السوسنة
إذا حدثت مشاكل بين الزوج وزوجته وكان يضربها ويحاول الاعتداء عليها ويمتنع الانفاق عليها وعلى اولاده، ورفض ان يطلقها رغم طلبها الطلاق، ورفع قضايا عليه، فهل يُعتبر عقد الزواج مفسوخًا؟ وهل يمكن للزوجة الزواج من جديد
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
اذا كانت الزوجة لا تزال في عصمة الزوج ولم يطلقها ويمتنع عن أداء واجباته فلا يعتبر ذلك طلاقا.
ومجرد رفع الأمر للقضاء؛ لا يجعل الزواج مفسوخا حتى يفسخه القاضي حقيقة، وتنقضي العدة، فيجوز للزوجة بعدها الزواج من رجل آخر.
وضرب الزوج زوجته، واعتداؤه عليها؛ نوع من الظلم، وقد ينتقم الله من الزوج جزاء على هذا الظلم، قال الله سبحانه: فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا {النساء: 34}.
قال القرطبي في تفسيره: قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا، إشارة إلى الأزواج بخفض الجناح ولين الجانب، أي إن كنتم تقدرون عليهن؛ فتذكروا قدرة الله، فيده بالقدرة فوق كل يد، فلا يستعلي أحد على امرأته؛ فالله بالمرصاد. انتهى.
وإذا تضررت المرأة من زوجها؛ كان لها الحق في طلب الطلاق.
ويجب على الزوج أن ينفق على زوجته وأولاده بقدر الكفاية، وتجب نفقة الأولاد ما داموا صغارا لا مال لهم، وكذلك نفقة الزوجة لا تسقط إلا إذا كانت ناشزا غير حامل.
وخروج المرأة من بيت زوجها بغير إذنه؛ نشوز، إلا إذا كان خروجها لعذر شرعي كخوف اعتدائه عليها.
وما دام الأمر عند الجهات المختصة بالنظر في قضايا الأحوال الشخصية؛ فيمكنها النظر في أَمْر النفقة وغيرها.