السوسنة
كان النبي ﷺ يخصّ العشر الأواخر من رمضان بعباداتٍ مكثفة لا يؤديها بنفس القدر خلال بقية الشهر، حيث كان يُحيي الليل بعبادةٍ خالصة، فقد روت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: "كان النبي ﷺ يخلط العشرين بصلاةٍ ونوم، فإذا كان العشر -يعني الأخير- شمَّر وشدَّ المئزر" (رواه أحمد).
ومن أعظم الأعمال التي يُستحب اغتنامها في هذه الليالي المباركة: التهجد وقيام الليل بالصلاة والذكر، ومن ذلك صلاة التسابيح، التي يُوصي بها العلماء خلال العشر الأواخر، خاصةً في الليالي الوترية، لما لها من فضلٍ عظيم في تكفير الذنوب وتفريج الكروب.
عد كثير من العلماء صلاة التسابيح صورة من صلوات التطوع التي لها كيفية مخصوصة، وسميت بذلك لما يُطْلَبُ فيها من كثرة التسبيح، وهي صلاة مشروعةٌ على جهة الاستحباب على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، وهو ما استقرَّ عليه قول الإمام أحمد ؛ حيث إنه قد رجع عن القول بتضعيفها ؛ كما استظهره الحافظ ابن حجر ، وقد ورد فيها حديث صحيح مروي من طرق أكثر من عشرة من الصحابة كالعباس ، وابنيه عبد الله والفضل ، وعلي بن أبي طالب ، وجعفر بن أبي طالب، وابنه عبد الله ، وأم سلمة ، وابن عمر ، وأبي رافع ، وابن عمرو ، وعمر مولى غُفرة رضي الله عنهم.
أما كيفيتها، فقد وردت في ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه : " يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّاهُ! أَلَا أُعْطِيكَ ! أَلَا أَمْنَحُكَ ! أَلَا أَحْبُوكَ ! أَلَا أَفْعَلُ لَكَ عَشْرَ خِصَالٍ ! إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللهُ لَكَ ذَنْبَكَ : أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ ، خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ ، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ ، سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ ، عَشْرُ خِصَالٍ : أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الكِتَابِ وَسُورَةً ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ القِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ قُلْتَ : سُبْحَانَ اللهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ ، خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً ، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا ، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا ، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا ، ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُها عَشْرًا ، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُها عَشْرًا ، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ، تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً".
كيفية أداء صلاة التسابيح في 10 خطوات مبسطة
1- تصلى أربع ركعات «أى بتسليمة واحدة» بدون تشهد أوسط.
2- فى كل ركعة من الركعات الأربعة في صلاة التسابيح تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة «أى سورة تختارها»
3- بعد القراءة مباشرة وقبل الركوع تقول وأنت قائم هذه التسبيحات «سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر» 15 مرة.
4- ثم تركع وبعد التسبيح المعتاد فى الركوع تقول «سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر» 10 مرات
5- ثم ترفع رأسك من الركوع قائلًا: سمع الله لمن حمده ... إلخ، ثم تقول «سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر» 10 مرات.
6- ثم تهوى ساجدًا وبعد التسبيح المعتاد فى السجود تقول «سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر» 10 مرات.
7- ثم ترفع رأسك من السجود بين السجدتين بعد الدعاء المعتاد فتقول «سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر» 10 مرات.
8- ثم تسجد وبعد التسبيحات المعتادة فى السجود تقول «سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر» 10 مرات.
9- ثم ترفع رأسك من السجود وتجلس القرفصاء فى استراحة خفيفة بين السجود والقيام وتقول «سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر» 10 مرات، فذلك 75 مرة فى كل ركعة.
10- وتفعل ذلك 4 مرات أي في الركعات الأربع فيكون 300 تسبيحة، وهذه طريقة صلاة التسابيح.