انطلاق فعاليات الاسبوع العالمي للوئام بين الاديان في الاردن

السوسنة - رعى رئيس الوزراء الاردني الدكتور عبدالله النسور الاحتفال الذي اقامته وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية في قاعة الاجتماعات الكبرى بمسجد الشهيد المؤسس الملك عبدالله بن الحسين اليوم الثلاثاء لاطلاق فعاليات الاسبوع العالمي للوئام بين الاديان.

وكانت الجمعية العامة للامم المتحدة اعتمدت المبادرة التي اطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني عام 2010 وخصصت الاسبوع الاول من شهر شباط من كل عام للاحتفال بالاسبوع العالمي للوئام بين الاديان.

واكد وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور هايل عبدالحفيظ داود ان جلالة الملك عبدالله الثاني اطلق 3 مبادرات متكاملة خلال 6 سنوات، الاولى رسالة عمان عام 2004 التي وُجهت الى المسلمين تعرفهم باحكام دينهم وعلاقة المسلمين بغيرهم، وفي 2007 مبادرة كلمة سواء التي تدعو المسلمين مع غيرهم ان يلتقوا على الجوامع والقواسم المشتركة، وفي عام 2010 مبادرة اسبوع الوئام العالمي بين الاديان التي تبنتها الامم المتحدة.

كما اكد وزير الاوقاف ان هذه المبادرات ليست رسائل سياسية فقط بقدر ما هي تعبير عن حقيقة الاسلام الذي يقبل الاخر وهي ليست امرا مبتدعا بل تاكيد على قيم الاسلام مثلما انها ليست استجابة لضغوط الواقع بقدر ما هي انطلاق حقيقي من المفاهيم الحقيقية لهذا الدين.

ولفت الى ان دور العبادة بدل ان تكون منبرا ومنطلقا للحب والتعارف والتعاون على البر والتقوى اصبحت في العديد من الدول والاحيان منبرا للكراهية والدعوة للقتل والعنف ما يستوجب مراجعة لخطابها واولوياتها.

وقال ان هذه المبادرات تعد لنا في وزارة الاوقاف منهجا نلتزم به ونسير على خطاه باعتبار انها فهم متقدم حضاري لهذا الدين ولذلك نحن ندعو الخطباء والائمة الى دراستها وتعميم افكارها ومفاهيمها بين الناس لانها تعبير صادق عن ديننا وكتاب ربنا.

واكد اننا في الاردن نعيش وئاما منذ نشوء الدولة الاردنية ولا نشهد ظاهرة التعصب المذهبي او الطائفي بفضل قيادتنا الهاشمية التي تطلق مثل هذه المبادرات.

من جهته اكد مدير مركز التعايش الديني الأب نبيل حداد ان القيادة الهاشمية اطلقت مبادراتها الرائدة لنشر الاعتدال وخلق جو ايجابي يساعد في صياغة المعايير الاخلاقية والانسانية والاجتماعية المستندة الى القيم الدينية للعلاقة بين اتباع الاديان بعد ان اجتذبت مسألة التحريض على الكراهية الدينية اهتمام الدولة الاردنية ونتيجة لمظاهر التطرف التي ظهرت في المنطقة والعالم في العقدين الاخيرين.

وقال لدينا في الاردن ميثاق غير مكتوب يتسابق في اطاره المسيحيون والمسلمون في الاردن للحفاظ عليه كمنجز متمدن ضد التطرف والكراهية ويشكل وجدانا وطنيا يقترن في ترسيخه ارث الحالة المعاشة مع النص القانوني في الدستور والرؤية السياسية البارزة في المدرسة الهاشمية في الحكم مع هذا السجل الهاشمي الرائد في نشر ثقافة الوئام بين اتباع الاديان الذي مكن الاردن من الريادة في دبلوماسية حوار الاديان والثقافات وشكلت بكليتها انموذجا اردنيا ومنتجا فريدا في التعايش الذي نحمله بفخر الى كل لقاء ونقدمه لكل الناس.

وزاد الاب حداد " وفيما نحتفل بالعيد الثاني والخمسين لميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني نشير الى ان احتفالنا بتاخينا الاردني نقيمه ليس في هذا الاسبوع فقط بل وفي كل واحد من الاسابيع الاثنين والخمسين في كل عام ونؤكد ان أذان الاردنيين لا تستطيب الا الكلمات التي تدعو الى الوئام، فالوئام عند الاردنيين ليس مصطلحا او لفظة مجردة لكنه مسلك يعيشونه ويعني لهم ان يساعدوا الباحثين عن ملجأ " .

واضاف: "ها هي حدودنا الشمالية تثبت ذلك على مرأى من العالم بأسره فجنودنا نسجوا من الاسلاك الشائكة بوابات تؤدي الى الاردن حيث ملاذات الامان وملاجىء الاطمئنان ". وقال لا بد ان نتذكر في الوئام انه في الوقت الذي تعمر فيه المساجد وتشيد الكنائس في بلدنا الغالي تتعرض دور العبادة في دول الجوار الى الهدم والتدمير.

وكان الامين العام المساعد لشؤون الوعظ والارشاد في وزارة الاوقاف الدكتور عبدالرحمن ابداح استعرض بعض اللقطات والصور التي تنظم العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في صدر الاسلام والتي يمكن ان تشكل اساسا لعلاقات ايجابية بينهما في الوقت الحاضر.

وتم خلال الاحتفال عرض فيلم وثائقي عن الوئام بين الاديان والدور الرائد الذي يقوم به الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في نشر مفاهيم الاعتدال والوسطية والحوار بين الاديان.