السوسنة
الدعاء من أكثر العبادات التي يحبها الله خالصة لوجهه الكريم، ويجب ان يكون الدعاء بالخير والتوفيق، وليس الدعاء بالشر على النفس وعلى الآخرين، فقد تكون ساعة استجابة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تَدعُوا عَلى أَنْفُسِكُم، وَلا تدْعُوا عَلى أَولادِكُم، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُم، لا تُوافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسأَلُ فِيهَا عَطاءً، فيَسْتَجيبَ لَكُم».
وفي هذا الشأن، قالت إحد السيدات انها دعت على اولادها الاثنين بالموت لأنهم كانوا اشقياء، فماتوا بحادثة، مما جعلها تشعر بالذنب وأصابها الحزن والحسرة، فهل استجاب الله دعائها؟
أجاب الشيخ عويضة عثمان، على سؤال السيدة ونصح بأنه يجب اتباع سنة النبي، بعدم الدعاء على النفس والاولاد والمال.
وأضاف أن غالبيتنا يعلم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم جيدًا ولكن للأسف نبتعد عنها، على الرغم من أن الخير في اتباع هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لافتًا إلى أن تعظيم السنة في القلوب علامة على محبة رسول الله وعلامة على شدة حرصك على اتباع السنة.
وأكد عثمان أنه على العبد أن يتجنب الدعاء على نفسه أو على أولاده حتى وإن كان في ساعة ضيق، منوهًا إلى أن ما حدث مع أولاد المتابعة أمر واقع سواء دعت بذلك أم لا.
واستشهد بقصة سيدنا مطرف بن عبدالله الذي كان مجاب الدعوة، عندما دعا على شخص ظلمه أمام القاضي فما لبث أن مات، فاتهم أقارب المتوفى بقتله، فقال لهم القاضي: «هل لمسه، هل ضربه، ولكنها دعوة رجل وافقت قدر الله»، مُشيرًا إلى أن إلقاء اللوم على النفس يكون بسبب الإيمان الضعيف، ومهما غضب الأب أو الأم من أولاده لا ينبغي عليه أن يدعي عليهم، حتى لا يحدث شيء يجعلهم نادمين طوال حياتهم.