السوسنة
اتفق جمهور الفقهاء على أن صلاة الجماعة سنة مؤكدة، فمن لا يصليها فلا ذنب أو وزر عليه، فإذا صلى الإنسان في جماعة أخذ ثوابا كبيرا، وإذا صلى منفردا صلاته صحيحة ولكن حرم نفسه من الأجر الكبير إلا إذا كان به عذر.
وهناك أسباب تمنع البعض من اداء الصلاة في المسجد، كالمرض او الخشية من بعض المحاذير.
وفي هذا السياق، يسأل احد الأشخاص: عمري 14 عاما، وأهلي يخافون عليَّ من الذهاب لصلاة الفجر بسبب وجود كلاب في الطرق، وكذلك يوجد لصوص.
فما حكم تأخير صلاة الفجر لما بعد الشروق؛ لأني أستيقظ بعد الشروق؟ هل أنا كافر؛ لأني أخرجت صلاة عن وقتها؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله تعالى أن يزيدك حرصا على الخير، وأن يوفقك للطاعات؛ إنه سميع مجيب.
ثم إنه لا حرج عليك في ترك الذهاب لأداء صلاة الفجر في المسجد جماعة خشية المحاذير المذكورة.
وقد نص الفقهاء على أن من الأمور التي يعذر بها للتخلف عن المسجد الخوف على النفس، وانظر لبيان تلك الأعذار الفتوى: 142417.
ولكن فواتها عليك في المسجد للعذر لا يسوغ تأخيرها عن وقتها، فكان عليك أن تصليها جماعة في البيت إن أمكن ذلك، وإلا فصلها منفردا، ولا تؤخرها حتى يخرج وقتها.
وإن كنت تسأل عن حكم فوات وقت الصلاة بسبب النوم، فالجواب: أن النوم عن الصلاة إذا كان بعد دخول وقتها لمن يعلم أنه لن يستيقظ في وقتها؛ فهذا تفريط، وصاحبه آثم -والعياذ بالله-.
أما إذا كان نومه قبل دخول الوقت؛ فلا يأثم، ولكن ينبغي أن تأخذ بالأسباب التي تعينك على الاستيقاظ لإدراك الصلاة في الوقت.
اسلام ويب