السوسنة
أثارت واقعة اعتداء بعض المتطرفين الهندوس على سائق مسلم، غضبا بين المسلمين المحليين الذين طالبوا باعتقال الجناة فورا واتخاذ اجراءات قانونية حازمة ضد المعتدين.
وذكرت تقارير إخبارية أن محمد ناصر (35 عاما) كان يقود شاحنته، يوم الخميس، لنقل لحم جاموس، وهو أمر لا يخالف القانون الهندي، من منطقة بارِيلي في ولاية أوتار براديش إلى رامناغار بولاية أوتاراخند، لكن متطرفين من جماعات هندوسية متشددة هاجموه وخرّبوا مركبته بزعم أنه ينقل لحم بقر “غير قانوني”.
وقال وحيد حسين، شقيق ناصر، إن شقيقه كان يحمل جميع التصاريح والوثائق القانونية اللازمة لنقل اللحم، وقد فُتشت أوراقه عند مركز شرطة “بيل باراو” وسُمح له بالمرور.
وأضاف أن متطرفين من جماعة “بجرانغ دال” أوقفوا المركبة وأجبروه على النزول منها. وقالوا له إن الشاحنة تحمل لحم بقر، فأخبرهم أن الحمولة ليست لحما محظورا وأنه يحمل تصريحا رسميا بالنقل. ورغم ذلك، تجمع نحو 30 أو 40 شخصا وضربوه.
وتابع حسين قائلا “ضربوه بوحشية وتعرّض لإصابات داخلية كثيرة، ولم يعد قادرا على الكلام بشكل طبيعي. حتى الأطفال الصغار رشقوه بالحجارة.. لديهم كراهية شديدة إلى حد أنهم يريدون ضربنا فقط لأننا مسلمون”.
وأشار حسين إلى أنه “حتى لو كان هناك خطأ ما في المركبة، فليس من حق أحد أن يعتدي على الناس. هناك أجهزة شرطة مختصة يمكنها اتخاذ الإجراءات القانونية. كان عليهم الاتصال بالشرطة بدلا من مهاجمته”.
وأكد حسين أن الشرطة أنقذت أخاه من أيدي المعتدين، ونُقل إلى المستشفى بعد الحادث، وخرج يوم الجمعة بعد استقرار حالته.
وبعد الاعتداء، اشتبك المتطرفون مع الضباط والجنود في مركز الشرطة، متهمين إياهم بالسماح بنقل لحوم البقر داخل الولاية.
وأكد ضابط شرطة للجموع أن “اللحوم الموجودة في الشاحنة ليست لحم بقر”. وعندما حذرهم من تجاوز القانون، بدأ الحشد في الصراخ ورفع الشعارات.
وأكد الضابط أنه سيجري التحقيق في الأمر بشكل مناسب “وإذا وُجد أي تقصير فسوف يتخذ إجراءات صارمة”.
وفي الوقت نفسه، سُجلت محاضر رسمية في مركز شرطة “كوتوالي” بمدينة رامناغار، بناءً على شكوى من زوجة ناصر، نور جهان، التي ذكرت في الشكوى اسم قيادي محلي في حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، يُدعى مادان جوشي، وأربعة من قادة الجماعات الهندوسية المتطرفة، إضافة إلى 30 مجهولا، بتهم محاولة القتل والتجمهر غير القانوني.
وأوضحت الشكوى أن المتهمين حاولوا قتل ناصر باستخدام العصي والقضبان الحديدية، لكن الشرطة وصلت في الوقت المناسب وأنقذته.