سريبرينيتسا ذكرى تتجدد مع تأكيد حكم سفّاح البلقان

السوسنة - على إثر ترحيب الأمم المتحدة بقرار القضاء الدولي تأكيد حكم بالسجن مدى الحياة بحق راتكو ملاديتش المعروف بـ"سفاح البلقان" بتهمة ارتكاب جرائم إبادة، تتجدد الذكريات لدى مسلمي البوسنة.
 
وتبرز المحطات في محنة سريبرينيتسا رمز سياسة "التطهير العرقي" التي مارسها صرب البوسنة من 1992 إلى 1995. وبُعيد بداية حصار القوات الصربية لسراييفو في السادس من نيسان 1992، وقعت سريبرينيتسا ومدن وادي درينا (شرق) ذات الغالبية المسلمة في شرق البوسنة بأيدي قوات صرب البوسنة التي كانت تساندها قوات شبه عسكرية قدمت من صربيا.
 
وبعدما فروا خوفا من التطهير العرقي، استعاد مسلمو البوسنة الجيب لكن في نهاية العام، حاصرهم الصرب مجددا وقطعوا الطرق المؤدية إلى المدينة.
 
وبين آذار ونيسان 1993، تم إجلاء نحو 8 آلاف شخص من الجيب الذي كان يتعرض لضغوط متزايدة. وأدت عمليات قصف من قبل قوات صرب البوسنة إلى سقوط عشرات القتلى.
وفي 16 نيسان، وبينما كانت المدينة تتعرض لقصف الدبابات والمدفعية، أعلن مجلس الأمن الدولي سريبرينيتسا “منطقة آمنة”، تحميها قوات الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي. وُقع اتفاق لوقف إطلاق النار ونزع السلاح في اليوم التالي في ساراييفو برعاية “قوة الحماية التابعة للأمم المتحدة” لكن لم يتم احترامه.
ونقلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مواد غذائية وتجهيزات إلى المدينة التي أصبحت الآن منطقة محمية.
 
وفي أيار، أنشأت الأمم المتحدة خمس “مناطق آمنة” أخرى هي ساراييفو وتوزلا وزيبا وغوراجدي وبيهاتش.
في الأول من آذار 1994، تم نشر وحدة قوامها حوالى 450 من جنود حفظ السلام الهولنديين في الجيب حيث تعمل عمليات التناوب في قوة الأمم المتحدة للحماية. وحل جنود الكتيبة الهولندية محل جنود حفظ السلام الكنديين.
 
وفي بداية تموز 1995، هاجمت القوات الصربية البوسنية المواقع البوسنية في جنوب الجيب وشرقه وشماله وسيطرت على مواقع قوة الحماية الدولية في التاسع من الشهر نفسه بعدما أسرت حوالى ثلاثين جنديا هولنديا من قوات حفظ السلام. وباتت الدبابات الصربية بعد ذلك على مسافة أقل من كيلومترين من المدينة.
 
في 11 تموز، قصفت طائرتان من طراز “اف-16” تابعتان للحلف الأطلسي دبابتين صربيتين على مشارف سريبرينيتسا لكن هذا لم يمنع حوالى 1500 جندي بقيادة الجنرال راتكو ملاديتش من الاستيلاء على المنطقة في نهاية النهار.
 
وانسحب معظم جنود حفظ السلام الهولنديين إلى قاعدتهم في بوتوكاري في الشمال، وتبعهم آلاف اللاجئين على أمل الحصول على الحماية هناك.
 
وكان الجيب الذي تبلغ مساحته 148 كيلومترا مربعا ويبلغ عدد سكانه حينذاك 42 ألف نسمة، واستقبل 36 ألف نازح فروا في بداية الصراع من بلدات أخرى في شرق البوسنة.
 
وفور الاستيلاء على بلدة سريبرينيتسا، أمر راتكو ملاديتش بإجلاء المدنيين والنساء والأطفال والمسنين، وأسر جميع الرجال في سن القتال.
 
وفي غضون أيام فقط، أعدم أكثر من 8 آلاف رجل وفتى بشكل تعسفي ودفنوا في حفر جماعية، وقد عثر على رفات الضحايا في نحو ثمانين من هذه الحفر.
 
واعتبارا من 17 تموز، تدفقت الشهادات من لاجئين تحدثوا عن جرائم قتل وتعذيب واغتصاب ارتكبتها القوات الصربية في الجيب وعلى طريق نزوح السكان المدنيين.
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة