرحم أو غيره ، إما بسبب الدورة الشهرية ، أو الاستحاضة ، وأياً كان نوع الدم الخارج ، فتقرأ الآيات التالية على زيت الزيتون أو زيت الحبة السوداء أو الماء ، ثم يدهن بها البطن وما يقابله من الظهر ، ويشرب الماء ، والآيات هي :
1)  أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم           بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين * 
2)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم        الله لا إله إلا هو الحي القيوم لاتأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم *
3)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم      لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير * آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق  بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير * لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولاتحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين *
4)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم       وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم *
5)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم       ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً *
6)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم     وقيل يا أرض ابلعي ماءك وياسماء أقلعي وغيض الماء  *
وبعد ذلك يقرأ الدعاء المذكور في [4] الألم والوجع لنفعه المتعدي بإذن الله الباري .

[3] اللدغة :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : انطلق نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها ، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب ، فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم ، فلُدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعلهم أن يكون عندهم بعض شيء ، فأتوهم فقالوا : يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء فهل عند أحد منكم من شيء ؟ قال بعضهم : إني والله لأرقي ، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا ، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلاً . فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق يتفل عليه ويقرأ : الحمدلله رب العالمين ، فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به من قلبه ( أي ما به وجع ) ، فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، وقال بعضهم : اقسموا فقال الذي رقى : لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فنذكر له الذي كان ، فنظر الذي يأمرنا ، فقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكروا له ، فقال : { وما يدريك أنها رقية ؟ ثم قال : قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهماً ، وضحك النبي صلى الله عليه وسلم } ( البخاري ومسلم ) .
فمن أنفع العلاجات للسعة واللدغة بإذن الله تعالى أن يُقرأ عليها سورة الفاتحة وينفث على المريض من ريقه .
وكذلك تهرس التمرة على مكان اللسعة أو اللدغة أو القرصة إن كانت من أثر حشرات سامة .

[4] الألم والوجع :
عن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه أنه شكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً يجده في جسده منذ أسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ضع يدك على الذي تألم من جسدك ، وقل : بسم الله ( ثلاثاً ) ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر } ( مسلم ) .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ بعض أهله ، يمسح بيده اليمنى ، ويقول : { اللهم رب الناس ، أذهب البأس ، واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاءك ، شفاء لا يغادر سقماً } ( البخاري ومسلم ) .


[5] الرعاف :
تقرأ الآية التالية على ماء وزيت زيتون : [ وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر ] ( هود44 ) ، ويدهن بها الجبهة ، ويشرب الماء ويستنشق به استنشاقاً خفيفاً ، وبإرادة الله وقوته يحصل الشفاء .
وبعد ذلك يقرأ الدعاء المذكور في [4] الألم والوجع لنفعه المتعدي بإذن الله الباري .

[6] ألم الضرس :
تقرأ الآيات التالية على ماء أو زيت زيتون ، أو على زيت الحبة السوداء ( الشونيز ) ، أو ماء زمزم ، ويشربها المريض ، ويدهن بها مكان الألم ، والآيات هي :
1)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم       قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون *
2)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم       وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم *
3)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم       الم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً *
4)  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم       وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون *
وبعد ذلك يقرأ الدعاء المذكور في [4] الألم والوجع لنفعه المتعدي بإذن الله الباري .

 
[ فصل ]
أمراض وأدوية :
هناك فوائد جمة وكثيرة لبعض الأدوية التي يستخدمها الإنسان في طعامه وهي من الطعام ومنها : عسل النحل ، والتمر ، الحبة السوداء ، وسوف نستعرض بعض الأمراض وكيفية علاج كل منها بواسطة كل من الأدوية السابقة والشفاء والمعافاة من الله جل جلاله وتقدست أسماؤه ، وكل ما يطلب من أجل الشفاء ما هو إلا وسيلة وسبب يطلب من الله تعالى لغرض العلاج . ومن هذه الأمراض والأدوية ما يلي :
1)     الحساسية :
أضف على فنجان من العسل فازلين ودهن العود ، ويدهن المكان الموجود به الحساسية ، تجنب كل ما يدعو إلى الحساسية من مثيرات ، ويفضل أن يؤخذ ملعقة عسل يومياً على الريق ، وهذه الملعقة تكون من عسل صافي ليس مخلوطاً معه شيء .
ومما ينفع في علاج الحساسية أيضاً أكل التمر يومياً بقدر سبع تمرات .

2)     الدوالي :
تدهن الدوالي ثلاث مرات يومياً بالعسل الطبيعي الأصلي ، مع شرب ملعقة بعد كل أكل .

