مفاسد وأضرار كثرة المزاح المذموم - الشيخ ندا أبو أحمد

من مفاسد المزاح المذموم: أنَّه يورث البغضاءَ، ويسلب البَهاء، ويُسقط الوَقار، ويُنبت الغِلَّ، ويقطع الصَّداقات، ويزيح عن الحقِّ، ويُسوِّد الوجهَ، ويُحيي الضَّغينة، ويَزرع الحقدَ، فيفرِّق بين الأخوين، ويتهاجر المتآلفين، ومن المزاح ما يسبِّب العداوةَ والتباغض؛ فإنَّ باب الشرِّ إذا فُتِح لا يُسَدُّ، وسهم الأذى إذا أُرسل لا يَرتد، وقد يُعرِّض العِرضَ للهتك، والدِّماء للسفك"؛ (انظر: روضة العقلاء؛ لابن حبان: ص78 - 80).

 

• ويقول الراغب رحمه الله كما في "فيض القدير" (3/ 14): "المزاح  [1] مسلبةٌ للبهاء، مقطعةٌ للإخاء، فَحْل لا ينتج إلاَّ الشرَّ". اهـ.

 

• يقول السابوري في قصيدته:

شرُّ مزاح المرءِ لا يقالُ

وخيرُه يا صاحِ لا يُنَالُ

وقد يُقَال كثرةُ المزاحِ

من الفتى تدعو إلى التَّلاحي

إنَّ المزاح بَدْؤه حلاوهْ

لكنَّما آخره عَداوهْ

يحقد منه الرجلُ الشَّريفُ

ويجترِي بسُخفه السَّخيفُ

 

• يقول أبو الحسن الماوردي رحمه الله: "اعلم أنَّ المزاح إِزاحةٌ عن الحقوق، ومخرجٌ إلى القطيعة والعقوق، يَصِمُ المازِح، ويؤذي الممازَح؛ فوصمةُ المازح: أن يُذهِب عنه الهيبة والبهاء، ويُجَرِّئ عليه الغَوْغاء والسُّفهاء، وأما أذيَّة الممازَح؛ فلأَنَّه معقوقٌ بقولٍ كريه، وفعلٍ ممضٍّ، إن أمسك عنه أحزن قلبَه، وإن قابَل عليه جانَبَ أدَبَه، فحقَّ على العاقل أن يتَّقيه، ويُنزِّه نفسَه عن وصمةِ مَسَاوِيه". اهـ؛ (أدب الدنيا والدين: ص282).

 

• ويقول الحسين بن عبدالرحمن رحمه الله: "كان يقال: المزاح مَسْلبة للبهاء، مَقْطعة للصداقة"؛ (أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت: ص447).

 

• وكان عمر بن عبدالعزيز رحمه الله يقول: "اتَّقوا الله، وإيَّاكم والمزاح؛ فإنَّه يورِث الضغينةَ، ويجرُّ إلى القبيح...".

 

 

"الألوكة"





آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة