فيلسوف بلجيكي: يجب التعامل مع الدين الاسلامي مثل الديانات الاخرى

السوسنة ـ قال الفيلسوف البلجيكي، إدوارد دولريول، أن على العالم الأوروبي والغربي بشكل عام أن يتعمل مع الدين الاسلامي بدات الطريقة التي يتم التعامل بها مع الدينات الآخرى.
 
 وأضاف من خلال التقرير الذي نشر على موقع "الإذاعة والتلفزيون البلجيكي" أن متفائل بخصوص المستقبل رغم وجود تحديات أمام الشباب المسلم.
 
وبخصوص هجمات باريس الإرهابية لعام 2015، قال دولريول إن "الجرح لا يزال موجودا، غير أن المجتمعات لديها قدرة كبيرة على المساعدة في التئام الجرح. مجتمعاتنا الغربية أقوى بكثير مما نعتقد، رغم فوز ترامب، ورغم الشعبوية المنتشرة".
 
 وأضاف أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند صرح قبل سنة، أي غداة هجمات باريس، بـ"ضرورة خوض حرب بلا هوادة ضد الإرهاب، لكن لا نخوضها لأن ذلك يفترض وجود عدو واضح وسعينا وراء الفوز، بل من أجل تحقيق السلم والأمان".
 
وفي ظل تخوف المجتمع من وقوع هجمات إرهابية جديدة، أصبحت مكانة الإسلام في فرنسا وبلجيكا من أكثر المسائل إلحاحا.
 
وفي هذا الصدد، ينبغي أن لا نحاول الإشارة إلى متهم واحد وفق ما أكد أستاذ الدراسات الفلسفية بجامعة لييج البلجيكية، ذاكرا "القول بأن السبب وراء الهجمات ديني محض، وبأن السبب في ذلك هو الدين الإسلامي، اعتقاد خاطئ تماما. نعلم جيدا أن الإرهابيين ليسوا برجال دين، ولم يكونوا في بادئ الأمر متدينيين، كانوا مجرد قلة من المنحرفين".
 
وتابع دولريول: إن "القول أيضا بأن الانحراف والجيل الثاني الضائع، والتمييز والهشاشة الاقتصادية والاجتماعية، سبب في تلك الهجمات، أمر خاطئ أيضا. الأسباب معقدة، وأولئك الذين يحاولون تقديم شروح مختصرة مضللون. وأرى صراحة بأن تلك محاولة لتضليلنا".
 
ورغم الوضع الحالي، شدد الفيلسوف البلجيكي على "ضرورة اعتبار الدين الإسلامي كباقي الديانات الأخرى"، إذ يقتضي ذلك توفير الحقوق نفسها الممنوحة للديانات الأخرى، غير أن "الحقيقة مخالفة لذلك، لأننا لا نجد إلى اليوم برامج مخصصة للدين الإسلامي على إذاعة وتلفزيون القطاع العام".
 
 كما نوه الفيسلوف إلى أن الشباب المسلم في الغرب يواجه تحديات عديدة داخل مؤسساته الدينية أحيانا، "فالإسلام في الدول الغربية ضائع بين عدة توجهات، فهناك الأئمة الذين يرغبون بالحفاظ على الخطاب التقليدي، والفئات الدينية التي تحاول تحقيق مكتسبات سياسية، والفئة العلمانية المطالبة بتحديث الخطاب"، ولذلك يظل الشباب اليافع أحيانا غير قادر على التمييز بين الخطاب المتشدد والوسطي، وقد يجره ذلك أحيانا التيه إلى مسارات غير مرغوب بها.
 
وللتذكير، يبلغ نسبة الجالية المسلمة في بلجيكا حوالي 6 في المئة من مجموع تعداد سكان البلاد، أي قرابة 11 مليون نسمة وفق إحصاء 2013،  ولذلك يعد الإسلام ثاني ديانة رسمية في بلجيكا.