3) تقوية الشعر :
يمزج مقدار من العسل بنصفه من زيت الزيتون ويسخن قليلاً ، ثم يدعك به الشعر ( مرة في الشهر ) ويغسل بعد وقت قصير .
ومما يوقف تساقط الشعر ، أن تغسل فروة الرأس بالليمون ويترك لمدة ربع ساعة ، ثم يغسل بالماء والصابون وينشف جيداً ، ثم يدهن الرأس بزيت الحبة السوداء لمدة أسبوع ، وسوف يتوقف تساقط الشعر بإذن الله تعالى .


4) تليف الكبد :
ينصح الأطباء بتناول عشرة ملاعق كبيرة من العسل يومياً ، حيث وجد أن العسل يزيد من قدرة الخلايا الباقية في الكبد والتي لم يصبها التليف وبذلك تستطيع الكبد مواصلة نشاطها ووظائفها ، على أن يستمر المريض في تناول العسل لفترات طويلة حتى لا تعود له العلة ثانية .

5) السعال :
يمزج فنجان عسل بشدة مع ملعقة صغيرة زنجبيل وعصير ليمونة واحدة لمدة ربع ساعة ، ثم يؤخذ المزيج .

6) التبول اللاإرادي :
يعطى الطفل ملعقة صغيرة من العسل قبل النوم مباشرة ، وهذه تسكن الجهاز العصبي عند الطفل ، كما تعمل على امتصاص الرطوبة وبالتالي يمتص الماء من الجسم ويحتفظ به طيلة مدة النوم ، وبهذه الطريقة يريح الكلى أيضاً .

7) بثور الفم واللسان :
يؤخذ مزيج من العسل والليمون في ملعقة صغيرة وتحفظ في الفم أطول فترة ممكنة .

8) لتسنن الأطفال :
يمزج قليل من العسل مع عصير الليمون الحامض ، وتدلك به لثة الطفل لتسهيل خروج الأسنان ، ودلك ما تحت لسان الطفل بالعسل مع الملح يفيد في علاج تأخر الكلام عند الأطفال .

9) حب الشباب :
يدهن الوجه بالعسل ويبقى لمدة ربع ساعة ، ثم يغسل الوجه بماء دافئ ، ويجفف ثم يدهن بقليل من زيت الزيتون ، وتكرر العملية لمدة أسبوع .
ويمكن أن يمزج مقدار من العسل بمثله من عصير الجزر ويدلك الوجه بالمزيج كل يوم ، ومما ينفع أكل المزيج .
ومما يفيد في حب الشباب ، تعجن حبة سوداء ناعمة في زيت سمسم مع ملعقة دقيق القمح ، ويدهن بالخليط المعجون الوجه صباحاً ومساءً ، ثم يغسل بماء دافئ وصابون لمدة أسبوع .

10) البرص والبهاق :
يخلط العسل بالنشادر ، ويدهن به يومياً وباستمرار ، وبإذن الله تعالى سيتم الشفاء من البرص والبهاق تماماً .
ومما يفيد في علاج البرص والبهاق أيضاً ، أن يدهن مكان البهاق بخل التفاح وبعد ذلك يدهن المكان بزيت الحبة السوداء لمدة خمسة عشر يومياً .

11) أمراض الأذن :
يمزج العسل بالماء مع قليل من الملح ويقطر به في الأذن قبل النوم يومياً .
ويفيد في ذلك أيضاً ، أن يقطر في الأذن قطرة دهن الحبة السوداء ، فهو ينقيها ويصفيها بإذن الله تعالى .

12) الأورام الخبيثة :
يستعمل غراء النحل ، وذلك بتضميد الورم بالغراء من التنظيف المستمر والتغيير يومياً عليه مع أخذ ملعقة عسل صباحاً ومساءً قبل الطعام .

13) الصدفية :
يحرق سعف النخل حتى يصير رماداً ، ويعجن منه قدر كوب في كيلو عسل نحل ، ويدهن به مكان الصدفية مع كثرة أكل التمر لوجود عنصر الزنك به .

[ فصل ]
تحصينات نافعة :
وهذه التحصينات من الكتاب والسنة ، وهي نافعة بإذن الله تعالى ويُختم بها القراء ة على أي مرض مما سبق وهي تلي القراء ة من القرآن الكريم وسأوردها لمزيد الفائدة :
من الكتاب الكريم :
1-      قال تعالى : { وإذا مرضت فهو يشفين } ( الشعراء 80) .
2-     وقال تعالى : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين }  ( الإسراء 82) .
3-     وقال تعالى : { يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين } ( يونس 57) .
4-     وقال تعالى : { قل هو للذين آمنوا هدىً وشفاء } ( فصلت 44) .
5-     وقال تعالى : { ويشف صدور قوم مؤمنين } ( التوبة14 ) .
6-    وقال تعالى : { يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس } [ النحل 69 ] .

من السنة المطهرة :
(1)    { باسم الله أرقيك ، من كل داء يؤذيك ، ومن شر كل نفس أوعين حاسد ، الله يشفيك ، باسم الله أرقيك } ( مسلم ) .
(2)    { باسم الله يبريك ، ومن كل داء يشفيك ، ومن شر حاسد إذا حسد ، ومن شر كل ذي عين } ( مسلم ) .
(3)    { أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق }  .
(4)    { أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة } .
(5)    { أعوذ بكلمات التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ، ومن شر ما ذرأ في الأرض ، ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارق يطرق بخير يارحمن }  .
(6)    { أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون }  .
(7)    { اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامات من شر ما أنت آخذ بناصيته ، اللهم أنت تكشف المأثم والمغرم ، اللهم لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك سبحانك وبحمدك }  .
(8)    { أعوذ بوجه الله العظيم ، الذي لا شئ أعظم منه ، وبكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، وبأسماء الله الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر كل ذي شر لا أطيق شره ، ومن شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته إن ربي على صراط مستقيم } .
(9)    { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم ، أعلم أن الله على كل شئ قدير ، وأن الله قد أحاط بكل شئ علماً ، وأحصى كل شئ عدداً ، اللهم إني أعوذ من شر نفسي وشر الشيطان وشركه ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم }  .
(10) { تحصنت بالله الذي لا إله هو إلهي وإله كل شئ ، واعتصمت بربي ورب كل شئ ، وتوكلت على الحي الذي لا يموت ، واستدفعت الشر بلا حول ولا قوة إلا بالله ، حسبي الله ونعم الوكيل ، حسبي الرب من العباد ، حسبي الخالق من المخلوق ، حسبي الرازق من المرزوق ، حسبي الله هو حسبي ، حسبي الذي بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه ، حسبي الله وكفى ، سمع الله لمن دعا ، وليس وراء الله مرمى ، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم }  .
 (11) { اللهم رب الناس أذهب البأس أشف أنت الشافي لا شفاء إلا  
         شفائك شفاءٌ لا يغادر سقماً } .

 
[ فصل ]
الأذكار كثيرة جداً ولعلنا ذكرنا أهم ما يحتاجه المسلم في يومه وليلته من أذكار ، وكذلك ذكرنا بعض الأمراض وما يحتاجه المريض من علاج بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وذكرنا أهم الأسباب التي يدفع به الإنسان البلاء والمرض عن نفسه ، وتطرقنا إلى أسباب ضيق الصدر وانشراحه وغير ذلك من الأمور التي لايستغني عنها المسلم والمسلمة في يومه وليلته من أذكار ودعوات .
وما ذكرته في علاج بعض الأمراض هو من سبيل التجربة التي مررت بها واستخدمتها لعلاج بعض تلك الأمراض ، أو ما سمعته أو قرأته ممن أثق به إن شاء الله تعالى ولا أزكي أحداً على الله .
وعموماً إن حصل الشفاء فهذا ما يتمناه كل مريض ومعالج ، وإن لم يحصل ذلك فالحمد لله على كل حال ونعوذ بالله من حال أهل النار ، فالعلاج بكلام الله وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم إن لم يكن فيهما شفاء فلن يكون فيهما داء بإذن الله تعالى .
والسلاح بضاربه ، فلن تنفع قراءة صاحبها لاهٍ غافل ، ولن تنفع قراءة يريد صاحبها الدنيا وبهرجتها ، ولن تنفع قراءة من إنسان مقصر في شعائر دينه عامداً متعمداً ، وكلما كان العمل خالصاً لوجه الله سبحانه كلما كانت فائدته جلية واضحة ، وحصلت منه النتائج المرجوة المتوقعة المثمرة بإذن الله تعالى .
وأسأل الله جلت قدرته أن ينفع بهذا الكتاب جميع المسلمين ، وأن يجعله خالصاً لوجهه سبحانه ، وأن يمن بالشفاء العاجل غير الآجل على كل مسلم ومسلمة ، اللهم اجعل لكل المسلمين الصادقين من كل همٍ فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ومن كل بلاء عافية ، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين ، إنك سميع قريب وبالإجابة جدير .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .


كتبه
يحيى بن موسى الزهراني
إمام الجامع الكبير بتبوك