يوم عاشوراء .. فضائل صيامه والاحداث التي وقعت فيه

عمان - السوسنة -  يوم عاشوراء، أو عشوراء بإزالة الالف بعد العين، لتمييزه عن اليهود، هو يوم عظيم حدثت به امورا كبيرة سجلها التاريخ بأحرف من نور .
 
وسمي بهذا الاسم لانه يوم العاشر من محرم، كان يصومه اليهود وكفار قريش، والمسلمون هم أولى الناس وأحق الناس بموسى عليه السلام وبسائر الأنبياء والمرسلين، لأنهم آمنوا بما جاءت به الرسل ولا يفرقون بين أحد منهم، يؤمنون بهم جميعاً، ويحبونهم ويعظمونهم ويحترمونهم، وينصرون دينهم الذي هو الإسلام لله رب العالمين.
.
ومن ابرز الاحداث التي وقعت في هذا اليوم المقدس، ان تاب الله على آدم، ونجى الله سفينة نوح من الغرق،ونجى الله موسى وأغرق فرعون،ونجى الله يونس من بطن الحوت ،وتاب الله فيه  على قوم يونس،وأعطى الله الملك لسليمان عليه السلام، نجى الله أيوب من الضرّ،و حصلت غزوة ذات الرّقاع، في هذا اليوم استُشهد الإمام الحُسين ولهذا يحتفل فيه المسلمين من اتباع المذهب الشيعي .
 
فصيام يوم عاشوراء سَنَّهُ نبينا صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة ورغّب فيه، وفي ذلك من الحكم الكثير ومنها هذه الحكمة العظيمة، وهي أن دين الله تعالى واحد، ونبينا صلى الله عليه وسلم بُعث لإقامته، فهو ليس بدعاً من الرسل، بل جاء مصدِّقاً لما قبله من الكتاب، وأن الرسل إخوة لعلات، دعوا إلى الإسلام الذي أساسه توحيد الله تعالى والإخلاص له، وأنه لا عصبية في الإسلام، وفي ذلك أيضاً أكبر علامة على عالمية هذا الدين وسعة الرحمة فيه، يقول الله تعالى -لنبيه صلى الله عليه وسلم-:(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين) الأنبياء/107.
 
هل يُكره إفراد بيوم عاشوراء بالصوم ؟
 
عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: "لما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول، إنّه يوم تعظّمه اليهود والنّصارى، فقال: إذا كان عام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل حتّى توفّي رسول الله صلى الله عليه وسلم" رواه مسلم.
 
قال ابن تيمية: "لا يكره إفراده بالصوم، ومقتضى كلام أحمد أنه يكره، وهو قول ابن عباس وأبي حنيفة".
 
قال الحافظ ابن حجر: "ما همَّ به من صوم التاسع يحتمل معناه: أنه لا يقتصر عليه بل يضيفه على اليوم العاشر إما احتياطاً له، وإما مخالفة لليهود والنصارى وهو الأرجح، وبه يشعر بعض روايات مسلم، ولأحمد من وجه آخر عن ابن عباس مرفوعاً: (صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود، صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده)، وهذا كان في آخر الأمر.
 
وقال بعض أهل العلم: قوله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم:(لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع) يحتمل أمرين:
 
أحدهما:أنه أراد نقل العاشر إلى التاسع.
 
والثاني:أراد أن يضيفه إليه في الصوم، فلما توفي صلى الله عليه وسلم قبل بيان ذلك كان الاحتياط صوم اليومين.
 
وعلى هذا فصيام عاشوراء على ثلاث مراتب: أدناها أن يصام وحده، وفوقه أن يصام التاسع معه، وفوقه أن يصام التاسع والحادي عشر، والله أعلم".
 
وقال ابن القيم: "والصحيح أن المراد صوم التاسع مع العاشر لا نقل اليوم، لما روى أحمد في مسنده من حديث ابن عباس يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:(خالفوا اليهود، صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده)". وقال: "فمراتب صومه ثلاثة: أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم، وأما إفراد التاسع فَمِنْ نَقْصِ فهم الآثار، وعدم تتبع ألفاظها وطرقها وهو بعيد من اللغة والشرع، والله الموفق للصواب".
 
اما عن فضل صيام يوم عاشوراء فانه  يكفر السنة الماضية لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ " رواه مسلم 1162. وهذا من فضل الله علينا أن أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة والله ذو الفضل العظيم .
 
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم عاشوراء ؛ لما له من المكانة ، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ . " رواه البخاري 1867




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة