السوسنة
المؤمنون هم الذين آمنوا بالله ورسوله واتبعوا طريق الحق، قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ • الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ (المؤمنون: 1-2) فهذه الآية تبشّر المؤمنين بالفلاح والسعادة بسبب إخلاصهم في عبادتهم.
وقد جعل الله الشكر والاستغفار والذكر والدعاء والصبرمن أسباب زيادة النعم والبركة ودخول الجنة.
ووعد الله -تعالى- عباده المؤمنين بعدّة فضائل وميزات في حياتهم الدنيا، وبشرهم بالنعيم المقيم في الحياة الآخرة، كما دلّ قوله تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). [سورة التوبة، آية: 72]
أما وعد الله فهو الحق، وسبحانه وتعالى لا يخلف وعده، ويقول تعالى (وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [٦ الروم].. {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [٦٠ الروم]
وخص الله تعالى بعض المؤمنين بمزيد من الوعود، فبشرهم بحسن الجزاء وعظيم المنزلة وسعة الرزق والبركة، ورد ذكرهم في القرآن الكريم، وهم:
1- المستغفرون
وعد الله عز وجل المستغفرين بسعة الرزق، ورغد العيش، والبركة في المال والولد، فالاستغفار مفتاح من مفاتيح الفرج، قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}. [نوح: 10، 12]
2- الشاكرون
الشاكِرون هم الفائِزون بخَيرَي الدنيا والآخرة؛ قال الله تعالى: (وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) [آل عمران: 144]، وقال تعالى: (وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ) [آل عمران: 145].
3- الذاكرون
وطوبى لمن أشغله ذكر الله عزّ وجل عن كلّ ما سواه، فما أجمل جزاء من أن يذكره الخالق، لقوله تعالى ﴿فاذكروني أذكُرُكُم} فأولئك قال فيهم: {والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما} (الأحزاب:35).
4- الداعون
يعد الله الداعين بالاستجابة، يقول عز وجل ﴿ادعوني أستجب لكُم﴾، فالدعاء ومنه الاستغاثة من أعظم العبادات، قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(غافر:60)، قال ابن كثير: "هذا من فضله، تبارك وتعالى، وكرمه أنه ندب عباده إلى دعائه، وتكفل لهم بالإجابة.
5- الصابرون
جمع الله تعالى للصابرين ثلاثة أمور لم يجمعها لغيرهم؛ وهي: الصلاة منه عليهم، ورحمته لهم، وهدايته إياهم، فليس هناك أفضل منزلة من معية الله: قال تعالى: {إنّ اللهَ مَعَ الصَّابِرينَ} [سورة البقرة: 153].
ويقول تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [سورة البقرة: 155- 157].
ويعدهم تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر:10]