علماء ومفكرون عرب ومسلمون يدعون لمواجهة التطرف والإنحراف الفكري

السوسنة -  دعا علماء ومفكرون عرب ومسلمون مشاركون في مؤتمر دولي عقد في إسلام أباد حول "الاستقامة والاعتدال ودورهما في نهضة المجتمع المسلم الى الحفاظ على وحدة الأمة المسلمة بجميع مذاهبها وطوائفها وأقطارها،و مواجهة تيارات التطرف والإنحراف الفكري التي تقوم بإذكاء العنف في العالم الإسلامي وتأجيج العداوة بين المسلمين وغيرهم من الدول والأمم.

 

كما دعوا في اختتام المؤتمر الذي نظمه المنتدى العالمي للوسطية (مقره في عمان) "بالتعاون مع أكاديمية الشريعة التابعة للجامعة الاسلامية العالمية باسلام اباد وهيئة التعليم العالي بباكستان الى دراسة أدب الخلاف وفقه الائتلاف وادخالها ضمن المناهج الدراسية في الجامعات الإسلامية والمدارس الدينية.
 
وأوصوا في المؤتمرالذي استمر ثلاثة ايام ببث ثقافة التسامح والوسطية والإحترام المتبادل في خطب الجمعة والمواعظ الدينية والتركيز في المنابر التربوية والدينية والإعلامية على غرس القيم وتعزيز حرمة النفس الإنسانية والحفاظ عليها وضرورة التفرقة بين مفهوم الإرهاب الممارس في العديد من الحالات ومفهوم المقاومة المشروعة مشددين على توضيح موقف الإسلام من ظاهرة تكفير المسلمين لبعضهم بعضا وفوضى إصدار الفتاوى دون سند شرعي.
 
وشددوا على إبراز الدور المهم للعالم الإسلامي في المجتمع الإنساني وتأكيد دوره في بناء الحضارة الإنسانية والمشاركة في تقدمها وتفعيل دور المؤسسات التربوية في ترسيخ قيم الوسطية وإحياء فقه المواطنة، وضوابط التعامل مع الآخر من خلال التوجيه الديني والإرشاد الاجتماعي امتثالا لقوله تعالى:" ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن".
 
وقال أمين عام المنتدى العالمي للوسطية المهندس مروان الفاعوري لوكالة الانباء الاردنية (بترا) لدى عودته إلى عمان قادما من باكستان اليوم انه ألقى كلمة رئيسية في المؤتمر افتتحه الذي وزير الدولة للشؤون الدينية لجمهورية باكستان الإٍسلامية فضيلة الشيخ محمد أمين الحسنات، أعرب فيها عن سعادته وامتنانه للباكستان لعقد هذا المؤتمر الهام في اسلام اباد، كما أعرب عن اعتزازه واحترامه للشعب الباكستاني، تاريخاً وحضارة وإنجازات.
 
وقال انه استذكر التضحيات والبطولات التي سطرها الفاتحون الاوائل للباكستان من امثال محمد بن القاسم الثقفي والتي تذكرنا بمخزون امتنا من الابطال الذين رفعوا راية الاسلام خفاقة في العالمين.
 
واضاف الفاعوري : ان هذه اللقاءات تاتي ثماراً لمشروع بدأته نخبة طيبة من اخوانكم في عدد كبير من أقطار عالمنا الاسلامي أرّقها حال أمتها.. فتنادت ووجدت أن الكرامة المهدورة والسيادة المنقوصة واختطاف الحاضر والمستقبل لن يتم عبر ردات الفعل العاطفية السريع وإنما وفق تفكير عميق ونفس طويل ورؤية استراتيجية تؤسس للتطور والعمران وفقه بناء الانسان وتوطين المعرفة وانتاجها بعيدا عن الافراط والتفريط.
 
وكان رئيس المؤتمر مدير عام اكاديمية الشريعة الدكتور محمد طاهر منصوري ألقى كلمةً بين فيها أهمية عاد هذا المؤتمر في ظل الظروف والتحديات التي تعاني منها الأمة الإسلامية.
 
وقال اننا نجتمع في ظلال مولد رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، وامتنا تتعرض لهجمة مقصودة تستهدف دينها وهويتها، وتحاول زعزعة ايمانها وثقة شعوبها وتماسكهم، مشيرا الى انه في هذه التحولات الخطيرة برز " العنف " والتطرف.
 
وأكد منصوري ان المؤتمر يشكل فرصة ثمينة لتبادل الآراء والخبرات وطرح البدائل والمقترحات، والوصول الى نتائج وتوصيات، تساعدنا في بناء منظومة قيمنا الدينية والاجتماعية والحفاظ على أمن واستقرار بلدنا، من أجل بناء الانسان المسلم والاسهام في الحضارة الانسانية وتحقيق الشهود الحضاري على الناس.
 
وقال وزير الدولة للشؤون الدينية :"ان الإسلام دين الفطرة والتوسط والاعتدال والتسامح مشيرا الى أهمية مثل هذه اللقاءات التي تعمل على توحيد المسلمين وتقريب وجهة نظرهم حول القضايا المعاصرة.
 
و ناقش المؤتمرون اربعين ورقة عمل ركزت على إبراز الوجه الحقيقي للإسلام الذي يتسّم بالوسطية والإعتدال والتسامح بعيداً عن الغلو والتطرف والإفراط، وشارك فيه عدد من العلماء والمفكرين من الدول العربية والاسلامية.