هل تعرف حقوق جارك الشرعية؟

السوسنة - امتاز الإسلام بآداب آداب عامة تربط بين الناس، وأرقاها حق الجار، فمن هو جارك؟ وما هي أبسط حقوقه المرعية في الشريعة الإسلامية. 
 
فضيلة الدكتور علي جمعة، مفتي جمهورية مصر العربية الأسبق يجيب باختصار على هذا السؤال بقوله: 
 
يقرر الامام الغزالي ان حق الجار فى الجملة بان يبدأ الانسان جاره بالسلام، ويعوده فى المرض ويعزيه فى المصيبة ويقوم معه فى الضراء ويهنئه فى الفرح ويشترك معه فى السرور به، ويصفح عن زلاته ولا يتطلع الى عوراته، ولا يضيق طريقه الى الدار، ويستر ما ينكشف من أخطائه، ويرشده الى ما يجهله فى أمر دينه ودنياه.
 
وهذه الآداب نتجت عن الوصايا الواسعة التى ذكرها القران الكريم ورصدها الرسول صلى الله عليه وسلم لرعاية الجار فقال تعالى فى سورة النساء ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وبالوالدين احسانا، وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب). 
 
والمقصود بالجار ذي القربى هو الجار من الاسرة، أما الجار الجنب فهو الذي يجاور فى منزل او زراعة دون رحم يربط بينه وبين جاره الا رحم الجوار، والصاحب بالجنب هو الرفيق فى طريق او المجاور فى جلسة.
وقال صلى الله عليه وسلم (ما آمن بى رجل بات شبعانا وجاره جائع وهو يعلم ) رواه الطبراني، وقال ( مازال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت انه سيورثه) رواه البخاري. 
 
القدوة الحسنة 
 
 
قيل للرسول يوما: (ان فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وتكثر الصدقة ولكنها تؤذي جيرانها، قال: هي في النار) رواه احمد والبزار.
 
ويروى ان رجلا جاء الى ابن مسعود فقال: إن لي جارا يؤذيني ويشتمني ويضيق علي، قال اذهب فإنه عصى الله فيك فاطع الله فيه.
ويروى انه كان لأبي حنيفة جار بالكوفة يغني ويطيل الغناء بالليل، وربما ضجر ابو حنيفة من غنائه وهو يشرح لتلاميذه، أو يملي عليهم، وفي احدى الليالي قبض الشرطة على هذا الرجل لإقلاقه الناس وقادوه إلى السجن.. 
 
ولم يسمع أبو حنيفة صوته فى الليلة التالية فسأل عنه فأخبر خبره، وسرعان ما ارتدى ملابسه وذهب الى عيسى ابن موسى امير الكوفة، وقال له: ان لي جارا اخذه عسسك البارحة وحبسوه وما علمت عنه الا خيرا. 
 
قال عيسى :سلموا الى ابي حنيفة كل ما أخذه العسس البارحة، فأطلقوهم جميعا من أجله، فقال الرجل لأبي حنيفة: طالما أزعجتك بغنائي، قال ابو حنيفة: أرجو أن أكون بذلك أديت معك حق الجار.
 
شرور المدنية
 
والقرى مازالت تحافظ على حق الجار أو بعض هذا الحق، ولكن المدن او المدنية اغفلت هذا الحق تماما، حتى أصبح الانسان يعيش فى المدينة ولا يعرف اسم جاره، ولا يؤدي له حقه، وتلك واحدة من الشرور التى طغت على الناس باسم المدنية والحضارة.
 
 




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة