السوسنة
اللَّعْنُ في اللغة: هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله سبحانه وتعالى، وهو دعاء على شخص أو شيء بأن يُحرم من رحمة الله ويُطرد منها.
أما في الاصطلاح الشرعي، فاللعن يعني: الدعاء على الشخص أو الشيء بالطرد من رحمة الله بسبب فعلٍ ما أو استحقاق لذلك.
حكم اللعن في الإسلام
نهى الإسلام عن لعن الأشخاص المسلمين بأعيانهم، حتى وإن كانوا مذنبين، لأن اللعن فيه دعاء بحرمانهم من رحمة الله، وهذا لا يجوز إلا إذا ثبت بالدليل أن هذا الشخص يستحق اللعن.
يقول النبي ﷺ: "لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ لَعَّانًا." (رواه الترمذي وصححه الألباني)
المعنى: المؤمن لا ينبغي أن يتصف باللعن، فهو خلق مذموم لا يليق بمن يريد أن يكون قريبًا من الله.
تحريم اللعن للأشياء أو المخلوقات العامة:
نهى الإسلام عن لعن المخلوقات بشكل عام، مثل الحيوانات أو الجمادات، قال النبي ﷺ: "لا تلعنوا الريح، فإنها من روح الله." (رواه الترمذي) وذلك لأن كل شيء في هذا الكون هو من خلق الله، وقد يُسيء اللعن الأدب مع الله جل وعلا.
يُشرَع لعن الصفات السيئة بشكل عام دون تخصيص، مثل: "لعنة الله على الظالمين" أو "لعنة الله على الكافرين".
وهذا مستمد من نصوص القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: "أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ" (هود: 18).
لكن، لا يجوز تخصيص شخص بعينه باللعن إلا إذا ورد في الشرع استحقاقه لذلك (مثل إبليس، أو من لُعنوا بأسمائهم في النصوص كفرعون).
لماذا حُرِّم اللعن؟
سبب أخلاقي: اللعن يُظهر قسوة القلب وسوء الأخلاق، وهو من الصفات المذمومة التي لا تليق بالمؤمن.
سبب اجتماعي: اللعن يسبب عداوة وبغضاء بين الناس، ويؤدي إلى تفكك العلاقات.
سبب ديني: المسلم مأمور بالدعاء للناس بالهداية لا باللعن والطرد من رحمة الله.