في المولد النبوي يعطل الاردنيون بخلاف المعتاد

السوسنة - أثار تغيير عطلة المولد النبوي الشريف الى يوم آخر، غيظ مواطنين رأوا في ذلك مسّا بجلال المناسبة التي ترتبط بالرسول الكريم، فضلا عن كونها سابقة تلامس المستقر في الذهن الجمعي للناس، بينما يؤيد آخرون ما ذهبت اليه الحكومة، خصوصا وأن اليوم الكريم لا يعد عيدا دينيا، وفق نص فتوى لدائرة الافتاء.
 
ويرى مواطنون رافضون لازاحة موعد عطلة المولد النبوي الشريف، ان للمناسبة مكانتها الدينية والنفسية وهي ترتبط بيوم يصومون فيه، مطالبين بالابقاء على مواعيد العطلات الرسمية للمناسبات الدينية دون تغيير.
 
وقالوا انهم رغبوا في ان يحتفلوا بمناسبة المولد النبوي الشريف يوم الاثنين الماضي مع اسرهم واقاربهم في اجواء عائلية او في المساجد وفي ذلك بعد معنوي بالنسبة لهم حيث يكونون متفرغين عن العمل، إلا ان تقديم العطلة ادى الى انشغالهم باعمالهم الوظيفية يوم هذه الذكرى الشريفة .
 
دائرة الافتاء من جانبها، اصدرت فتوى بهذا الخصوص جاء فيها، " بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد: فمحبة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم، وهي من لوازم الإيمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين متفق عليه.
 
واليوم الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، يوم مبارك، وذكرى عطرة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم ذلك اليوم شكرا لله تعالى، وفي الحديث أنه سئل عن صوم يوم الاثنين فقال ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت، أو أنزل على فيه رواه مسلم. والاحتفال بهذا اليوم يكون بذكر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وشمائله ، وتعظيمه وتوقيره وتنزيه عن كل ما لا يليق به.
 
وعليه فإن هذا اليوم لا يعتبر في شريعتنا عيدا دينيا، لأن للمسلمين عيدين، عيد الفطر، وعيد الأضحى، وإنما هو ذكرى عطرة ندعو فيها المؤمنين للتأسي بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتباع سنته المباركة، والسير على منهاج شريعته العطرة، قال الحق سبحانه: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا" والعطلة في هذا اليوم قرار إداري يعود إلى وليّ الأمر؛ لأنه ليس عيدا دينيا. " عميد كلية الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور محمد الخطيب اوضح، أن المناسبات الدينية الاساسية لدى المسلمين هي عيد الفطر وعيد الاضحى وهذه لا مجال ابدا ولا يجوز تأخير او تقديم عطلتها الرسمية وهو ما لم يحدث بتاتا.
 
واضاف ان المناسبات الدينية ليس شرطا واجبا فيها ان تكون العطلة الرسمية الخاصة بها في نفس يوم موعدها، مثل الاعياد الدينية، وبالتالي يمكن للحكومة ان تقدم او تؤخر العطلة سواء في ذكرى المولد النبوي الشريف او في ذكرى الاسراء والمعراج، وهذا لا يؤثر على المناسبة بشيء .
 
من جانبه قال الاستشاري الاجتماعي الدكتور فيصل غرايبة، ان ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة غالية على الجميع ولا يختصر احياء هذه الذكرى على عطلة رسمية للمؤسسات المختلفة، ولا ضير ان تكون العطلة بهذه المناسبة في يوم آخر.
 
واضاف ان تقديم العطلة بهذه المناسبة او تأخيرها لا ينقص من قيمة المناسبة ولا يقلل من الاهتمام بها، مشيرا الى انه من الناحية الاجتماعية في تقديم العطلة الخاصة بالمولد النبوي الى يوم الاحد ادى الى تمكن المواطنين من الاتصال والتواصل ببيوتهم وعائلاتهم في مدنهم وقراهم ومناطقهم بصورة محلية هم بحاجة لذلك .




آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة