السوسنة
لم يكن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يُكثر الأصناف في مأكله ومشربه، بل كان طعامه متواضعاً، وقد حث النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم على التقليل من الطعام والشراب ما لم يكن لحاجة، فقال: ما ملأ ابنُ ءادمَ وعاء شراً من بطنه, بحسب ابن ءادمَ لقيماتٍ يُقمنَ صلبه فإن كانَ لا بد فاعلاً فثُلُثٌ لطعامه وثُلُثٌ لشرابه وثُلُثٌ لنفسه.
وكان عليه الصلاة والسلام يكثر الصوم ويفطر على طعام متواضع ليس فيه تكلف ولا ترف, ولا يأخذ منه إلا ما هو ضروري؛ قالت السيدة عائشة رضي الله عنها ما شبع ءالُ مُحمدٍ صلّى الله عليه وسلّم مُنذُ قَدِمَ المدينة من طعام البُر (القمح) ثلاث ليالٍ تباعاً حتى قُبض رواه البخاري.
وكثير من الصحابة ذكروا الأنواع التي أكل منها النبيُّ عليه الصلاة والسلام وكان السلف الصالح يأكلون ما أكله رسول الله تحبباً بسيرته، ومن بين هذه الأطعمة:
الـثـريـــد
أصلُ الثريد خبز يُبلُّ بمرق وغالباً ما يكون بمرق اللحم. وقد ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الثريد في حديثه عن فضل السيدة عائشة رضي الله عنها بقوله صلّى الله عليه وسلّم: فضلُ عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام رواه البخاري.
وهذا الحديث يدل على فضل الثريد على باقي الأطعمة وهو كان من الطعام المحبب لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم فعن أنس رضي الله عنه قال: دخلت مع النبي صلّى الله عليه وسلّم على غلام له خياط فقدم قصعة فيها ثريد رواه البخاري. ومما يبين أهمية الثريد وفضله على بقية الأطعمة أن أول هدية أهديت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين مقدمه من مكة مهاجراً وحين نزوله دار أبي أيوب في المدينة كانت قصعة فيها خبز مثرود بلبن وسمن, ثم تبعتها قصعة سعد بن عبادة وهي"ثريد ولحم" وقد أوصى النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم بهذا الطعام المغذي القليل الكلفة والسريع التحضير إذ هو كسر الخبز وصب المرق فقال صلّى الله عليه وسلّم: أثردوا ولو بالماء.